أهلا وسهلا بالشماس جورج
كتب الأخ الشماس يقول :” لي سؤالان. 1ـ ما هو السببُ لآحتسابِ الأحد الأول والثاني من كلٍّ من القيامة والرسل والصيف” قذمايى” ؟. هل بسبب الأحد الأول لأنَّه عيد ( القيامة ، حلول الروح القدس) حتى يُعتَبَرَ الثاني قذمايى أيضًا؟. أم لسببٍ آخر”؟.
2ـ الأحد الأول لأيليا. ” عونيثا دْواساليقى مُصَنَّفةٌ على لحن ” شْليحِى كْوَّيا “. كذلك صَنَّفَها أيضًا الأب توما حنونا في كتابه ” رؤوس الألحان الطقسية ” . لكنَّ بعضَ الرعايا تُرَتِّلُه بلحن ” عومْرا دَمْلِى بوسامى”. كيف كُنتُم أنتم تُرَّتلونه في المعهد”؟.
3ـ طمع فأضاف سؤالًا ثالثًا، عن” صلوات أبو حليم ” فقال:” أصبَحَتْ موضعَ النسيان. فطلبَ ترجمتها إن أمكن، ولاسيَّما إعادة إستعمالها ولو جُزئيأ.
¨ آحاد قذمايى.
أن يكون العيدُ سببًا ليكون الأحد الأول قذمايى لا شَكَّ في ذلك. لاسيَّما وأنَّ كل أحد رأس سابوع هو قذمايى والأحد الأخير منه يكون حْرايى. ربَّما الإشكال في الأحد الثاني لماذا لم يُصَنَّف حْرايى. على علمي لا يوجد أي مصدر تأريخي يُفَّسرُ السبب. الذين نظموا الطقس عرفوا لماذا نظَّموه هكذا. وظلت هذه المعرفة لأجيال، لكنها لم تتأخر عن الأختفاء، لأنَّ المُصَّلين لم يحتاجوا أن يسألوا عن السبب، بل حاولوا فقط أن يُنَّفذوا بوعي، لاسيَّما والكتاب يذكرُ لكل أحد صنفَه تبَعًا للمُشَّرع. المكتوبٌ مطلوبٌ فمتبوع، نقطة وآنتهى التعليم.
على رأيي إنَّ ترتيبَ السوابيع الثلاثة، قيامة ورسل وصيف، شَذَّ عن القاعدة. أما السوابيع الأُخرى فنظامية. وقد لا تكون آلأعيادُ سببَ إختلافها، بل مُجَرَّد رغبةً في التنويع!. لنا سابوع الصوم يطلبُ الإحتفال بالأحد الأول كعيد، لكنَّه صَنَّف الأحد الثاني حْرايى, في حين إحتفلَ بالأحدين الأخيرين من الصوم حْرايى على التوالي. أعتقد أن السبب هو كما ذكرت بدءُ السابوع بقذمايى وإنهاؤُه بِحْرايى. يَصعبُ هذا الأمر في سوابيع الدنح وإيليا بسبب تغيير موقع الآحاد، من تقديم وتأخير، بسبب القيامة وعيد الصليب. وحتى سابوع الصيف يخضعُ أحيانًا، لنفس الأسباب، إلى إهمال الأحد الأخير. وفي حالة دمج الأحد السادس والسابع للصيف ، أو السابع والثامن للدنح ورثنا النظام المُقَّلد أن يكون صنفُ ذلك الأحد لتلك السنة بلا شك حْرايى. أتصَوَّر لو لم تكن خصوصيات سوابيع الدنح والصيف وإيليا لكان كل السوابيع، أبو سبعة آحاد، تبدأ أوَّلاً بأحدين قذمايى ثم تتبع نظام التناوب.
¨ الأحد الأول لأيليا.
عن لحن ترنيمة دْواساليقى ، لم أسمعها في المعهد أبدًا، ولا في الموصل. لسبب بسيط كنا طلاب المعهد في العطلة الصيفية، وكنا نعود الى المعهد في الأسبوع الأخير من شهرايلول. وفي رعايا أبرشية كركوك كنَّا نُرَتِّلُها على لحن ” عومرا دملى بوسامى”. وأنا لا أعرفها إلاّ بهذا اللحن. رغم أنَّ أغلبية أساقفة كركوك كانوا من الموصل، أو كانوا خريجي المعهد البطريركي، لكنَّ كهنة الرعايا كانوا في غالبيتهم رُهبانًا من الدير، وهم معلموا الألحان. فعلى ما يبدو يعودُ الأختلاف القائم إلى الإختلاف بين ألحان الموصل وألحان الدير. وهذا تقليدٌ معروف ولا زالت ألحان كثيرة في الدير تختلف عن تقليد ألحان الموصل.
¨ أبو حليم.
إن كانت قد وقعت في النسيان ، فلأن :
أولاً : لها لحنٌ خاص لا يُرَّتل جماعيًا، بل فرديًا، من قِبل المطران إذا كان حاضِرًا، أو رئيسُ الكهنة. وليسَ اللحنُ سهل الأداء خاصَّةً لأوتار صوتية غير مؤَّهلة. فلحن بهذه الحالة يندثرُ سريعًا.
ثانيًا : عاملُ الزمن سببَّ قلة وجود شمامسة لتلاوة الصلاة ، كما هو أيضًا سببَّ التقليل من الإحتفالات الكبرى التي تأخذ وقتًا طويلاً. فتجنَّبَ القائمون على تنظيم الصلاة أداء أجزاءَ مثل هذه الصلوات.
ثالثًا : إنَّها مُصاغة بعباراتٍ لاهوتية عميقة ومسبوكة بعبارات لغوية بليغة وأحيانًا غريبة يكادُ من يُصَّليها نفسُه لا يفهمُها، فكيف بالمؤمنين البُسطاء.
رابعًا : فهذا كلُّه سَبَّبَ إختفاءَها. وأدَّى الأساقفة الأجّلاء إلى إتّخاذِ قرارٍ بإلغائِها رسميًا في سينودس سنة 1967م، لكل الآحاد والمناسبات ما عدا أعـياد : ” الميلاد والدنح والقيامة “. وكم رعيَّةٍ يُتاح لها ، في أيامنا ، أن تُصَّلي طقس الصلاة كاملاً من ضمنه صلوات ” أبو حليم “؟، وكم كاهن ، ورُبَّما أُسقفٍ، يُجيد لحنها ؟، ونحن في زمن يُهملُ اللحنُ ، وتسود التلاوة ، بهدف تسهيل متابعة الحاضرين، إن لم يكن لأنَّ المُحتفلَ لا يُجيدُ اللحن، أو لا تساعده أوتاره الصوتية على الترتيل!.
أمَّا ترجمتُها فرهينةٌ بمدى إستخدامها وفائدتها.