أهلا وسهلا بالأخ روني نجيب صليوا.
أُصيب والد روني بجلطة نتيجة حملة داعش. ثم تعافى منها. وسافر روني الى أمريكا. ثم لحقه الوالد، لكنه بعد أيام توفي. فآحتارَ روني وتألمَ وصارَ يشُّك من هو السببُ الحقيقي لوفاة والده؟. أخذ إيمانه يضعفُ. وبدأ يشك حتى في نفع الحياة. فآستشارَ طالبًا العونَ وقال :
::ــ|| هلْ مَن يُســاعِدُني ||ــ::
الحياةُ من الله والموتُ نتيجة حتمية للولادة :” أنتَ ترابٌ ، والى الترابِ تعود” (تك3: 19). الحياة تنبعُ من الحب ، أما الموت فله أسبابٌ عديدة. حرَّمَ اللهُ على الأنسان أن يلعبَ بالحياة ومنعه من أن يقضي عليها :” لا تقتُلْ “(خر20: 13). ولما قتلَ قائينُ هابيلَ حاسبَهُ الله و طالبَه بدم أخيه (تك4: 10). ولما طلبَ اللصُ اليمين من يسوع وهوعلى الصليب الغفران عن خطاياه سامَحهُ و وَعدَه بالحياة الأبدية. و ربما كان قد قتلَ وهو يقطعُ طريقَ الناس. لكن الرَّب سامحَه.
قد نكون مسؤولين أحيانا عن أذية غيرنا. وقد تصل أذيتُنا حتى على القضاءِ على حياتِهم دون نيةٍ مسبقة ولا معرفة. وإذا خالفنا وصية الله دون علم ٍ أو رغبة فلن يُعتبرَ ذلك ذنبًا ولا نتحَّملُ مسؤوليتَه. وحتى إذا أذنبنا ، لاسمحَ الله ، عن قصد وسبق إصرار فليست مشيئةُ الله في أن نخسرَالحياة. لقد أوحى الى نبيه حزقيال :” أ بموتِ الشّرير يكونُ سروري؟ كلا. بل بتوبتِه عن شَّرِه فيحيا “(حز18: 23). ويسوع رفضَ رجمَ الزانية وعفى عنها إنما حَّذرَها بألا تعودَ فتخطأ (يو8: 7). والذي حاولَ أن يقتلَ البابا القديس يوحنا بولس الثاني سامَحَه البابا ثمَّ زارَه في سجنِه وآهتدى بسببه. يسوع نفسُه لماذا ماتَ على الصليب إن لم يكن حتى يدفعَ عقوبة أخطائِنا ويُعطينا فرصةَ المثابرة في الحياة ؟.
لآ أتصَّورُ أنَّ أحدًا يريدُ فعلا قتلَ والدِه. وإذا كان بسبب داعش حصل للوالد ما حصل فليسَ الحقدُ أو الرغبة في الإنتقام تُعيد الحياة اليه ، والى الآلاف الذين يتألمون بسببهم. لقد إستشهدَ الملايين بسبب إيمانهم. إنَّ كنيسة العراق تُعرفُ بكنيسة الشهداء لكثرة عدد شهدائها. حكمةُ الله تتطَّلبُ منا أن نثق به أنه الدّيان العادل ويُعطي كلَّ ذي حَّقٍ حَّقَه. وما يُسَّلينا نحن أبناؤُه المؤمنين هو أننا واثقون من أنَّ موتانا ، لاسيما الشهداء، أحياءُ يُشاركون الرب يسوع مجدَه وسعادتَه. ربما يُحاولُ ابليس أن يقطع رجاءَنا بالحياة. لكننا أقوى منه بنعمة ربنا يسوع ولن نستسلم له ، بل نثق بيسوع أنه معنا. هكذا كانت تفعل القديسة ترازيا الطفل يسوع عندما كانت تشعربجفاءِ روحي. تقول ليسوع : أنا واثقة أنك فيَّ. ربما تخفي نفسَكَ عني لتمتحنني.
فأنا أحبك حتى لو جافيتني ، لأني واثقة أنك تُحّبُني. ربما يسمحُ الله للشيطان أن يوسوسَ لنا ويُشَّككنا في إيماننا ، لكنه لن يسمحَ له أن يغلبَنا إذا لمْ نستسلم نحن له ، كما سمح له أنْ يُجَّربَ أيوب ، لكنه حرَمه من السلطة على روحِه. ونعرفُ كيفَ صمد أيوب في إيمانِه بالله رغم تشكيه بمرارة عن النكبة التي حَّلت به ، وظفرَ أخيرًا بالنصر وكافأهُ الله على ذلك أكثر من الأول بكثير. يرحم اللـهُ موتانا وشُهداءَنا ويحمينا من شَّـر الخطــيئة ّ!!.