اليوم تتلى صلاة الأحد فقط. نثَبِّتُ العيد هنا للسنين التي يقع فيها في أيام الأسبوع.
تتلى علينا اليوم القراءات : أع1: 12-14 ؛ خر15: 11-21 ؛ رم16: 1-6، 16 متى12: 46-50
القـراءة : أعمال 1 : 12 – 14 :– قبل صعودِه يُكَّملُ يسوع توصياتِه للرسل ومريمُ معهم، يعِدُهم بإرسالِ الروح القدس لهم، ويوصيهم بالتبشير بآسمِه.
القـراءة االبديلة : خروج 15 : 11 – 21 :– نشيدُ النصر بعد عبورِ بحر الأحمر تشتركُ فيه النساءُ بالرقص وقرع الدفوف بقيادةِ مريم أُختِ موسى.
الرسالة : رومية 16 : 1 – 6 ، 16 :– يوصي بولسُ جماعة المؤمنين ببعض الأخوة والأخوات المتعاونين في البشارة بشَّتى الطُرق، وفي خدمة الرسل والرعية.
الأنجـيل : متى 12 : 46 – 50 :– يذكرُ الأنجيل حضورَ مريم الى جانب يسوع ، تشاركُهُ في رسالتِه وتُسانِدُه.
لِنَقْرَأْ كلامَ الله بشوقٍ وآنتباه
الصلاة الطقسية
قالت الصلاة :” بلغ يوم وفاةِ الطوباوية .. فآحتفى بها الرسلُ والملائكة بترتيب بهي”. و أكَّدتْ بأنَّ الربَّ يسوع، إبنَها، هو الذي نقلَها الى السماء ” جسدًا ونفسًا “. نقلها من حياة الزمن الى حياةٍ بلا حدود زمنية، الى الحياة الأبدية. فآنتقال مريم عملٌ إلهيٌ خاصّ. فكما لم يدع الله جسدَ يسوع يفسدُ في القبر(أع2: 27) هكذا لم يشأ يسوع أن ينالَ الفساد من جسد مريم، لأنَّ جسدَه من جسدِها، وجسدُها لم يتدَّنس بالخطيئة الأصلية فلم يمُتْ، ولم يَزُلْ، بل تمَّجدَ مثل جسد إبنها وآرتقى الى السماء ليشترك في مجد الأبن. لقد قبلتْ مريم رسالتها. آمنتْ بكلام الله، وثقتْ به، إفتهمت مُهِمَّتَها وأدَّتها بأمانة كما قالت لها اليصابات (لو1: 45) فحان وقتُ مجازاتها بالمجد الذي كان ينتظرُها(يو17: 24). مَرَّت من باب الموت الجسدي البشري مثل إبنها فشربت، كما قالت ترنيمة القداس،” الكأسَ الذي مزجه آدم لأولاده “. و إنْ كانت في حالة النعمة والبراءة الأولى، أي كما لو كان آدم قد أنجبها قبل الخطيئة، إلا إنَّها تبقى إبنة آدم بالجسد لأنها أخذت ناسوتها من ناسوته. صيانةُ ناسوتها من الخطيئة الأصلية تبقى نعمة خاصّة خطط لها إلله لكي يتجَسَّد منها هو القداسة. لذا قال لها الملاك : ” يا ممتلئة نعمةً ، الرَّبُ معك “.
الترانيم
1+ ترنيمة المزمور السابق :” أيُّها المسيحُ مخَّلصنا. نحمدك ونُسَّبحُكَ لأنَّ سيادتَك شاءَت
اليوم أن تنقلَ أمَّ الحياة من العالم الباطل الى الوطن المليء بالأفراح. لتتنَّعمَ دائمًا مع
أجواق الروحانيين والقوّات السماوية. أَّهِلنا يا ربَّنا بحنانك أن نفرحَ معها ونتنَعَّمَ بحياةٍ
لا تزول “*.
2+ ترنيمة المزمور اللاحق :” في يوم إنتقال البتول الطوباوية مريم والدة الله ننشدُ المجدَ
للآب والأبن والروح القدس، الذي عظَّمَ يوم رقادها. ونُهَّللُ مع الرسل الأثني عشر و
مع الأجواق السماوية ونقول سويةً : المجدُ لك يا ربَّنا، المجد لك يا آبنَ الله يا من
كَرَّمتَ مريم والدتك :*.
3+ ترنيمة الرمش :” يا أُمًّا توَّشحت النور أُطلبي الرحمةَ، في يوم رقادك، من الثمر،الذي
ظهر من حضنكِ للجمع الذي حضر عرسَكِ ويوَّقرُ يوم رقادِك لكي يُعَّظمَ إسمَك بآتفاقٍ
وحبٍّ كامل، وهو يقول: تبارَكتِ آمرأةً مملوءة إستقامة. تباركتِ شّابةً نبع العَفاف.
تباركتِ بتولاً سيِّدةَ البتولات. تباركتِ صبِّيَةً بكِ إغتبطت وتباركت كلُّ النساء* تباركتِ
إِذ في يوم إنتقالك ألقيتِ الرَهبَة بين الملائكة. فأتوا ورافقوا بآحترام نفسَكِ وجسدَك
الطاهر. تباركتِ إِذ جمَّعتِ الرسلَ المختارين من كلِّ الأقطار* ودعوتِهم لعرسِك
المليء بالأفراح. تباركَ المسيحُ الذي كَرَّمكِ، وأنتِ ينبوعُ النقاء، ونقلَ نفسَكِ وجسَدَكِ
المُلتحِف بالبهاء الى وطن الحياة وخدر الأفراح. أُطلبي لنا منه الرحمة وغفران الذنوب
لنستَحِّقَ أن نصرخَ معكِ ومع الملائكة ونقول : هللويا “*.
4+ ترنيمة السهرة :” ܫܲܒܲܚ. الأفواهُ والألسُنُ قاصرةٌ عن أن تصفَ إنتقالكِ أيَّتُها البتولُ
والدةُ الله. لتكن صلاتُك لنفوسِنا سورًا عاليًا وسِلاحًا منيعًا، جميع أيّام حياتِنا “*.
5+ ترنيمة القداس :” الجسدُ النقي الذي حمل إبنَ الله وصَلَتْه النوبةُ ليشربَ الكأسَ الذي
مزجه آدم لأولاده. فأمر الربُّ ملائكة العُلى أن يُوَّقروا جسدَ والدته. فرافقوه بالزياح
والتكريم كما أُمروا. المجد للذي عظَّمَ يوم إنتقالِها “*.
التعليم
يدخل الأنتقال ضمن دائرة مجد الله وقدرته ومشيئته. هذا الله دعاها الى التعاون معه لآنقاذ الأنسان من سقطته وإعادته الى مجده الأول وكرامته. قالت للملاك ” أنا خادمة لله “. فقبلت أن تحمل الأبن المتجَّسد، وترَّبيه، وترافقه في تبشيره (متى12: 46؛ لو23: 55-56؛ يو19 :25). وكانت تحفظ عنه كلَّ صغيرة وكبيرة وتتفاعل معها (لو2: 19، 51-52). ومن على الصليب أقامها أُمًّا للبشرية جمعاء في شخص يوحنا (يو19: 26-27). ستواصل مهمَّتها في تنفيذ مشيئة الله والعمل معه لخلاص البشرية. إبنها إرتفع الى السماء بعد إنهاء مهمته على الأرض. أمَّا هي فستبقى مع الرسل حينًا الى أن يقوى عودُهم في التبشير والتنظيم والعمل الجماعي كما يريده المسيح. فهي تتوسطهم في العلِّية لآنتخاب بديل الأسخريوطي، ولاسيما عند حلول الروح القدس عليهم (أع1: 14؛ 2: 1).
ولما حان موعد رحيلها مجَّدها معاونة له و شفيعةً لأخوتها البشر، لاسيما عند حاجتهم. فقالت ترنيمة :” إختار الله البتول الطاهرة إبنةَ المائتين وزيَّنها وقدَّسَها بآستقرار الروح القدس الذي حلَّ في أعضائها. عظَّم المسيحُ والدتَه في الأرض والسماء. فأقامها ميناءَ الحياة للمتضايقين، وملجَأ ًا عجيبًا للمتألِّمين، وعونًا لكل من يلجَأُ إلى صلاتِها “. لِنصَّلِ نحن إذًا مع الكنيسة :” نعطي طوبًى عظيمًا لمريم البتول في يوم إنتقالها ونسألُ االرحمةَ بصلاتها من السَيِّد الذي عظَّمَ شأْنَها* صلاتُك يا مريم البتول، والدةُ اللهِ الكلمة، تكون سورًا للكنائس وبُرجًا عاليًا للأديرة “. “.. يا من صِرتِ سلامًا للعلويين وأمنًا للسُفليين لتكن صلاتك لنا حِصنًا منيعًا عندما يظهرُ إبنُكِ لخلاصِ البشرية “.