لقد علَّق الأخ متي إسماعيل على الموضوع بما يلي ، كتب :
” إنتشر مفهومُ أرنب عيد الفصح مؤَّخرًا في الثقافة الشعبية لآحتفال عيد الفصح من خلال إستخدامه التجاري. وحلَّ إلى حدٍّ بعيد، محلَّ حاملي بيض عيد الفصح في وقتٍ سابق. هذا جاءَ في ويكيبيديا الألمانية. أرنب الفصح يقومُ بإخفاِء البيض المُلَّون في حديقةِ الدار، و يبحث عنه الأطفال أحد القيامة. هذا التقليد الموجود في ألمانيا ” (انتهى).
إنَّ الفكرَ الألحادي المعاصر يريد أن يُرَّجع الشعوب الى تقاليدها الوثنية السابقة للمسيحية. إحترمت الكنيسة عند تبشيرها بالمسيح ، مركز الكون والحياة، العادات والتقاليد التراثية و نوَّرتها بالأيمان الجديد، وميَّزت بين ما هو الحقيقة العقائدية وما هو التعبيرُ عنها. رفضت الضلال وقبلت بما هي رموز فقط ويمكن تبديل تلك الرموز بغيرها لتدَّل على الحقيقة الألهية. منها رمز الأرنب للفصح.
فالأرنب معروفٌ بخصوبته الفائقة لغيره من الحيوانات. فهو ينجب أكبر نسبة من الفراخ. ويبدأ مع نهاية الشتاء وبدء الربيع، حيث تتجَدَّدُ الطبيعة. فربط الألمان بعد أن آمنوا بالمسيح إنجاب الأرنب ” حياة جديدة ” بالفصح الذي يُعيَّد قيامة المسيح ” لحياةٍ جديدة “. ولمَّا هاجر بعضهم الى أمريكا نقلوا معهم هذا التقليد وآنتشر هناك منذ مائتي سنة. ثم كما ذكر الأخ متي أصبح الأرنب أفضل ماركة تجارية للدعاية لزينة الفصح وهداياه. وربطوه مع البيض المُلَّون للقيامة، وهو أيضًا يُعطي فكرة “الحياة الجديدة” الخارجة من القبر. ثمَّ قلَّدوا سانتا كلاوس (البابا نوئيل) لعيد الميلاد في طريقة إخفاء الهدايا. الأرنب يخفي البيض الملون في الحديقة.
أمَّا عن البيض فقيل بأَّن ملك إنكلترا أدوارد الأول 1272-1307م هو أول من لوَّن البيض المغلي و وزَّعه على موظفي القصر في عيد القيامة. ما يعني أنَّ ربط الأرنب بالبيض و بعيد القيامة يأتي بعد هذا التأريخ.
أن يكون الألمان أولَّ من إستعملوا الأرنب رمزًا للقيامة وربطوه بالبيض الملوَّن يبقى مقبولا من أغلب المؤرخين. مع أنَّ الموسوعة العلمية تقول:” لا أحد يعلمُ كيفَ صارت هذه جزءًا من تقليد الفصح”. وتضيفُ بأنَّ ” الخلاف والجدال ما زال قائمًا في أمريكا بين تمَّسُكِ أهالي الأطفال بتقليد الأرنب وبين رفضِه من قبل السلطة الكنسية “.
أمَّا ” منظمة الثقافة الكاثوليكية ” فتؤَّكدُ بأنَّ : ” تلوين البيض بالأحمر في الفصح وتقديمها هدايا للغير يرتقي الى مسيحيي الأجيال الأولى”. ورمزه الديني هو : بدم المسيح خرجت من القبر حياة جديدة للكون. فالمسيح قام من القبر وخلع على الكون حياةً جديدة. يسوع هو المخَّلص مركزُ الآحتفال، وليس غيره، لا الأرنب ولا البيض. دخلت عادة تلوين البيض بعدما صار المسيحيون يصومون خمسين يومًا وينقطعون “عن الزفرين”. فيتكوم البيض، و عند نهاية الصوم يلونونه علامةً على نهاية فترة الصوم والتوبة و وسيلة للإحتفال بالفصح.