الأحد السادس للصيف

تتلى علينا اليوم القراءات  : اش29: 13-23  ؛   أح19: 1-4 ، 9-14  ؛   1تس2: 1-12 لو17: 11-19

القـراءة : إشَعيا 29 : 13 – 23 :– يتحالفُ اليهود مع المصريين، يُنذرُهم النبي لأنَّ الخلاصَ بيد اللهِ وحدَه، وهو يدعو الى الصدقِ والتوبة.

القـراءة البديلة : أحبار 19 : 1 – 4 ، 9 – 14 :– يدعو اللهُ شعبَه إلى الأقتداءِ به وأنْ يحيا في القداسة بالعدل والمحبة والأستقامة وخدمةِ المُعوَّزين وعدم الإساءة.

الرسالة : 1 تسالونيكي 2 : 1 – 12 :– لقد بشَّرهم بولس دون طمع أو تمليقٍ، ورأفَ بهم كأب، فيدعوهم الى سيرةٍ تليقُ بإيمانهم ودعوتِهم.  

الأنجـيل : لوقا 17 : 11 – 19 :– يؤَّكدُ يسوع أنَّ الأيمان الأصيل يفعلُ بقُوَّة، ثم يسرُدُ خبرَ شفاءِ البُرصِ العشرة الذين لم يشكروا يسوع ما عدا الغريبَ منهم.

 لِنَقْرَأْ كلامَ الله بشوقٍ وآخترام

الصلاة الطقسية

ركَّزت صلاة اليوم على مأساة أصلُ الأنسانية آدم. وصفتها إحدى الترانيم :” أبونا آدم الأول خرج بسبب كبريائه من الأرض المليئة خيراتٍ مبارَكة. فإذ سعى وتجاسر على صانعه ليخطفَ مرتبته، نظر اليه الشّرير وهو يرتفع أسرعَ فأسقطه من سلطانه. أَشفقَ الطَّيِبُ على ذُلِّه فأرسلَ إبنَه المسيح سيِّدَ العُلى والأسفل ورفعَ إنحطاطه “. لم يقتنع بما كان له من مجد ورفعة وخيرات. طمع بالأكثر فخسر ما كان عنده. لم يثق بخالقه، لم يُصَّدقُ تحذيره، بل أغرته الشهوة وطلت عليه حيلةُ الحَّية فآنبهر بما يعرضُه عليه ابليس فتبعَ نصيحتَه. سجَّلت ترنيمة “شوباحا” الحوار المُرّ للسقوط فقالت: ” أينَ أنتَ آدم الصورةُ الناطقة التي تكشفُ خفائي؟ وأين أنتَ يا وارثًا سَلَّمتُكَ مقتنياتي؟ * سمعت صوتَكَ بين الأشجار فخفتُ منه، لأنّي عريانُ بدون كساء فأنا خجلان*.. أَ لمْ أقُلْ لك؟ أَ لم آمُرْكَ؟ أَ لم أُحَّذِرْكَ، من ألا تقتربَ من هذه الشجرة وتأكلَ منها لئَّلا تموت ؟ *… الحَّيةُ وحوّاءُ سقطتا كلاهما عليَّ مثل اللصوص، ونزعوا عَّني ثوبي وتركوني عريانًا، وها أنا موجود * لا تغتَّم سأصيرُ في نهايةِ الأزمنة إبنَكَ. وسأُوَّشحُك البدلة التي خسرتَها عل يد إمرأتِكَ “.

وآستمرت الصلاة تنسجُ على منول آدم وعلى نتائج ما نسج. فقالت ترنيمة قلتا :” بسبب آدم لعن الله الأرض لتُنبتَ الأشواك، وبآبن آدم بارك الأرضَ لتُعطيَ ثمارًا * أشواكًا وعوسجًا كان قوتُ ملكِ عدن، وعوضَ التاج عُقِدَ بنير خدمة الموت * يوم خروج آدم أُغلقَ بابُ الفردوس، ولا أحدَ فتحه إلى أن فتحه آدم الثاني * رأى الحَسودُ عظمة درجةِ صورةِ آدم ، فحبلَ كذبًا وأولد المكر على الساذج * حكمتَ على آدم بالموت لأنَّه أخطأ، وعاشَ آدمُ بعد ما أخطأ أكثر من تسعَ مئةَ سنة “. أبرزت الترانيم عمل كلٍّ من ابليس والله. ابليس يحسدُ و يتآمرُ لآسقاط الأنسان الغير الخبير بالشَّر ليُميتَه ويُهلكَه ويُفشِل عمل الله. واللهُ يُحِّبُ ويرحم ويقرر أن يَتجَّسدَ ليُنقذ الأنسان المخدوع. فيفضح دجلَ عدو الأنسان ويعيد الى الأنسان مجدًا أفضل وكرامةً تُخزي ابليس وتسحقه للأبد.  ِ   

الترانيم

1+ ترنيمة الرمش :” أُعطيَ آدمُ، أبُ الكل، مسكنًا مليئًا بالمَلَّذات خرجَ منه بسبب رخاوته.

     ولأنَّه خالفَ الأمرَ ساقه الشرّيرُ وسَلَّمَه مع ذرّيتِهِ  الى الموت الشَرِه. ولمَّا رأى الخالقُ

     أنَّ خليقَتَه أفسدَها كلاهما أرسلَ إبنَه فأنقذها من أيديهما وأعطاها مسكنًا في السماء

     عوضَ ميراثِ الأشجار. ومهَّدَ طريقًا لآدم وأبنائِه من الجحيم الأسفل الى ذلك الوطن

     الذي لا يتجاسرُ الملائكة أن ينظروا اليه من الخوف. ولأجل هذا نصرخُ ونقول، المجد

     لرحمتِك يا سَيِّدَ الكل “*.

2+ ترنيمة السهرة :” يا رب، دعوتني بنعمتك إبنًا وأنا لا أستَحِّقُ أن أكون عبدًا. و وُعِدْتُ

     أيضًا بالملكوت ميراثًا، وأنا إحتقرتُ هذه كلَّها. وقضيتُ أيّامي بأباطيل الأثم. وآلآن

     ليس لي يا رب جوابٌ أمامك. أنتَ إلَـهٌ رحوم فآرحمني وخَلِّصني “*.

3+ ترنيمة الفجـر :” في الفجر الذي يتحَّولُ الى ضياء النهار لِنُحنِ رُكَبَنا في الصلاة “*.

4+ ترنيمة القداس :” سَلَّمَ ربُّنا دواءَ التوبة الى أطّباءَ مهَرَةٍ هم كهنة البِيْعَة. والذي ضربه

     الشيطان بأوجاع الأثم لِيَأْتِ و يكشِف جروحَه لتلاميذ الطبيب الحاذق. وهم يُشفونَه

     بدواءٍ روحي “*.

5+ ترنيمة الأنجيل :” بينما يمُرُّ مخَّلصُنا بالسامرة في طريقه الى مدينة أورشليم صادفه

     عشرةُ بُرصٍ يصرخون قائلين : ربَّنا إِرحمنا وطَهِّرْ أجسادَنا من جروح الأثم و

     الخطيئة. وبينما يذهبون طَهُروا بقوَّة النعمة الألهية المُحيية للكل. لمَّا طهُرَ أحدُهم عادَ

     الى مُخَّلصِنا وهو يشكره ويرفعُ له المجد “*.

التعليم

لقد تعَّلم الأنسان الدرس. الله عادلٌ لكنه أيضًا رحوم. ورحمتُه تحَّققُ العدالة الحَّقة. يتوقف على الأنسان فقط أن يتعَّلم فيتواضع ويثق بالله ويعتذر إذا أخطأ. أن يتعَلَّم فيطلب عون الله، أنوار الروح القدس، عندما تتغَوَّشُ عليه رؤية الحق وعندما تتكالب عليه قوى الشر وتفوقه وألا يفقد الأمل بل يصمدَ في محبته لله. تعلم الأنسان أن يشكرالله لأنه أقامه من موتِ سقطةِ  خطيئته ويُمَّجدَ اسمَه. قالت ترنيمةٌ :” قام الموتى بالمجد من قبورهم وهم يُسَّبحون و يصيحون بصوت واحد وآتفاقٍ واحد قائلين : لك يا رب الكل نشكر. لك يا يسوع المسيح نُمَّجد. أنت باعثُ أجسادنا. وأنت مخلصُ نفوسِنا “.

تدعو الصلاةُ الخاطيءَ الى أنْ يُقَّيم جسامة الخطيئة والخسارة التي تلحقها به. آدم صورة حالة الخاطيء ونموذجه أيضًا بقبول توبته. فقالت ترنيمة شوباحا أيضًا :” لو عرفتَ أيُّها الخاطيء عن أيِّ خيراتٍ تغَرَّبتَ لربما دعوتَ، أيُّها المسكين، السماءَ والأرض ليُبَّكوكَ * لوكشفتَ أيُّها الجسور أيَّ حكمٍ ينتظرُ جسارتك، لربما بكيتَ أيُّها المُذنب ليلاً ونهارًا دون توَّقف * أصواتُ ألحانٍ رعدية دعت التائه ، بتكرار بين الأشجار: آدم آدم * رأيتُ آدم بين الأشجار مُطأطأ الرأس، والسماءُ والأرضُ حزانى على سقوطِه “. وترفعُ الكنيسة صلاتها مع الخطأة تقول:” في هذا الفجر الذي يتحَوَّلُ الى الضياء البهي للنهار. لنتوَّسلْ الى المسيح بالصلاة ليُشفقَ بمراحمه على نفوسِنا “.