6 / 8 آب من كل سنة
تتلى علينا اليوم القراءات : خر19: 1-9 ؛ اش6: 1-13 ؛ عب 12: 18-29 متى17: 1-9
القـراءة : خروج 19 : 1 – 9 :– قاد اللهُ اليهودَ خارج مصر. إختارهم لنفسِه شعبًا يحميهم ويرعاهم على شرط أن يحفظوا كلامَه.
القـراءة البديلة : إشَعيا 6 : 1 – 13 :– رأى النبيُّ اللهَ في رؤيا والملائكةُ تُمَّجِدُه و تنشدُ : قدّوس.يُطَهِّرُ الملاكُ النبيَّ ويُرسلُه الى الشعبِ ليوقِظَه على آثامِه.
الرسالة : عبرانيين 12 : 18 – 29 :– خاطبَ الشعبُ اللهَ في العهد القديم على يد موسى. أما في العهد الجديد فيُحَّدِثُه مباشرَةً دون وسيط.
الأنجـيل : متى 17 : 1 – 9 :– يتجَّلى يسوعُ للرسل بصحبةِ موسى وايليا. وصوتُ الله من السماء يُؤَّكدُ أنَّ يسوعَ هو الله، وأنَّ من يؤمنُ به ويتبعُه يخلُص.
لِنقرَأْ كلامَ الله بإيمان وآهتمام
الصلاة الطقسية
أبرزت الصلاة عن ذات المسيح حقائق أخفتها حواسُّه عن الناس الذين لا يرون إلا عبر الحواس. فقالت أولى ترانيم المجلس :” خُطَّت بتجلي يسوع طريقُ عودة الأمم ” لأنها إكتشفت الحقيقة. فهذا يسوع ” هو الأبن الحبيب الذي فيه إنجلت كاملةً مشيئة الله”. يسوع هو الله الكلمة المتجَّسد الذي، بعد موته وقيامته، سيسترجعُ المجد الذي كان له قبل أن يكون العالم (يو17: 5)، لأنه قبل أن يكون إبراهيم هو موجود(يو8: 56-58)، وتخَّلى عن مجده “وآتخَّذ صورة العبد..أطاع حتى الموت..لتنحني لآسمه كلُّ ركبةٍ في السماء وعلى الأرض وتحت الأرض” (في2: 7-10).
فيسوع الناصري سَيِّدُ الكون، وعلى الكون أن “يسمع له”. إنَّه سَيِّدُ الأحياء والأموات، فيخضع له موسى وايليا والرسل. تجَّليه يُثَّبتُ بُنُّوَتَه الألهية و قدرته وسلطته الكونية. ليس مجد يسوع بأبهى العربات ولا قوته بأمضى الأسلحةِ. مجده لأنه الله، لآسمه” تنحني كل ركبة ” وأمامه ينخفضُ كل رأس. وبما له من مجد وقوة سيدين كلَّ إنسان. وهكذا سيتلألأُ ملكوته بالمجد والراحة والهناء. بحيث يتمنى بطرس أن يطول منظر مجد المسيح ويستمر وجود موسى وايليا معهم. لا أسعد ولا أهنأَ من هذه الحالة. هذا ما يحلم به كلُّ إنسان. وهذا ما يُوَّفره المسيحُ وحدَه لكل من يؤمن به. هذا رجاءٌ يضمنه التجَّلي. وقد تفَوَّقت الحقيقةُ قدرةَ إستيعاب الرسل. حتى قالت ترنيمة:” يا رب أنتَ خَفيٌّ على الكل في جسدٍ جَلِّيٍ، لا كما أنت هو، بل كما قدرنا نحن أن نفهمك”. جسدُه يخفي شخصَه، وسِرُّه ينكشفُ بقدرته على الإتيان بأعمالٍ عجيبة ومجيدة.
الترانيم
1+ ترنيمة المزمور السابق :” لمَّا شاءَ مُخَّلصُنا أن يكشفَ مجدَه ويُخبرَ بعظمته ، أصعدَ
ثلاثة من تلاميذه معه الى جبل طابور وتغَّيرَ أمام عيونِهم الى النورالذي فيه مُزمعٌ أن
يأتي يوم الدين لدينونة الخلائق.
ܫܲܒܲܚ. أبدى فادينا على جبل طابور مجدَ عظمتِه، فآبيَّضَتْ ملابسُه أكثر من شعاع
أعضاء آلأبن الكلمة، وأضاء شخصُه كالشمس، وهتف أبوه من العُلى بأنْ هذا هو إبني
الحبيب . له آسمعوا “*.
2+ ترنيمة المزمور اللآحق :” شاءَ المسيحُ في حُبِّهِ أن يكشفَ رمز مجيئه وملكوته لأَّحبائِه
الذين إختارهم لبشارته، إبنَي زبدى مع الصفا. فأصعَدَهم الى جبل طابور وتجَّلى في نورٍ
قوّيٍّ وأخبرَ أنَّه مزمِعٌ هكذا أن يأتيَ يومَ القيامة العظيم.
ܫܲܒܲܚ. كرَّمَ مُخَّلِصُنا أولئكَ الذين إستحَّقوا رؤيةَ إِقامةِ إبنة يؤآرَش بمنظر مجدِ تجَّليه. و
جالسَ أيضًا موسى وايليا وتحَدَّثَ بمَحَّبة فأخبر أنَّه هو حَقًّا سَيِّدَ الأحياءِ والأموات “*.
3+ ترنيمة الرمش :” أيُّها العجيبُ في أعماله وأسرارُه جَلِّيةٌ في قدرتِه، في كلَّ الأزمنة و
في كلِّ الأمكنة، لأناسٍ مجيدين ومُختارين، للأحياءِ والأمواتِ معًا، أنبياءَ ورسُلاً جملةً،
مُؤَّهَلين لأسرار المؤمنين الى أن ينجليَ ويسطعَ فيعرفَ كلُّ إنسان جلّيًا بما هي تُخفيه.
المجدُ لتلك القدرة التي شاءَت وكشفت أسرارَها لأَّحبائِها “*.
4+ ترنيمة السهرة :” كما أظهر الآبُ تجَّليه لموسى العظيم على جبل سيناء إزاءَ شعبِه
برعودٍ وبروق نارٍ لأخافةِ الأغبياء، كذلك أظهر الأبنُ أيضًا للرسل، على جبل طابور،
سِرَّ تجلّيه في الآخِرة، والنعيم الذي هيَّأه لقِدّيسيه لتعزية قلب المؤمنين. السجودُ للآبِ
والأبن والروح القدس، مُقَدِّس الكل “*.
5+ ترنيمة الفجـر :” يا مَلِكَ المجد الذي أظهر مجدَ تجَّليه، على جبل طابور، للرسل
المُختارين، أَّهِلْنا بحنانك أن نستقبلَ وجه تجَّليك عندما تجيءُ في مجد ملائكتك “*.
التعليم
أبرزت الصلاة أنَّ اللهَ ظهر لموسى وكشف له ذاته على جبل سيناء (خر3: 4-6). وعلى جبل حوريب ظهر لأيليا وعَرَّفه على نفسِه (1مل19: 8-14). وها على جبل طابور يتجَّلى مجدُ يسوع الألهي وكأنه يقول هو الله نفسُه الذي يتجلَّى كلَّ حين وشهوده من رأوا مجدَه : موسى وايليا سابقًا ومعهم حاليًا الرسل. يتابع الله كشفَ ذاته ويُتَمِّمُه. وكل شهادةٍ تثبتُ ” بشهادة شاهدين أو ثلاثة شهود ” (تث19: 15؛ متى18: 16؛ يو8: 17). شهادة موسى و الشريعة، شهادة إيليا والنُبُّوة مع شهادة الرسل والبشارة، إضافة الى شهادة الله الآب (متى3: 17ح 17: 5) وإلى إقرار يسوع الحقيقة (متى26: 63-64؛ يو8: 18، 28-29؛ 10: 24).
ويدعو يسوع موسى وايليا ليشهدا له لئلا يتوَّهمَ به الرسلُ فيعتبروه واحَدًا منهما.
تدَعُ الصلاةُ موسى وايليا يتحَّدثان الى يسوع. لم يفصح الأنجيل عن موضوع الحديث. أمَّا الصلاة فخَمَّنت أنه يجري بخصوص ردِّ فعل الناس على أقوال يسوع وأفعاله. حتى نسبَتْ إلى النبييَّن قولهما ليسوع :” ماذا أتى بك الى هذا الشعب؟. إنَّه مُفسِدٌ وآبنُ الأثم. إنَّه جيلٌ أعوجٌ وخبيث. يعطشُ كلَّ يوم إلى قتلكَ ” ( متى21: 38-39 ؛ يو11: 53). وأنهت ترنيمة ” شَّباح” عن تشخيصها ليسوع بقولها :” قام إلَهٌ بين القديسين، جَبّارٌ بين الضعفاء. ومن لا يتأَّلم بين المُتأَّلمين، يُمَجِّدُه الناطقون والخُرس”.