الأحد الأول للكنيسة

للعلم: جاءت في صلاة الرمش تعليمَةٌ تقول:” إذا وقعَ رأس تشرين الثاني يومَ الأثنين أو الثلاثاء صَّلِ رتبة الدخول، في الأحد السابق لهما “. وعرفنا في تعليمات عيد الصعود، ص99، أن الصلاة تتلى من ذلك اليوم خارج الهيكل ” ܢܵܦܩܝܼܢ ܠܕܼܵܪܬܵܐ ܘܲܡܨܲܠܹܝܢ ܠܒܼܲܪ “. أمَّا اليوم فقالت :” ܘܒܼܹܗ ܥܵܐܠܝܼܢ ܡܸܢ ܕܵܪܬܵܐ ܠܗܲܝܟܠܵܐ “، أي في الأحد السابق مباشرةً قبل بدء الشهر. لم يذكر الكتاب سببًا لا للخروج في البداية ولا في الدخول في النهاية. في البداية الجو، وفضاء السماء، وأيضًا مشاركة البشرية كلها بالصلاة عن طريق الكنيسة أخرجتنا الى الطبيعة والفضاء الألهي. وألآن يبقى عامل البرودة من جهة ومن أُخرى دخولُنا الهيكلَ يرمز الى دخولِنا كنيسة السماء. قد لا يتأَّهل له كلُّ المؤمنين. بينما الهيكلُ  تتسَتَّرُ فيه كنيسة الأرض مع أبنائها من حيل المَّكار. إنَّها الملجَأُ الأمين.

أمَّا ما تغَّير في فقرات الصلاة : فتلغَى فقرة ترتيلة الأنجيل أو البشارة، وقد بدأت مع عيد الصعود. وتلغى أيضًا فقرة المدراش التي أضيفت الى الصلاة في عيد الصليب وبعده.

تتلى علينا اليوم القراءات : اش6: 8-13  ؛  خر40: 17-38  ؛  1كور12: 28-13: 8 متى16: 13-20        

القـراءة : إشَعيا 6 : 8 – 13 :– يرى النبِيُّ اللهَ تُحَّوطُه ملائكةٌ تُسَّبحُهُ وتصرُخُ : قُدّوسٌ …، ثمَّ يُطَّهَرُ النبيَّ بجمرةٍ ، ويُرسِلُه الله ممُثِلاً عنه لدى الشعب.

القـراءة البديلة : خروج 40 : 17 – 38 يَنصُبُ موسى خيمةَ مسكن الرَّب، ويضعُ  فيها تابوتَ العهد، ويحضَرُ فيه الله بشكل الغمامة نهارًا والنار ليلاً.

الرسالة : 1 كورنثية 12 : 28 – 13 : 8 :– نشيدُ المحَّبة. هي أعظمُ الفضائل، و بدونها لا ينفعُ حتى الأيمان. وحدَها تُسعدُ الأنسان، وتدومُ للأبد.

الأنجـيل : متى 16 : 13 – 20 :– يهتَّمُ يسوعُ بمعرفةِ رأيِ الناس فيه، خاصَّةً الرسل. يُعلن بطرس بآسمهم أنَّه المسيحُ إبنُ اللهِ الحَّي.

 لِنَقْرَأْ كلامَ الله بآهتمامٍ وآنتباه

الصلاة الطقسية    

نقرَاُ في نصوص الصلاة عن ” عرس، عروس، ختن، خدر، نقدية “. لقد جاء في الأنجيل : ” مَلِكٌ أَقام وليمةً في عُرسِ إبنه…رفض المدعوون المشاركة فدعا إليه كلَّ الناس. جاء في سفر الرؤيا :” هللويا ! المُلكُ للربِّ إلَهِنا القدير. لِنفرَحْ ونبتَهِجْ ! ولْنُمَجِّدْه لأنَّ عُرسَ الحمل جاءَ وقتُه، وتزَّيَنَت عروسُهُ، وأُعْطِيَتْ أن تلبسَ الكتَّانَ الأبيضَ الناصِعَ. والكتانُ هو أعمالُ القِدِّيسين الصالحة ” (رؤ19: 6-8). المَلِك هو الله آلآب وآلإبنُ (متى 16: 16) والحملُ هو يسوعُ المسيح (رؤ5: 1-14). والعروسُ المُزَّيَنة هي الكنيسة أي المؤمنون بالمسيح، وزينةُ العرس هي الأعمال الصالحة لأعضاءِ الكنيسة المُخَّلَصين. وهؤلاءُ المُخَّلَصون ينتظرون رفاقهم في الأيمان ويطلبون من الله أن يُصَّفيَ حساب أهل العالم فيرُّدُ عليهم أن :” ينتظروا قليلاً إلى أن يكتملَ عددُ رفاقِهم العبيد وإخوتهم الذين سيُقْتَلون مثلَهم ” (رؤ6: 9-11). وأمَّا الخدر فهو ملكوت السماء والنقدية هي الدمُ المسفوك لآقتناء الكنيسة بشرائِها (1كور6: 20؛ 7: 23) من ابليس غاصِبِها، فآستحَّقَ بذلك ” القدرةَ والمجد والحمد مع الآب” (رؤ5: 12-13). لقد بدأَ عُرسُ إنتصار المسيح منذ أن صعدَ الى آلسماء وجلسَ عن يمين الله (مر16: 19) ويكتملَ عندما يُصبح مع الآب ” هيكلَ الخليقةِ ونورَها ” للأبد (رؤ21: 22-23).

الترانيم

1+ ترنيمة الرمش :” يا رب. كنيسَتُك المُفتداة بصليبِك، ورَعِّيَتُك المُشتراة بدمك الثمين ،

     تُقَّربُ لكَ بإيمان إكليلَ الشُكر، يا حَبْرَ أحبارِ البر، لأنَّكَ عظَّمتَها بتواضُعِكَ. فتفرحُ مثل

     عروسٍ مجيدة وتبتهجُ بك ختنًا مُمَّجَدًا. فعَّلِ أسوارَ خلاصِها بقُوَّةِ الحَّق، وأَقِمْ فيها كهنةً

     يكونون رسُلَ الأمان من أجل أبنائِها “*.

2+ ترنيمة المجلس :” يا أهلَ الدار، هَلُّموا نُصبحُ، في تقديس الكنيسة المقَدَّسة، أشابينَ

     لعروس يسوع رئيسِ الأحبار خَتَنِ العُلى، الذي أعطى لها بحنانِه جسدَه ودمَه الثمين و

     نضح على وجهها شعاعَ مجدِه السماوي. وأعطاها من مياه المعمودية عربون الحياة

     الجديدة. ووعدها بمسكن جميل في السماء فيه تتنَّعمُ مع أولادها المولودين من الروح.

     وهي ترفعُ له التمجيد لأنَّه عظَّمَها في كلِّ الأقطار. وأَذَّلَ أمامها كلَّ المذاهب وعَظَّم

     أسوارَها “*.

3+ ترنيمة الفجـر :” يا رب تليقُ القداسةُ ببيتِك لأنَّك ثَبَّتَ  أُسُسَها على صخرةِ الأيمان. و

     هي الملاذُ لكل الذين يرجون بك “*.

4+ ترنيمة القداس :” إِبْتَهِجي وآفرحي يا كنيسةً مؤمنةً بنتَ مَلِكِ الدهور. بالختن الذي

     خطبكِ وأَدخَلَكِ الى خِدرِه. وأعطاكِ، عوضَ النقدية، جسدَه ودمَه الثمين. وطَهَّرَكِ

     بذبيحة ذاتِه وقَدَّسكِ فجعلكِ عروسةً له مُزّيَّنة. ومزجَ فيكِ شرابًا روحيًا لجميع أولادِك.

     وها هم يتنَعَّمون في بيت القُدس وهم مسرورون. ونصرُخ معهم نحن أيضًا و نقولُ :

     المجدُ لك “*.

التعليم

كانت الدعوةُ الى التمتُّع بحياةِ الله ونعيمه بالإنتماءِ الى الله بعهدٍ علامتُه الختانة (تك17: 9-11). ورفع يسوعُ تلك العلامةَ من جسديةٍ الى روحية كما تتطَلَّبُ الحياةُ الجديدة خِدمةً للعهد الجديد” عهدِ الروح لا عهدِ الحرف. لأنَّ الحرفَ يُميتُ والروحُ يُحيي” (2كور3: 6). صار الأنتماءُ الى الله عن طريق المسيح لأنَّه هو الحَّق والحياة (يو14: 6). وللإنتماء الى المسيح لم ” يعُد لا الختانُ ولا القلف ينفعُ شيئًا، بل الأيمانُ العاملُ بالمحَّبة ” (غل5: 6). والأيمان يُثَبَّتُ بالعماد والسلوك” إذهبوا فتلمذوا (ايمان) ..وعمِدوا (من إنتمى) وعَلِّموهم أن يعملوا..”    (متى28: 19-20). وعلى رسل الكنيسة أن يتقَّيدوا بعهد المسيح ويُنَّفِذوا وصِيَّتَه :” أعـلنوا البشارة لكُّلِ الناس. كلُّ من يُؤمن ويعتمد يخلُص” (مر16: 15-16). يسوع نفسُه إعتمد و جعل العماد رمزًا للتوبة وطريقًا الى الخلاص ومشاركتِهِ الفرح والراحة والمجد في السماء ” أرجعُ وآخُذُكم إليَّ  حيثُ أكون” (يو14: 3)، الرسلَ وكلَّ من آمن ببشارتهم (ي17: 20) ليروا مجد آلمسيح (يو17: 24) ألأزلي (يو 17: 5) وصلاةُ الكنيسة تُهَّييءُ المؤمنين لذلك.