أهلا وسهلا بآلأخوة المُعَّلقين على المقال.
+علَّق الأخ عماد أياد على مقال” وحدة الكنيسة ” وسألَ عن” مدى صحة “نار سبت النور.
كثرت الأسئلة، في اسبوع الصلاة لأجل وحدة الكنيسة، حول مسؤولية الإنقسام وإعادة لحمة الوحدة الى الكنيسة. وفي عيد القيامة تعَمَّقَ الجرح وتعاظم الألمُ، لاسيَّما عند الإدّعاء بأنَّ نار سبتِ النور في عيد الأرثذوكس هي معجزة وشهادةٌ على صِحَّةِ تقويمهم و بطلان أيِّ إدّعاءٍ آخر. ليتَ الأمرَ كان كذلك وكنا كلنا آمنَّا بذلك وخضعنا للمشيئةِ الإلهية. لكن تلك النار تخرجُ كلَّ سنةٍ بضجَّةٍ وضوضاءٍ منذ سنين. نحنُ نعلمَ أنَّ الرَبَّ سلَّم تنظيم الصلاة والأصوام والأعياد إلى إدارة الكنيسة. لأنها شؤونٌ زمنية. مع ذلك أ لم يتعب اللهُ من صنع تلك المعجزات دون فائدة إذ لم تُغَّير رأيَ أحدٍ. هل الله ضعيفٌ إلى حدِّ أنَّه لا يقوى،حاشاهُ!، على فرضِ مشيئتِه، وهو القائل:” كما ينزلُ المطر والثلجُ.. يرويان ..فتنبتُ…، كذلك تكون كلمتي ، تلك التي تخرجُ من فمي، لا ترجعُ فارغَةً إليَّ، بل تعملُ ما شئتُ أن تعملَه، وتنجحُ في ما أرسلتُها له” (اش55: 10-11). أمْ انَّه ، حاشاهُ، لا يريدُ ان نتَّفق بل يضحكُ علينا لجهالتنا، ويرفُضُ العيد؟ (مز59: 9).
حاشا لأُبُوَّة الله وقداسته وجلاله أن يتصَرَّفَ هكذا. لاسيَّما وأنَّ آياتِ الله ليست، حسب مار بولس (1كور14: 22)، للمؤمنين بل لغير المؤمنين؟. كم غير مسيحيٍّ آمن بقيامة المسيح بسبب النار؟. آلأمرُ بيد البشر ومن صُنعهم. نار سبت القيامة ما زال يُحتفلُ بها وتُوقد أثناء صلاة الليل في الطقس اللاتيني وتُشعَلُ منه شمعةٌ كبيرة، ومن نور نلك الشمعة تُضاءُ بقية شموع الكنيسة، وذلك تمجيدًا وتذكيرًا بنور الحَقيقة الذي أضاءَ الكون بقيامة يسوع حَيًّا من القبر، دون ان يحدث هرج ومرج. أمَّا ما يجري في العقود الأخيرة في القدس من إعلام و ضَجَّة والمنحى السياسي الذي إتَّخذه فلا يُطمئنُ المؤمن بالمسيح. وقد أُشيعت عنه من عقود ، بل قبل قرون، أنَّه مُفَبْرَكٌ ومُختلق لرغبةٍ في نفس يعقوب !!. وقد تحَدَّتْ الكنيسة ، عبر التأريخ، عشراتٍ مثلها بل مئات ولم تزعزع إيمان الصادقين.
+ سأل الأخ عيسى إسّو إن كنتُ قد حذفتُ من المقال عبارة ” بطرس رئيس الكنيسة”.
بل لم أذكرها مطلقًا. وليس من عادتي التغييرُ في المقال بعد نشره. إلا إذا حصل خطأٌ تقني فأُشير إليه. أمَّا العبارة المذكورة فأتت في مقال الأحد الماضي( 24/ 4)، وعنوانه :” ما تحّلونه وما تربطونه”.
+ سألت الأخت نارين توما عن إمكانية إجراء دراسة جديدة بين الرؤساء وتحديد تقويم أو يوم أحدٍ ثابت في شهر نيسان. ذكرتها بقاعدة التعييد، وبمحاولاتٍ عديدة من قِبَل الرؤساء الكاثوليك بهذا الإتجاء. منها من قبل الكنيسة بشكل رسمي، وبطاركة الكلدان في العراق، والبابا فرنسيس قبل سنين قليلة لكنها قوبلت كلها بالرفض، أي حتى رفض الحوار وتقرير نظام جديد للعيد.
+ إدَّعى الأخ ناصر خمي إنَّ سبب خلاف العيد ليس التقويم بل ” تحويل مركز المسيحية من أنطاكيا الى روما، مركز القُوَّة العسكرية وليس الأيمان”. ثمَّ أضاف ” الحلُّ عند الناس وليس أصحاب الكراسي. متى ما أجمع المؤمنون على أنَّهم كنيسةُ رَبِّنا .. لا يمكن للكراسي المُتَحَّركة أن تقاوم الحَّي “.
1ــ لعلم الأخ ناصر لم يُثَبَّتْ عيدُ القيامة في عهد الرسل. تم تثبيت العيد في مجمع نيقية سنة 325م فقط. كانوا يحتفلون به في موعد مختلف في أنطاكيا ومصر وفلسطين. تأَّخر تحديد الموعد بسبب الأضطهاد على الكنيسة. وتحَدَّدَ في 325 كالآتي: 1ـ في الربيع بعد 21 آذار الشمسي؛ 2ـ في يوم أحد ؛ 3ـ في الأحد الذي يلي إكتمال بدر الربيع الشمسي ؛ وعيَّد جميعُ المسيحيين معًا. حتى بعد حدوث إنقسام في الكنيسة سنة 451م مع المونوفيزيين؛ ثم سنة 1054م مع البيزنطيين وتبعهم الروس ؛ ثم سنة 1520م مع البروتستانت ثم الأنكليكان. سنة 1582م تمَّ تصحيحُ التقويم اليولياني السائد وحلَّ محله تقويم جديد يتقدم على سابقه بعشرة أيام على يد البابا غريغوريوس. لو بقي التقويم اليولياني في الإستعمال لوقعت القيامة بعد عشرات آلاف السنين في الصيف، ثم الخريف ثم الشتاء. لأنَّ الفرق يزداد، وهو الآن 13 يومًا. رفضَت الكنائسُ الأرثذوكسية تبنّي التقويم لأنه، كما قالوا، تدَّخلٌ الكاثوليك في شؤون الله. ومنذ ذلك اليوم نحن ندفع ثمن الكُره والحقد وعدم الأيمان.
2ــ عن توحيد العيد قال الأخ ناصر أيضًا ” الحل عند الناس وليس أصحاب الكراسي”، أي الرؤساء الدينيون. وفكَرَّ على مثال لوثر بثورة علمانية تُلغي الكنيسة، او يقودون حتى عبادة الكنيسة مثل الأنكليكان. لكن الواقع ينطق لا اللوثرية ولا الأنكليكانية جمَعَّت من أتباع حتى ولا ربع ما للكاثوليكية. لا قيمة للعدد. لأن المسيح يريد قداسة القلب والفكر. إنما يعني ذلك أن العلمانية، بدون الكهنوت، لن تجمع أبدًا المسيحيين حولها. لأنَّ كنيسة بدون كهنة يعني بدون المسيح. وكنيسة بدون المسيح هل ستعني أكثر من وثنيةٍ وإلحاد؟. فلا ميلاد ولا قيامة ولا صوم ولا صلاة ولا عبادة. ومهما عمل ذئابٌ خاطفة في جسد المسيح السري / الكنيسة ستتغَلَّبُ عليهم بقوة الرب يسوع وليس لا بعسكر روما ولا بعسكر بوتين. فأفضلُ عمل يضمن النجاح هو أن يعمل الرعاة والرعايا معا بآسم المسيح، وبقُـوَّتِه.
+ أمَّا الأخ رياض شعان فقال عن غير الكاثوليك:” فضلوا الرفض إرضاءًا لسلطتهم. خَلّي يبقوا على عنادهم.. سيُدانون أشَدَّ دينونةً. وبئس المصير”. لقد تخَطَّى الأخ رياض خط المحبة الأخضر، وخط الأيمان الأزرق، وخط الرحمة الأحمر. إن كان للبعض مسؤولية أكبر فيما حصل لكن المقابل لم يكن دومًا خاليًا من كل مسؤولية أدبية. لا يحُّقُ لنا أن نأخذ الأمور بآلإنفعال والعاطفة والقسوة. ليس مؤمنوا أيامنا مسؤولين عن الأنقسام. لا. لكنهم مسؤولون عن آلأستمرار في العمل بجدّية على رأب الشَّق وإصلاح ما أفسده آباؤُنا كلَّنا. وهذا يتطلبُ محَّبةً إضافية وتواضُعًا كبيرًا وعملاً متواصِلاً للتقريب بين كافة الأطراف. لا يليقُ بنا أن نلعن أو نتمنى ” مصيرًا بائِسًا” لأحد، بل أن نبحث دومًا عن طرقٍ تجمعنا وعن أفعالٍ توَّحدُ قلوبَنا مع بعضنا، لأنَّ المسيح يريدُ خلاصَ جميع الناس (يو3: 11؛ 12: 47).