أهلا وسهلا بالأخت منى ســان
قرأت الأخت مُنى موضوع ” كَّياسا وْ ملاخا ” وعلَّقت عليه مستفسِرةً ، قالت : ” نحن ككلدان { قصدها: الكاثوليك }، نعترفُ بالمطهر لتطهير الأنسان وقبوله في الملكوت. فـكيف ذهبَ كياسا مباشرةً إلى الملكوت ” ؟.
قبل البدء بالرد مباشرة أوَّدُ أن أُذَّكرَ القُرّاء الكرام بانَّ موضوع المطهر وما يتبعه قد تم دراسته ومناقشته من كل الجوانب في مِلَّفاتٍ سابقة، يمكن العودة إليها لأغناء المعلومات لمن لم يطَّلع عليها. أما هنا فأكتفي بالتذكير بالنقاط الرئيسية المهمة. وفي الأعادة إفادة.
المطهر بذاتِه
ليس المطهر ضروريًا أن يعبر من خلاله كلُّ إنسان الى الملكوت. إنَّه ضروريٌ فقط لمن لم يُكَّفر عن خطاياه، لم يدفع فاتورتها، هنا على الأرض، فيدفعها ويتطَّهر عن آثار خطاياه قبل أن { ولكي } يظهر أمام الله بحالة البر والقداسة اللائقة بقداسة الله وجلاله. عليه أن يلبس” ثوب العرس السماوي” (متى22: 11-12). ليس المطهر” غفرانًا ” عن الخطايا، الخطيئة يغفرها الله عند الندم والتوبة. بل هو الأغتسال من وسخ الخطيئة الذي يشَّوه نفس الأنسان التي خلقها الله ” بارَّةً نقية “، والتي يجب أن تعود إليه سالمةً نقية. فعندما يتوب الواحد عن خطاياه يبقى عليه أن يستعيد نقاوة وجه النفس بآستعادة محبته لله والعيش في حفظ وصاياه. وقد يتوب خطأةٌ بوقتٍ قصير قبل موتهم ولا يلحقون أن يكَّفروا عن خطاياهم ويستعيدوا نقاوة محبة الله والأرتقاء في سُلَّم القداسة المطلوبة لمواجهة الله أي حالة البرارة عند خلقها، عندئذ يتطهرون فيتألمون بالبعد عن الله لفترة قبل التمتُّع براحة السماء.
بالنسبة الى اللص
ربما سرق ونهب الى لحظة إلقاء القبض عليه. وربما لم يندم ولا تاب عن سلوكه الأثيم. لكنه، وهو على الصليب، أتته الفرصة السانحة للخلاص إذْ صُلبَ مع المسيح نفسِه فوفى بكل شروط دخول السماء. إعترفَ بخطأِه :” نحن نُدان عدلًا” . آمن بأنَّ يسوعَ هو المسيح. تاب وطلب رحمة الله أن يغفر له :” أُذكرني متى جئتَ في ملكوتك”. وآغتسل فكَّفر عن خطاياه بتحمُّل آلامه وهو مصلوبٌ بسببها. فإيمانه ، وتوبته ، وعذابُه وشَّحته ثوب العرس.
الله قبله
. أخيرًا اللهُ هو الذي حكم أنَّه جاهزٌ لدخول الملكوت. أي بما فعله و تحَّمله من ألمٍ جسدي ونفسي كان كافيًا لُإعادَتِه إلى البرارة التي خلقه الله عليها. إنَّ اللهَ هو الدَّيان وليس نحن البشر. هو يفحصُ ويرى سرائر الفكر والقلب ويعرف إن كانت قد إستعادت نقاوتها الأولى أم لا. الحاجةُ الى التطهير لا تقاس لا بالمظاهر ولا بالزمن بل بقداسة النفس والحفاظ عليها كما صنعها الله ؛ والله ، بذلك ، أدرى من الأنسان.