أهلا وسهلا بالأخت آفان.
سألت الأخت آفان تقول :” إعطاءُ العُشر 10% من الدخل: هل يُعتبَرُعملَ خيرٍ (صدقة)، أم هو فرضٌ؟. وأعمالُ الصدقةِ لازم تكون عدا هذا المبلغ “؟.
الجواب :– لا هو صدقة ، ولا هو فرض.
العُشرُ :– هو فريضة العهد القديم على الشعب اليهودي، لضمان خدْمَة الهيكل ومعيشةِ الكهنة واللاويين المُقامين على تلك الخدمة. عندما قتل الله أبكار المصريين وحرَّر بني إسرائيل (خر 12: 29-30) إحتفظ لنفسِه بأبكار العبرانيين” عطية له من بني إسرائيل”، يُمَّثلُهم سبطُ لاوي. وعزلَ عندئذٍ، سبط لاوي عن بقية الشعب، وحَرمَهُ ميراثًا في أرض الميعاد مثل بقية الأسباط (عدد8: 14-20). وضمانًا لمعيشتهم نظَّم ما يلي:” أما بنو لاوي فجعلتُ لهم كلَّ عُشْرٍ في إسرائيل ميراثًا عن خدمتهم .. لا يرثون بين بني إسرائيل ميراثًا. فالُعُشرُ الذي يُقَّدمُه بنو إسرائيل للرب جعلتُه للاويين ميراثًا ” (عدد18: 21-24). ويدفعُ اللاوِيُّ ، من هذا العشر الذي يأخذه من الشعب،” تقدمةً خاصّة للرب عُشرًا من العُشر.. تكون تقدمةً لهارون كاهن الرب” (عد18: 26-28). وهذا يُذَّكرُ بما حصلَ لابراهيم مع ملكيصادق (تك 14: 17-20).
أمَّا في العهدِ الجديد فآفتخرَ فرّيسيٌّ أنه يوفي العُشر من دخله كلِّه (لو18: 12)، وأمَّا يسوع فلامَ الفريسيين على نفاقهم في ذلك :” تُعطون العُشرَ من النعنع والصعتر والكمون، ولكنَّكم تُهملون أهَّمَ ما في الشريعة : العدلَ والرحمةَ والصِدقَ” (متى23: 23). وكان يسوع قد أَقام نظامَ التبرَّعات الطوعية لمعيشة الرسل ومصاريف التبشير. كان يهوذا الأسخريوطي أمين الصندوق (يو 13: 29)، و” نساءٌ كثيرات كُنَّ يُساعدن يسوع وتلاميذه بأموالهنَّ ” (لو8: 3). لمَّا أرسلَ يسوع الرسلَ للتبشير أوصاهم :” لا تحملوا نقودًا من ذهب ولا من فضَّة ولا من نحاس في جيوبكم. ولا كيسًا للطريق ولا ثوبًا آخر ولا حِذاءًا ولا عصًا لأنَّ العاملَ يستحِّقُ طعامه ” (متى10: 9-10؛ لو10: 7). وسيقولها بولس علانية لأهل كورنثية :” هكذا أمرالرَّب للذين يُعلنون البشارة أن ينالوا رزقهم من البشارة ” (1كور9: 14). وهذا يتوقَّف على وعي المؤمنين وسخائِهم بأن يتحَّملوا مصاريف ما يحتاجه إيمانهم من رسُلٍ وخِدْمَةٍ. قال بولس : ” إن كنّا قد زرعنا فيكم الخيراتٍ الروحية، فهل يكون كثيرًا علينا أن نحصُدَ من خيراتكم المادّية “؟ (1كور9: 11).
أمَّا الكنيسة فتقول :” الوصِيَّة الخامسة : ساعِد الكنيسة في آحتياجاتها”. بهذا تُذَّكرُ المؤمنين بواجب تأمين آحتياجات الكنيسة المادّية، كلٌّ بحسب إمكاناته ” لخدمتها ونشاطاتها (التعليم المسيحي للكنيسة الكاثوليكية، رقم 2042). ظلَّت الكنيسة رسميًا ومبدئيًا تعيشُ على التبرُّعات وليس على عُشْرٍ مُحَدَّد. كانت سابقًا تُحَدَّدُ رسومًا على بعض الخدمات لتكون معروفة عامَّة ولا تُستَغَّلَ بشكل سَيِّيء. لقد إستغلها البعضُ أحيانًا. إلا إنَّ المبدأ لم يتغَيَّر أنَّ تلك الرسوم تبقى إختيارية قابلة للتقليل بل حتى للتنازل عنها حسب وضع العائلة.
أمَّا أعمال الصدقة والخير فهي قائمةٌ بذاتها لا علاقة لها بواجب توفير حاجات الكنيسة.