أهلا وسهلا بالأخت ريـتا اللـوس.
كتبت ريتا تقول :” جاءَ في 1كور15: 29 – ما الفائدة من عمل الذين يقبلون المعمودية في سبيل الأموات؟ وإذا كان الأمواتُ لا يقومون البتة ، فلماذا يقبلون المعمودية في سبيلهم “؟. ثم سألت :
1- أي نـوع معمـوديةٍ يقصُـد ؟
2- من هم الأشخاص الذين يقبلون المعمودية من أجل الأمـوات ؟.
الأيمـان بالقــيامة !
النص كما هو يتعلق مباشرة بالأيمان بقيامة البشر، أي بخلودهم والاستمرار في الحياة ، إنما بشكل آخر. كان اليونان لا يؤمنون بالحياةِ بعد الموت. ولما وعظ بولس أهل أثينا بذلك للمرة الأولى هزئوا به (أع17: 32). وأهلُ كورنثية ينتمون إلى تلك الثقافة ويستصعبون فكرة القيامة أنى الخلود حتى بعد إيمانهم بالمسيح. ربما لا يستسيغون جيدا حتى ولا قيامة المسيح. أعترضَ بولس على شكوكهم :” كيفَ يقولُ بعضُكم انه لا قيامة للأموات “؟. و يُضيف ” إن لم يكن المسيح قد قام إيمانكم باطلٌ، ولا تزالون في خطاياكم” ؟ (1 كور15: 12- 17). وضمانُ الحياة الخالدة هو بالأيمان بالمسيح والانتماء إليه بالمعمودية.
نوع المعمـودية !
لم تعرف الكنيسة في بـدايتها غير معمودية المـاء ، يتقبلها كلُ من آمن بيسوع ليخلص. ولكن يبدو أنَّ فكرة ” البديل ” أخذت مجراها، أي إمكانية إعتماد شخص بدلَ شخص آخر. و كما ماتَ يسوع المسيحَ بدلَ الآخرين ونال لهم الخلاص ، أي حياة المجد والهناء مع الله للأبد،هكذا سادت فكرةُ الانتماء غالى المسيح من أجل آخرين ليشترك هؤلاء بخيرات المسيح الأبدية. يسوع كان بارا فمات بديلا عن الخطأ . وهؤلاء الخطأ استفادوا من دمهِ وليس هو نفسُه. هكذا يقومُ مسيحيٌ بفعل انتماء ثان ٍ بالى المسيح من أجل غـيره استحالَ عليه أن ينتميَ غالى المسيح بالجسد. الذي يتعَّمد ثانيةً لا يستفاد منها لأنه قد سبق ونالها. إنما يستفادُ غيرُه.
من يقـبل المعـمودية !
كما نَّـوَهتُ أعلاه إنَّ من يقبلُ المعمودية من أجل الأموات هم من سبقَ ونالوا المعمودية. إنهم يعتقدون بأنَّ الأيمان بالمسيح لا يكفي للخلاص. بل يجب أن يُكَّملَ المؤمن إيمانه بالانتماء الجسدي إلى يسوع ، أدى بالمعمودية. وربما كان لبعض الكونثيين أقرباء أو أصدقاء بدءوا يؤمنون بيسوع المسيح ، لكنهم لم يحصلوا على فرصةِ سانحة لنيل المعمودية. أو ربما اعتقدوا أنَّ أهلا لهم أعزاء قد ماتوا ولم ينتموا إلى المسيح ، ويصعبُ على المؤمنين أن يروا هلاك ذويهم ، يقدرون أن يشتركوا بالخلاص إذا آمنوا هم واعتمدوا بدلا عنهم. ما دامَ المسيح خلَّصَ بموتِه أمـواتًا من أجيال طويلة لم يعرفوا المسيح يمكن لهم أن يقوموا بفعل الأيمان والانتماء ، مرة ثانية باسمهم ، فيخلصوا. لم ينتبهوا إلى أنَّ العمادَ لم يكن ضروريا مثلَ الأيمان لأنهم ربما لم يسمعوا بخبر لص اليمين الذي خلص بإيمانه لا بعماد. لأنَّ الإنجيل لم يكن قد كتبَ بعدُ. ولكن بولس لا يعترضُ على العماد الثاني من أجل الموتى لأنه يعتبرُه صلاة ً فقط من أجلهم. أي يثبتُ بهذا أننا يمكننا أن نصَّلي من أجل أمواتنا و نتحمَّلَ تضحياتٍ من أجلهم لينالوا هم ثمار جهدنا فيشتركوا في حياةِ اللـه. وبمعنى آخر هذا النص يؤكدُ لنا إيمان الرسل بالصلاة من أجل الموتى. ونحن اليوم ( 28.02.2014) نتذكر أمواتنا ونصَّلي من أجل إستاداً غالى هذا الأيمان.