سر الصلاة القوية
الان نحتاج إلى معرفة السر الكامن اللازم للصلاة القوية ، التي ترتفع إلى السماء مخترقة كل شيء، بقدرة وسرعة لتصل إلى يدي الله فتحركانهما، لكي نصلى بثبات وثقة يجب أن :
نثبت في المسيح : أكد يسوع أن الثبات فيه ، هو مفتاح الصلاة المقتدرة حين قال : ” إن ثبتم في وثبت كلامي فيكم تطلبون ما تريدون فيكون لكم ” (يوحنا 15: 7) الاتحاد بيسوع المسيح ، والثبات فيه يعني تسليم الحياة له، وثبات كلمته فينا ، فنعرف إرادته ونخضع إرادتنا لا رادته . فإذا ما صلينا حسب إرادته نثق أنه يستجيب لنا ” وهذه هي الثقة التي لنا عنده أننا إن طلبنا شيئاً حسب مشيئته يسمع لنا “(1 يوحنا 5: 14) .
نسأل : السؤال دليل الثقة ، والسبيل إلى الحصول على ما نطلبه . يقول يسوع المسيح ” اسألوا تعطوا .اطلبوا تجدوا . اقرعوا يفتح لكم . لأن كل من يسأل يأخذ ومن يطلب يجد ومن يقرع يفتح له “( متى 7 : 7-8) . بالعالم مشاكل وقضايا كثيرة ما تزال تثقل كاهله ولم يجد لها حلا بعد . المرضى يملئون المستشفيات ، ويعلو صراخ عذابهم وآلامهم . البعيدون عن المسيح ، منتشرون ضائعون ، كخراف لا راعي لها ، مظالم وشرور وجرائم ما تزال ترتكب بوحشية في حق الأبرياء والمساكين . اضطهادات وحروب ، وقتل في كل مكان ، والدموع والدماء تلوث وجه الأرض وواجبنا أن نسأل أن ترفع هذه الكوارث ، وتشفى أوجاع الناس الله يريد أن يملأ القلوب بالسعادة وخطته أن يتم ذلك بواسطتنا ، حين نسأله ليفعل ذلك ، لا تتردد أن تسال فهذا يتفق مع إرادة الله وخطة الله .
آمن : وعد يسوع قائلا :” كل ما تطلبونه بالصلاة مؤمنين تنالونه ” ( متى 21: 22) هنا سر الصلاة المستجابة. الإيمان هبة مصدرها الله ( أفسس 8:2،9 ) . ينشئه روح الله فيك ويزيده بواسطة :
استعمالك لكلمة الله ودراستك للكتاب المقدس ، التي تجعلك تزداد معرفة بشخصية الله ومحبته وحكمته وقدرته وسلطانه ، فتزداد ثقة وإيماناً به. ” الإيمان بالخبر والخبر بكلمة الله ” ( رومية 17:10 )
الشركة مع المؤمنين ، وتبادل الاختبارات الروحية يشجع الإيمان ويؤكد ثقتنا وإيماننا بالله .
الاستلام : مد اليد وأخذ واستلام جواب الطلبة ، دليل الثقة في الصلاة . ان كنت تعني ما تطلب حقا فلابد أن تنتظر الاستجابة ، وتمد يدك لاستلام جواب الطلبة . في كل عام تقوم إدارة البريد في بعض الدول بعمل مزاد علني لبيع الطرود والرسائل التي وصلت بأسماء أفراد ، ولم يتقدم أصحابها لاستلامها لمدة سنوات معينة . كثيرون كذلك يطلبون ، ويستجيب الله ، ولكنهم لا يكونون مستعدين للاستلام . أما الذي يطلب بثقة ، فهو ينتظر ويتلقف الطلبة بمجرد وصولها .
لنصلي :
اشكرك لأنك هيأتني بنعمتك لأن اكون ارضك الطيبة وحقلك الخصيب الذي شئتَ ان تغرس فيه نبتك الصالح، غرس الملكوت .فاعطني يا الهي ان اغذّي حضورك السري هذا في داخلي، بالصلاة والابتهال والتوبة والعمل والعطاء وبذل الذات، فتنمو انت فيّ وتفيض عليّ نعمتك، وادرك ان كنوزك لا تنفذ وهباتك لا حد لها، وان الحياة الابدية التي جعلتها في اعماقي هي الحياة الحق، حياة الملء التي تهيّئها بوفرة للذين يحبونك .