أهلا وسهلا بالشماس أبو عصام
نقل إليَّ الأخ الشماس صليوا سؤالآً لمؤمن لجأ إليه ليسألني عن بداية الفصل 13 من سفر الرؤيا الذي أشكلت عليه تعابيره اللغزية. تحَدَّثَ النصُ المذكور عن وحوش ورؤوس وقرون وتيجانٍ وحيوانات مفترسة وتجديفٍ و تنين يقود الأحداث وإضلال ومحاربة القديسين. يكتبُ يوحنا سفرَه بعد سنة 90م وقد بدأ الأضطهادُ ضد المسيحيين من ثلاثين سنة على يد إمبراطور روما نيرون 54-68م. وسيستمِرُّ فترةً طويلة لكنه سيتوَّقف ويفشل ضد صمود تلاميذ يسوع في إيمانهم. يكتبُ للمسيحيين يُشَّجعهم على الثبات في محنتهم كاشِفًا لهم ، برموز، بعض الأحداث والأسماء ليعرفوا الحقيقة وأنَّ المصير النهائي هو نصر المسيح والكنيسة على أعداء الحَّق.
الرموز !
- الوحش يرمز الى السلطة التي تضطهد الكنيسة
- سبعة رؤوس تشير الى روما التي تضطهد وهي مبنيةٌ على سبع تلال
- عشرة قرون تتنبَّأُ عن عشرة أباطرة يتعاقبون في السلطة ويضطهدون الكنيسة ؛ في رأس كل واحد عينان، رمز مِلءِ المعرفة
- عشرة تيجان رمز السلطة الكاملة المسيطرة على الوضع
- القديسون هم المسيحيون تلاميذ يسوع القدوس { هكذا دعاهم مار بولس }
- البحر يشيرُ الى موضع الشر
- الوحش الطالع من البحر يرمز الى السلطة المُؤَّلَهة
- التنين هو ابليس الذي يقود معركة الأضطهاد بواسطة عملاء بشر. فالوحش أحد عملائه الذي يُؤَّله نفسَه، مثل ابليس، ويفرض عبادته على الناس
- الوحش الأول هو الأمبراطور( وكل حاكم شرير) يكذب على الناس ويوعدهم بالخلاص ، بحياة الراحة والسعادة
- الوحش الثاني هو كل عملاء الأمبراطور، الأنبياء الكذبة، الذين يؤيدون الملك ويبررون مواقفه ويُساندونه
- يُشبه الوحشُ، في سلوكه وآضطهاده، حيوانات مفترسة : نمرًا في هجومه الخاطف، ودُبًّا في تمزيقه وتقطيع أجسام المسيحيين ، وأسدًا في سحقه وأكله لهم. جاء ذكرُها في النبي دانيال (دا7: 4-8)
- 42 شهرًا. ويقول أيضا 1260 يومًا. و أيضا ثلاث سنوات ونصف السنة. إنها فترة الإضطهاد. إنها نصف الـ 7، الذي يرمز الى الكمال. فهي مدة غير كاملة أي لا تقدر أن تستمرَّ الى ما لا نهاية. لا يسمح الله بإبادة المسيحية. بل المسيحية ستقضي على كلِّ قوة تقف ضد الله. هذه المدة المذكورة تشير الى إضطهاد أنطيوخس أبيفانس (168 – 165 ق.م) لليهود. هذه الفترة، والتي تتكرر من حين لآخر، تشير إلى محنة النهاية التي إبتدأت مع المسيح، إنها زمن الكنيسة حيث يُحاربُ الضلالُ والفسادُ ، المتمثلُ بالسلطة المدنية الزمنية، ضد الحق والبر الذي تشهدُ له الكنيسة وتقودُ حملتًه. ولا يسمح الله أن يستمرَّ الأضطهاد بلا نهاية بل يندحر أمام صمود الكنيسة؛ “لولا أنَّ الله جعل تلك الأيام قصيرة لما نجا أحدٌ من البشر. ولكن من أجل الذين إختارهم جعل تلك الأيام قضيرة ” (مت24: 22). يذرالأضطهاد قرنه من حين لآخر لكن الكنيسة تصمد بقوة الله وتتحَدَّى المحنة وتنتصر عليها بدماء شهدائها
- التجديف. يدفع الشيطان عملاءه الى التجديف على الله فيتخذون ألقاب الله مثل ” من مثل الوحش” عوض “من قدير مثل الله”، والى طلب العبادة بتقديم البخور لهم. يفتخر القادة المتكبرون بإنجازاتهم وبفرضون أنفسهم على الآخرين
- يغلبُ الوحش القديسين. يحاول أن يُضِّلَ حتى المختارين (الرسل والتلاميذ : الأساقفة و الكهنة مت24: 24). إنَّ الأضطهاد هو ضد المسيح (أع9: 5)، لكنه يظهرُ في العداء للكنيسة وأبنائها :” كان شاول يسعى الى خراب الكنيسة ” (أع8: 3)، وينفث صَدرُه تهديدًا وتقتيلا لتلاميذ الرب “(أع9: 1). فالوحش يحصُد شهداء كثيرين لكنه لن يقوَ على إبادة المسيحية. يغلب القديسين بإماتة أجسامهم. لكنهم يغلبونه بقيامتهم مع المسيح في المجد والهناء. النصر الأخير هو للمسيح و لكنيسته : ” ستعانون الشِدَّةَ في هذا العالم. تشَجَّعوا أنا غلبتُ العالم” (يو16: 33)
- سجد له سكان الأرض. إنَّ رسلَ يسوع وتلاميذه أجروا المعجزات وآمن كثيرون على يدهم بالمسيح يسوع. كسبوا له من أبناء العالم من إستناروا بإيحاءات الروح القدس. و يسوع يتمجد في السماء. هكذا على الأرض يُنجزُ ابليس وعملاؤُه أمورًا عظيمة مُدهشة تُغري وتَغوي الكثيرين فيتبعون الوحش الذي يترَّبع على عرش العالم قبلَ أن يجُّرَه المسيح من تحته ويُدحرجَه إلى هاوية الظلمة البرانية، إلى بحيرة النار والكبريت حيث أُلقيَ ابليسُ، الذي ضللَّ مؤمنين بسطاء وخدعهم بوعوده الكذابة، و” حيثُ كان الوحشُ و النبِيُّ الكذّابُ ليتعَّذبوا كلُّهم نهارًا وليلا إلى أبد الدهور” (رؤ20: 10).