المرشد الروحي

اهلا وسهلا بالأخ يعقوب أسامة

كتب الأخ يعقوب سائلاً :” ما هي الحقيقة من وراء ” وجود أب إعتراف” ؟… هل هي لازمة؟ ما الهدف ؟ وكيف الحصول ؟.

أب إعتراف !

في الأديرة حيثُ يحيا رُهبانٌ يطلبون التزَّهُدَ في الدنيا وآتّباعَ المشورات الإنجيلية فينذرون التقَّيُّدَ بالعِّفةِ والفقرِ والطاعة ليُكَّرسوا حياتهم كلَّها لله فكرًا وقولاً وفعلاً  ويتبعوا المسيح بنكران الذات وحمل الصليب ، جرت العادة أن بكون لكل طالبٍ جديد أبٌ روحي، أحد الآباء القدامى المختبرين للحياة الرهبانية، ليُرشِدَهم إلى ويُدَّربَهم على كيفية مقاومة نقاط ضعف حياتهم وآكتشاف مكر الشِرِّير وحِيَله والتغَّلب على تجاربِه ليسلك طريق القداسة وينمو فيها. وأول شيء في هذا الدرب هو مقاومة الخطيئة، ودواءُ التخَّلصِ منها التوبة و ألإعتراف، وغذاءُ تنميتها هو الصلاة والتناول. ويقوم الإرشادِ على الحوارُ الدوري بين التلميذ الذي يكشف عن صعوباته ومشاكله الروحية، وبين المرشد الذي يدُلُّه على درب السلوك الصحيح ويرشده الى الوسائل التي تساعده لينمو في نكران ذاته الدنيوية وفي َتحَّمل صلبانه بإيمانٍ وتقوى،  ويُريه دروبَ الإرتقاء في القداسة.

وكذلك في المعاهد الكهنوتية أُقيم نظامُ الإرشاد الروحي ليُدير كاهنٌ خبير حياة تلميذٍ أو أكثر ليساعدهم على التعمق في حياة الكهنة الروحية ولاسيما في الخدمة المستقبلية للرعايا ومن ثمَّة الإستعداد لها، فيتدرَّب على السلوك المطلوب، روحيًا بالأخص، ليتحَّققَ أولاً من صحة دعوته، ثم في الإستعداد لها علميًا وروحيًا. وكان للتوبة والتقويم والصمود دور مهم  يُشرفُ عليه المرشد أو الأب الروحي.

كان الإرشادُ الروحي ضروريًا وإلزامًا لهاتين الفئتين من المؤمنين، نظرًا لأهمية دعوتهما المختلفة عن سائر بقية المؤمنين. أما المؤمنون العّامون فيُرشدُهم الكهنة، رُهبانًا كانوا أو أبرشيّين،  ويساعدونهم على أن يعملوا بجميع وصايا المسيح (متى28: 20). وقد نصحَ كثيرٌ منهم كثيرًا من المؤمنين أن يطلبوا إرشادًا لدى من يرون فيه الخبرة والكفاءة ليُعينَهم

في مشاكلهم وصعوباتهم لاسيّما الروحية والمسلكية، بشكل عام في درب التوبة/ الإعتراف. وبنوعٍ خاص كاهنًا يلقون عنده راحةً النفس والضمير.

وبما أنَّ الإرشادُ الفردي الخاص ليسَ مُلزَمًا فلا ينتظرُ المؤمنُ المحتاج أن تُعَّين له الكنيسة واحدًا. بل من يشعرُ بالحاجة الى تلك الخدمة أن يتَّصل بكاهن يرى فيه المؤَّهلات المطلوبة ويعرضَ عليه طلبه فيستشيره كلمَّا إحتاج الى ذلك. ولا أعتقدَ أن أيَّ كاهن يُطلب منه ذلك يرفُضُ إذا لمْ يمنعه عائقٌ يصعبُ إذلالُه. ويمكن أيضًا أن يستشير غيره أو يطلب المساعدة ممن لهم الخبرة في الحصول على مرشدٍ كفوءٍ يُعينُه.