أهلا وسهلا بالأخت مريم جــبو
سألت الأخت مريم : لماذا يُصادفُ العيد الكبير في تواريخ مختلفة ؟
الأعـــياد والتذكارات !
الأعـيادُ تنظيمٌ كنسي تشيرُ إلى أحداث مهمة في حياةِ يسوع ومن تأريخ الخلاص. هدفُها ربط المؤمن بالمسيح بشكل أقوى من خلال تلك الذكرى، وبواسطةِ إحتفال ديني خاص. وقد توزعت الأعياد على مدار السنة نسبة ًلوقوعها الزمني أو لرمزها الديني. تحاولُ الكنيسة بذلك تقديس مدار السنة ، وبعبارة أخرى تحمل المؤمن على مدار السنة الطقسية على أن يُتابع تأريخ الخلاص والتدابير الألهية خلاله فيتأمَّلَ في الحدث المشار اليه كلَّ فترة ليُغَّذيَ إيمانه. والأعـيادُ أو التذكارات على نوعين : قسمٌ منها مُثَّبَتٌ على أيام الشهر، مثل عيد الحبل بمريم بلا دنس في 8 من الشهر الثاني عشر، وعيد الميلاد في 25 من الشهر الثاني عشر، وعيد عماد المسيح أو الدنح في 6 من الشهرالأول، وتذكار مار كوركيس في 24 من الشهر الرابع، وعيد مار توما في 3 من الشهر السابع، وعيد التجلي في 6 من الشهر الثامن، وعيد إنتقال مريم في 15 من الشهر الثامن، وتذكار ولادة مريم في 8 من الشهر التاسع، و عيد الصليب في 14 من الشهر التاسع.
بينما تُعَّيد البشارة في الأحد الثاني لسابوع البشارة، ومار يوسف في الأحد الرابع من نفس السابوع ويسبق الميلاد مباشرة ً، وتقدمة يسوع في الأحد الثاني للميلاد ، والسعانين في الأحد السابع للصوم، والقيامة في الأحد الأول لسابوع القيامة، والصعود في اليوم الـ 40 بعد القيامة، والعنصرة في الأحد الأول لسابوع الرسل، وجسد المسيح في الخميس الثاني بعد العنصرة، وقلب يسوع الأقدس في الجمعة الثالثة بعد العنصرة، وعيد الرسل الأثني عشر في الأحد الأول لسابوع الصيف. أما تذكارات أخرى عديدة فيُحتفل بأغلبها أيام الجمع بين الدنح والصوم أو القيامة ونهاية السنة الطقسية، مع شواذ قليلة عن القاعدة.
عــيد القـــيامة !
لقد ثبُتَتْ قاعدة تعييد القيامة في مجمع نيقية الأول سنة 325م. أى كان المسيحيون يحتفلون قبل ذلك بالقيامة في أيام مختلفة حسب المنطقة وقاعدة التعييد. كان البعض يعيد مع فصح اليهود. وغيرهم حسب قمر الربيع للسنة القمرية. وآخرون في الربيع حسب السنة الشمسية. قسمٌ منهم ثبتوا العيد في تأريخ معيَّن من الربيع وآخرون أصَّروا على أن يُعَّيد في أحد يقع في الربيع. ولما كانت المسيحية مضطهَدَة في اوربا والشرق الأوسط وأفريقيا ، أى داخل حدود الأمبراطورية الرومانية، الى سنة 313م، لم تُتَحْ فرصة لجمع الآساقفة ومناقشة الأمر وتوحيد العيد. ولما أصبح قسطنطين أمبراطورا ومسيحيا طلب إجتماعًا من هذا القبيل وهَّيَأَ له وأشرفَ عليه وخرج الأساقفة بقرار موَّحد للعيد.
والقاعدة التي إتفقوا عليها وأثبتوها هي كالآتي : يجب أن تُعَّـيد القيامة يوم أحد، لأنَّ المسيح قام يومَ الأحد ، و بقيامته تمت الخليقة الجديدة للأنسان الروحي ؛ ويجب أن يقع العيد في الربيع حسب السنة الشمسية، أى بعد21 آذاروهو يوم الأعتدال الربيعي، ليتماشى مع تجديد الطبيعة بعد سُبات الشتاء، فيتحقق رمزه في تجديد الأنسان والتخلص من جمود الخطيئة ؛ و إذ لا يقع الأحد دوما في نفس التأريخ بل يتغير من سنة الى أخرى، لأنَّ أيام السنة هي 365 يوما وخمس ساعات وحوالي 49 دقيقة فلا تقبل القسمة على سبعة (أسبوع) بالتساوي ، فأرادوا تحديد أحد من آحاد نيسان للعيد. لم يتم الأتفاق على أحد ثابت، مثلا الثاني أوالثالث، بسبب إختلاف الظروف والأحوال الجوية في الشرق عن الغرب. في آلأخير إستقرَّ الرأيُ على القرار التالي: القيامة تُعَّيد في الربيع بعد 21 آذار، في يوم أحد ، الأحد الذي يقع بعد إكتمال البدر الذي يقع بدوره بعد 20 آذار، أي مع إعتدال الربيع وبعده. وإذا إكتملَ القمر وصار بدرا ليلة السبت على الأحد لا تُعَّيد القيامة في ذلك الأحد لأنَّ البدر تم يوم الأحد و لأنَّ اليهود يأكلون فصحهم في تلك الليلة، بينما المفروض أن يتم قبل الأحد ، لذا يُعَّيدون الأحد الذي يليه. أما إذا تم البدر ليلة الجمعة على السبت فيُعَّيدون يوم الأحد.
وبما أنَّ العيد مقَّيَدٌ بالأحد وبآكتمال البدر لذا لا تقع القيامة دوما في نفس التأريخ. مثلا إذا إكتمل البدر يوم الأثنين الواقع بعد 21 آذار يأكلُ اليهود فصحَهم أما نحن المسيحيين فنعَّيد يوم الأحد. وإذا آكتملَ البدرُ في الـ 18 من آذار، وهو قبل آعتدال الربيع، عندئذ يجبُ إنتظار إكتمال البدر التالي لتعييد القيامة. وهذا ما يجعلُ أنْ يقع عيد القيامة دوما بين 24 آذار و24 نيسان.
ويحدُث كل حوالي ألف سنة مرة ويقع العيد في 23 آذار عندما يكتملُ البدر ليلة 21 على 22 آذار، وتكون ليلة الجمعة على السبت ، نكون عندها قد دخلنا الربيع ويكون اليهود قد تناولوا فصحهم قبلنا بـ 24 ساعة. هذا ما حدثَ سنة 2008م فعَّيدنا القيامة يوم الأحد 23 آذار. بينما يحدثُ أكثر أن نُعَّيد القيامة في 24 نيسان كما حصل سنة 2011م.
أما إكتمال القمر وصيرورته بدرا أى كاملا في يومه الرابع عشر
على الخامس عشر فيتوقف هذا الأمر على موقع القمر من الأرض
والشمس في آن ٍواحد، وعلى دوران القمر حول الأرض ، ودوران
الأرض حول الشمس. هذا هو الأمرُ الذي يتحكم في ما يُسَّمونه
الهلال أو ولادة القمر، عندما لا يُضيءُ إلا بخيط رفيع. ثم
يكبر يوما بعد يوم أى تزداد فيه المساحة النيّرة فتعكس ضوءَها
على الأرض الى أن يبلغ نصفَ مساحته ويدعى الربعُ الأول. ثم
يكون كله نيّرًا ويُدعى البدر. وبعده تنقص المساحة النيَّرة
لتبلغ من جديد نصفه من الطرف الآخر و يُدعى الرُبع الأخير. ثم
يقل ضوءُه ليكَّونَ فقط خيطَا ، وتبدآ هكذا دورة ٌجديدة من
ولادة ونمو ثم آنحساروآختفاء.