الكنيسة الكاثوليكية والأنجيلية !

أهلا وسهلا بالأخ نهــاد شامايا.

كتبَ الأخ نهاد يقول: أحببتُ أن أعرفَ موقفَ كنيستنا الكاثوليكية ، حاليًا ، من الكنيسة الأنجيلية. ثم سأل

• هل هناك محاولات للتقارب معها كما يحصلُ مع الكنيسة الأرثذوكسية ؟

إنَّ حركة الكنيسة الكاثوليكية المسكونية لم تقتصر على الكنيسة الأرثذوكسية وحدَها. بل تمتَّدُ الى كل الكنائس. لأنَّ الهدفَ من محاولات التقارب بينها وبين الكنائس الأخرى تنطلقُ من تلبيَتِها لرغبة المسيح في وحدة الكنيسة. فحتى لو إتحدت الكنيسة الكاثوليكية مع كل الكنائس الرسولية غير الكاثوليكية ولكن بقيت الكنائس الأنجيلية خارجَ تلك الوحدة تبقى الكنيسة منقسمة ولن تحَّققَ هدَفَها. سنةَ إلتأمَ المجمع المسكوني الفاتيكاني الثاني بحثَ مع كل الكنائس المسيحية مسألة توحيدَ عيدِ القيامة. لم يتوَّصل الى قرار شامل. ظلت بعضُ الكنائس مصّرةً على البقاءِ على التقويم القديم. ونصَحَ البعضُ الكنيسة الكاثوليكية على القيام ببادرة علمية جديدة لتثبيت عيد القيامة بتنظيم تقـويم جديد يتبعه العالم كله. رفضت الكنيسة القيام بأية بادرة جديدة حتى يتفقَ الكل ولا يبقى طائرٌ خارجَ السرب.

إنَّ الكنيسة الكاثوليكية بادرت، حينِها، إلى توجيه رعاياها الكاثوليك، أينما يُشَّكلون أقلية إزاءَ إخوانهم الأرثذوكس، أن يُعيدوا معهم بغية تقريب القلوب وتوحيد الشهادة بقيامة المسيح. ولم تقابلها أية بادرةٍ مشابهة حيث توجد أقليات غير كاثوليكية.

محاولةُ التقارب مع الأرثذوكس أسهلُ من الناحية الأيمانية. لأنَّهم حافظوا على الأسرار لاسيما الكهنوت المتسلسل من الرسل. بينما لم تحافظ ” الكنيسة الأنجيلية ” لا على الأسرار كلِها ، ولا تقدر أن تثَّبت التواصل الكهنوتي بينها وبين الرسل. الكنيسة الأنكليكانية مثلا لا يرتقي الكهنوت فيها الى الرسل. بل تأكدت الكنيسة من بطلان الكهنوت فيها. وكذلك مشكوك في أمر الكهنوت لدى الكنائس البروتستانتية.

ومن جهةٍ أخرى لا توجدُ اليوم ” كنيسة ٌ إنجيلية أم ” تترأس الكنائس المنحدرة من الأصلاح اللوثري والكلفيني. كما يعلم الجميع توجدُ اليوم آلافُ الكنائس الأنجيلية : فمع أية منها تتحاور ومع أية أخرى تتفاوض؟. بالأضافة الى أنَّ هذا الأنقسام الهائل يرتكز على إختلاف في العقيدة الأيمانية. وهذا أمرٌ يُصَّعبُ الحوار. بينما ترى الكنيسة الأرثذوكسية ولو منقسمة إداريا الى بطريركيات عِدَّة لكنها واحدة في إيمانها ويمَّثلُها بطريرك إسطنبول المسكوني. و مع ذلك لم تهمل الكنيسة الكاثوليكية الحوار مع ممثلين عن الكنائس الأنجيلية محاولة أن تجدَ نقطة آلتقاءٍ يُشَّجعُ على السير قدما في رغبة وحدة كنيسة المسيح.

القس بـول ربــان