هل نُقـاطعُ الخــاطيء ؟

أهلا وسهلا بالأخت شـذى أوراهـا.

كان سؤالكِ بخصوص :” فتاةٍ من الجوقة تركت زوجَها ، وقبلَ أن تحصلَ من الكنيسة على بطلانِ زواجِها ، أحبَّت شخصًا آخر. تريدين أنتِ زيارَتها لربما ترجع عن غَّيها. وأعضاء الجوقة يرفضون إقتراحَكِ . من هو الصح ، ومن الخاطيء “؟.

الخاطئُ إنسانٌ مريض يُعالج لا يُعاقَب !

الله لا يريدُ هلاكَ الإنسان الخاطئ بل أن يتوبَ ويحيا أمامه. ويسوع صَّرحَ بأنه جاءَ لعلاج الخطأة ، ويريدُ رحمَـةً لا ذبيحة. ولما أتى اليهود بالزانيةِ عنده ليُجَّربوه فيروا ماذا يقول، قال : من ليس له خطيئة فليرجُمها. ولما إنسجبَ الجميعُ لم يقل للزانية ” حسنا ما فعلتِ”!. كلا. بل قال: ” إذهبي ولكن لا تخطأي مرةً ثانية “. لو لم تصلْ الى يسوع لكانوا قد رجموها فماتت.

قد لا تكون كل الظنون واقعًا !

والفتاة عضوه الجوقة ترتكبُ خطأً إذا تصَّرفت خلافا لتعليم الكنيسة. مع ذلك نحن لا نعرفْ ما هي أسبابُ طلاقِها من زوجها الأول. وحتى إذا أظهرت حبًا لشخص ثانٍ ربما لا تنوي الزواج منه الا بعد إعلان بطلان زواجها الآول. وربما تتظاهر بحب شخص ثانٍ إنتقاما من الأول أو استفزازا له. على أية حال لسنا نحن حكاما لندينَها. الله وحدَه يعرفُ ما في الأفكار والقلوب. يسوع لم يدعونا الى دينونةِ الأشخاص. دعانا الى دينونةِ الأفعال السيئة ومحاولةِ إصلاح ” الأخ المؤمن ” وإعادتِه الى الدرب المستقيم. لأنه عندما يكون الأنسان في الضيق لا يُقَّـدرُ لا خطورةَ شَّر فيه ولا يرى بوضوح طريقة التخلص منه. ربما يحتاجُ الى من يقفُ بجانبه ، يدرسُ معه القضية بلطف ومحبة ويُريه وسائل لم يكن قادرا بنفسه على إكتشافها. من هذا المنطلق قال يسوع :” إذا أخطأ أخوك فآذهب اليه وآنفرد به و وَّبخه. وإذا لم يسمع لك .. ولا لآثنين أو ثلاثة .. ولا للكنيسة أيضا فليكن – عـندئذٍ – عندكَ كالوثني والعشار” (متى18: 15-18).

المؤسساتُ لا تحمي أعضاءَها بل بالعكس !

فما ترينه جَّـيد. وما يرتأيه بقية أعضاء الجوقة لا يبدو صحيحًأ ، إلا إذا كانت لديهم أسبابٌ مجهولة وظروفٌ لا تساعدُهم على موافقتكِ الرأي. مع ذلك ليس ضروريا أن يرافقكِ كلُ أعضاء الجوقة. كما ليس ضروريا أن تقرر الجوقة مجتمعة عمل الخير. يكفي أن يرافقكِ واحد يشهدُ معك على ما يحدثُ في اللقاء وما ينتجُ عنه. للعملِ الجماعي قـوة أفضل. لكن الجماعة نفسها تقومُ على أفرادٍ مستقلين. وهدفُ الجوقة ليسَ رسوليا يهتمُ بإصلاحَ الآخر، بقدر ما هو تسبيحُ الله وتشويقُ مراسيم العبادة للمؤمنين. مع ذلك ما لا يمكن أحيانا تحقيقه جماعيا يمكن دوما محاولة القيام به فرديا ، والأتكالِ على الله. وربما يُرشدُ الروحُ القدس فردًا واحدا ينتدبُه لخدمةٍ محددة يُريدُها الله. فمن يشعرُ في داخله بهذا الواجب ليقُم به ، و بشكل خفي دون أن يدينَ غـيرَه.

القس بـول ربــان