أهلا وسهلا بعازف الفـيولين ريمـون برخـو.
تساءَل الأخ ريمون عن : هل يجوز تعميدُ طفلٍ ولد أثناء الصوم الكبير، أو شابٍ إهتدى الى المسيحية ، خلال فترةِ الصوم ؟. وأشكلَ الموضوعُ عـندَه لأنه يعتقـدُ أنه ” لا يجوزُ البُّـراخُ في زمن الصوم “.
المعمـودية والصــوم !
لا يوجد في السنةِ يومٌ يكون فيه العمادُ ممنوعا. ولو إقتضت الضرورة يجوز العمادُ حتى يوم جمعةِ الآلام. لما كان الوثنيون يهتدون الى المسيحية في أعـدادٍ كبيرة كانت الكنيسة قد حدَّدت زمنا فيه يُهَّيَّأون للعماد ، وكان ذلك خلال فترة الصوم. وكان العماد يجرى يوم سبت النور، ومن نور الحياة الذي يشرق على المعمدين في ذلك اليوم أخذ يومُ السبت لقبَه فدعيَ ” سبتُ النور”. وكان التحضيرُ يتم وفق برنامجٍ تعليمي يرتكزُ على بشارة الأنجيل خاصّة والكتاب المقدس عّامة. وهذا البرنامجُ هو حاليا الجزءُ الأول من القداس ويُعرفُ بـ” رتبةِ الكلام”، ويتكون من ترانيم ونصوص كتابية وموعظة تفسيرية وطلبات.
المعمودية والزواج !
لقد إستدَّلَ الأخ ريمون على عدم جواز العماد في الصوم إنطلاقا من قناعتِه بعدم جواز الزواج فيه. لقد فاته أن المعمودية سّرٌ قائم بذاتِه وكذلك الزواج ولا علاقة بينهما، إلا كونهما من أسرار الكنيسة السبعة. وقد فاته أن الزواجَ ، الذي كان سابقا مُحَّرما في زمن الصوم ، هو أيضا يجوز حاليا في الصوم ما عدا بعض أوقاتِه ، التي يُفرَضُ فيه الصوم ، لاسيما الأنقطاع عن اللحم. وكما يبدو واضحا حرمُ الزواج في الصوم لم يكن إلا بسبب عدم جواز أكل اللحم. إذ كيف يقامُ عرسٌ بدون تناول لحوم ومشروبات ؟؟.
ما هو جـوهرُ الصوم ؟
الصوم هو فترة تـوبةٍ وآستعداد لعيد القيامة. فترة توبة للتراجع من شرورنا والآنتصارعلى الشر العامل فينا. والأسرارُ هي نيلُ نِعَـمٍ خاصّة يهبُها الله لمن يقتبلُ السرلتساعدَه على أن يحيا مع المسيح وبقُّـوتِه. وهكذا لا فقط لا تتعارضُ الأسرار مع الصوم. بل إنها زيادةُ نعمةٍ على نعمـة. وإنْ كان بخصوص الزواج وحدهُ تحّفُظٌ على إجرائِه أثناءَ فترة الصوم فذلك بسبب عدم رغبة الكنيسة بتشابك الأفراح الجسدية بالروحية. تريدُ الكنيسة وتُشَّجعُ المؤمنين على التدَّرب على الإستمتاع بالأفراح الروحية ، من الآن ، لضمانها للأبد في السماء حيث لا زواج هناك ولا رقصٌ ولا شربٌ.