أهلا وسهلا بالإخوة توما وجوليت السناطي.
لاحظ الإخوة توما وجوليت أمورًا غريبة عنهم في الكنيسة فسألوا عنها، قائلين :” لماذا وضعت الكنيسة ” الهُرّارا أو الوشاح الأبيض” على الصليب، ونُصَّلي أمامَه 40 يومًا ” بْصوخْ يا شُلطانيثا د شْمَّيا (ويعنون صلاة ” إفرَحي يا سُلطانة السماء “). وعلى ماذا يرمز حتى حين يلبسُه الشمّاس؟ ماذا يعني ” ؟.
الكنيسة والوشاح !
حسنًا مَيَّزتُم بين وشاح و هرار. لأنَّ الأمر كما لاحظتُ في بعض الفيديوهات يتَعَّلق بقطعة قماش أبيض مثل”شالٍ” على صليب وكأنَّهُ يُشيرُ الى القيامة. فالصليب فارغ، والشالُ، وهو يرمز الى الكفن، موجودٌ بلا جثة. فجسدُ يسوع لم يُسرَقْ بل قام. هذا إجتهادٌ شخصيٌّ مني. أمَّا الحقيقة فعند من إجتهدَ وآختلقَ هذا النصب. المعنى في قلبِ الشاعر، وليس عندَ الكنيسة . ليست الكنيسة من وضعته بل راعي الكنيسة. وهذا العمل لم تطلبْه الكنيسة، ولا جاء ذكره في الصلوات الطقسية ولا مطلوبٌ إجراؤُهُ. ليس للكنيسة شأنٌ رسمي به. قد يكون هذا عملًا تقويًا لكنه يبقى بادرةً شخصية ، إن لم يكن تقليدًا لجهةٍ غريبة عن الكنيسة الكلدانية ، من بعض الرعاة، هنا أو هناك، للتعبير عن فكرةٍ أرادوا إيصالها الى الحضور. فالجوابُ إذن عند من قاموا به : عن ماذا عَبَّروا به ؟
نُصَّلي أمامَه !
في الكنيسة صليبٌ يتَصَّدَرُها، يُصَّلى أمامه طوال السنة. فهل بحاجة الى صليب إضافي دون مُبَرِّرٍ؟. قد يكون مُبررُ هذا الصليب ما تلا خبرَه وهو:” نُصَّلي أمامَه 40 يومًا -:- إفرحي يا سُلطانة السماء”. هذه الصلاة هي ” التبشيرُ بالقيامة ” مثل صلاة التبشير التي نتلوها قبل الوردية او بعدَها. تستعملُها الكنيسة اللاتينية بين القيامة والصعود، دون نصبٍ صليب خاص بها. كانت تتلوها، ظهرًا تقديسًا لِعمل النهار مثل صلاة ” ملاك الرب” العوائلُ في بيوتها والفلاّحون في حقولهم. وكُنّا، في المعهد الكهنوتي، نتلو تبشير القيامة ، لكون إدارةِ المعهد لاتينية، في غرفةِ الطعام، قبل الغداء و قبل العشاء.
وما رمز الهـرّار ؟
أمَّا الهُرّار على الصليب فلا معنًى له ولا أيَّ رمز. إلا إذا كانوا لم يحصلوا على شالٍ أو قماشٍ ابيض فآستعملوا هرّارًا أبيضَ عوضًا عنه. فكرةٌ نادرًا ما تخطرُ على البال!. وأمَّا ملفوفًا على رقبةِ الشماس أثناء الخدمة الطقسية، فذلك دليل أهليتِه وحَقِّه حصرًا بالخدمة في المذبح، ينالُه بعد رسامتِه. ليس كلُّ واحدٍ شاءَ وطلبَ يُسمح له بالخدمة. يجب أن يكون قد إستعَّدَ فدرس وتدَرَّبَ حتى ينال الرسامة. وبدون رسامة موَثَّقة لا يحُّقُ لأحد أن يستعمل الهرار. هذا أمرٌ يعود الى الكنيسة ومن ضمن تعليمها وممارستها. فالهُرّارُ للإنسان، وليس للأشياء، يَدُّلُ على صلاحيتِه في خدمةِ المذبح، وذلك بأمر الكنيسة.