سألت مؤمـنة بخصوص قريب العماد فقالت :” قريبُ إبني في المعمودية لم يأخذ التناول الأول. ولم يحضر دروسًـا في التناول. فما وضعُ أبني في هـذه الحــالة ؟
الجوابُ السريع : لا تخافين على أبنك ولا تقلقين على معموديتِه. وضعُه ، هـو ، لا عيبَ فيه. وعمادُه كاملٌ.
أما القلق والسؤالُ فيبقى على : لماذا أختارَ الأهلُ طفلا جاهلا ليُصبح مُعَّلما لطفلهم ؟. والسؤال الأهم لماذا خالف الكاهن توصيات الكنيسة وقبل بكذا قريب ؟ هل كان هو أيضا جاهلا ، أم رضخ لضغط الأهل أو الظرف ؟
العمادُ والتناول !
العمادُ والتناول سّـران لا يرتبطُ الواحدُ إلزاما بالآخر. ما يربط بينهما هو فقط :
1- لا يمكن أن يتناولَ غيرُ المُعَّـمد !
2- أما لقريب العماد فتشترطُ الكنيسة أن يكون مُعَّمَدا ، ويكون قد تجاوز سنَّ الطفولة ، ويكون قد تلَّقى مبادئ الديانةِ المسيحية. والى القاريْ الكريم قانون الكنيسة :
تعليم الكنيسة وقوانينها !
1+ من مُهَّمةِ العَّراب (القريب) أن يُقَّدمَ الطفلَ ويُحَّوطَه بالعناية ، حتى يسيرَ ذلك المُعتمِد بمعموديتِه سيرةً مسيحية لائقة ، ويقومَ قياما أمينا بالواجبات التي تقتضيها (مجموعة قوانين الكنائس الشرقية ، لسنة 1990 ، قانون رقم 684). إذن مهمة القريب ليست فقط أن يحمل الطفلَ ويُجيبَ على أسئلةِ الكاهن. بل يأخذ القريبُ على عاتقِه مسؤولية تثقيف الطفلَ مستقبلا في الأيمان المسيحي إذا أهملَ ذووه ذلك. طفلُ في عمر أقلَ من عشر سنوات ماذا يفهم ، وأية مسؤولية يقدر أن يتحمَّل ؟؟.
2+ ب1 : لكي يقومَ أحدٌ قياما صحيحًا بمهّمةِ العّراب يلزمُهُ :
1* أن يكون مُلِمًا بالأسرار الثلاثة : المعمودية ، والميرون ، واللأفخارستيا (القربان)
2* أن يكون منتميا الى الكنيسة الكاثوليكية
3* أن يكون في نـيتِه القيامَُ بهذه المُهّـمة
4* أن يختارَه والداهُ أو الأوصياء عليه أو الكاهن (عند الحاجة )
5* ألا يكون أبَ المُعَّـمَدِ أو أُمَّــه أو زوجَــه
6* ألا يكون مُعاقَبًا بالحرم أو محروما عن القيام بمهمة العّراب
ب2 : لكي يجوزَ قيامُ أحدٍ بمهمة العراب يجب أن يكون قد بلغَ السنَّ المطلوبة في شرع كنيستِه الخاصّة { عند الكلدان واللاتين بعد سن التمييز أى بعد التناول } ، وأن يكون ذا سيرةٍ تليقُ بالأيمان وبالمهّمـة
ب3 : يجوزُ ، لسبب صوابي ، قبولُ أحد أبناءِ كنيسةٍ شرقية غير كاثوليكية لمهمة عّرابٍ على أن يكون معه أبـدًا عّرابٌ كاثوليكي (المصدر السابق ، ق. رقم 685),
== وهـذه القوانين لم تسُّنها الكنيسة حتى توضعَ على الرفوف. سَّنتها لتسهيل درب الأيمان. إنه إلزاميُ على الكهنة ان يتثقفوا منها وأن يُطَّبقوها. كما هو الزاميٌ أيضا على المؤمنين أن يفهموا أنها لمصلحتهم الإيمانية ، لا لإزعاجهم ، وانه مطلوبٌ منهم أن يتقَّيدوا بها. لقد صرَّح الإنجيل بأنَّ من لا يسمع ويخضع للكنيسة يكون لا يسمع ولا يخضع للمسيح نفسِه (لو10: 16 متى10: 40).
ومن يجهلُ تعليم الكنيسة وقوانينها يكون مثل أعمى لا يُفَّسرُ دربَه في الحياة. فإذا كان والدا الطفل جهلة ً فهم عميان ، ومثلهم القريب ، ومثلهم الإكليروس. وإذا كُنَّا عميانا فأيَّ إيمانٍ مسيحي يمكننا أن نـدَّعيَ به ؟ لن نكون إلا ” عميانا يقودون عميانا ” وبالنهاية ” نقعُ في حفـرة ” الهلاك (متى 15: 14). ومن يكون أعمى ويَّدعي أنه يُبصرُ فخطيئته لا تُغتفر كما قال الرب للفريسيين :” لو كنتم عُميانا لما كان عليكم خطيئة. ولكنكم تقولون إننا نبصر، فخطيئتكم ثابتة ” (يو9: 41).