ســابوع تقديس الكنيسة ܫܵܒܼܘ݁ܥܵܐ ܕ ܩܘܼܕܵܫ ܥܹܕܬܵܐ
الزمن الطقسي
تصلُ الدورةُ الطقسية، بهذا الأحد، إلى آخر مراحلِها الرمزية. تُعرَفُ هذه الفترة بـ ” ܫܵܒܼܘ݁ܥܵܐ ܕ ܩܘܼܕܵܫ ܥܹܕܬܵܐ سابوع تقديس الكنيسة ” وبآختصار” سابوع الكنيسة “. أمَّا لماذا ” تقديس الكنيسة ” فتَيَّمُنًا بتقديس كنيسة القيامة في القرن الرابع الميلادي. وأمَّا لماذا ” الكنيسة ” بآختصار فتذكيرًا بالتدبير الألهي لخلاص الأنسانية وتجَّمُع الناس النهائي في الملكوت حول المسيح مع القديسين والملائكة، كنيسة منتصرة مُمَّجَدة ، تقَّدسُ الله وتُمَّجِدُه و تشاركُ حياتَه وراحته مُرَدِّدَةً :” هللويا. لإلَهنا الخلاصُ والمجدُ والقُوَّةُ. هللويا. المُلكُ للرَّب إلَهِنا القدير. لِنَفرحْ وَلنبتهِجْ وَلْنُمَّجِدْه لأنَّ عُرسَ الحمَل جاءَ وقتُه.. هنيئًا للمدعوين إلى وليمةِ عرس الحمل… اللهُ نفسُه معهم…يمسحُ كلَّ دمعةٍ تسيلُ من عيونِهم. لا يبقى موتٌ ولا حُزنٌ ولا صُراخٌ ولا وجعٌ ..”. إلى هذه الحالة ترمزُ الصلاة، وتُؤَّكدُ وجودها، وإلَيها تُوَّجهُ الكنيسة المؤمنين بعد الموت، وبها تَختمُ دورةَ السنة الطقسية.
يتكون السابوع من أربعة آحاد رمزًا لصليب الإنتصار بعد المُعاناة، ويُقابلُه صليبُ الأيمان والجهاد في بداية السنة الطقسية. الصليبُ رمزُ الفداءِ وآلَتُه، والكنيسة حظيرةُ إبناء الله, و السنة الطقسيةُ تُصَوِّرُ مراحل الفداء من الوعدِ به وإلى الأيفاءِ به على الجلجلة. والمؤمن الذي يسلُك سبيلَ المسيح ويصمُدُ في جهادِه يشترك معه في زهوه ومجده، ويكون اللهُ الآب والمسيح هيكله ونوره. وهوَ المُخَّلَصُ الذي سيُنشدُ هناكَ مع المخَّلَصين :” النصرُ لإلَهنا الجالس على العرش وللحمل”. فكنيسة السماء المُمَّجدة تعيشُ الآن هذه الحالة. إنَّه المصيرُ المُشتهى والمُجاهَدُ من أجلِهِ. أمَّا الكنيسة المتألمة والمجاهدة فهي نحن على آلأرض ، و سننضَّمُ إليهم بعد الموت، والسبيلُ هو التَقَيُّدُ بتوجيهات الكنيسة، بتعليمها وعبادتها.
لكننا متحدون مع كنيسة السماء لا فقط برجائنا وعبادتنا بل بإيماننا. لأنَّ مخَّلصَنا وَحَّدَنا في ذاته. فتبقى رعِيَّته كنيسةً واحدةً تَشمُلُ الكون كلَّه : في عبادة فرح وعطر وهناء في السماء، وعبادة حُبٍّ وألم ورجاء على الأرض. هكذا جاء في الصلاة :” تبارَكَ الذي أسَّسَ كنيسته على الأرض، ورفعها فوضعها في السماء. يُصعِدُ فيها المجد، السماويون والأرضيون”. و تكملها أُخرى فتقول :” يا مخَّلِصَنا صارت الرعية بصليبك واحدةً ، ملائكة وناسًا. فها يفرحُ فيها السماويون والأرضيون، مجتمعين في كنيسة واحدة. وكلُّ الخلائق تصرخُ : يا ربَّ الكل ، المجد لك”. هذه كنيسة المسيح يعتَّزُ بها المؤمنون ويُفاخرون بالأنتماءِ إليها ويتعَّلقون بها ويُجاهدون ليذودوا عنها بمحَّبةٍ ورجاء، لأَّنها وحدَها ضمان خلاصِهم، وفيها سيُنشدون المجد للثالوث الأقدس، و مدى آلأبدية.