أهلا وسهلا بالأخت ليــندا فرمان ياقـو
سألت الأخت لـيندا : ++ هل يجوز أن نصومَ أيام الآحـاد في فترة الصوم ؟
وعــندئذٍ يصـومون ؟
عاش يسوع مع تلاميذه ثلاث سنوات و لم يَصُم لاهو ولا التلاميذ. بينما صام يسوع قبل إتّخاذ التلاميذ وبعد عماده حالا ” أربعين يوما، نهارًا وليلا ” ، وحتى أيام السبت التي كانت يوم الرب. وقد لامه اليهود على عدم صيامه مع التلاميذ، فأجابهم : لما يُرفعُ عنهم العريس، عندئذ يصومون” (لو5: 35). ولم يسُّنَ شريعةً للتلاميذ في متى يصومون وكم يومًا كما فعل موسى. إنما أعلن فقط ” كيف يصومون :” وإذا صمتم لا تعَّبسوا كالمرائين…أنتَ أُدهن رأسكَ وآغسِلْ وجهكَ، لكي لا تبدوَ للناس صائمًا، بل لأبيكَ الذي في الخفية “(متى6: 16-18). و إنْ عنى هذا شيئًا فهو يعني : أولاً : الكنيسة تقَّررُ بخصوص الصوم، لا الله. وثانيًا: ليس الصوم موضوع افتخار ومُزايدة ولا حتى للأعلام، بل لتقوية العلاقة مع الله.
الأحــد !
إنه يوم الرب ، يوم الفرح والبهجة. إنه ذكرى قيامة الرب ، إنتصاره على الشيطان والشر، وضمان خلاص البشر. إنه يوم إفتخار وسرور واللجوء الى كل ما يُظهر ذلك ويسنده. لذا نكثر في الآحاد والأعياد من مظاهر الفرح ومسَّبباتِه. والصفات التي طلبها يسوع وفرضها على الصائم ليست سوى مظاهرَ ومسَّبباتٍ للفرح:” غسل الوجه وآستعمال العطور”!.
الصيام عن الخطيئة والشر أفضل من عدم الأكل !
إفتخر الفريسي، وهو يُصَّلي، بأنه يصوم يومين في الأسبوع، أما الله فلامه ورفض صومه وصلاته (لو18: 11-14). لأنَّ الله قال بفم اشعيا ردًّا على الذين يقولون لله :” نصوم ولا تنظر، ونتَّضع وأنت لا تُلاحِظ” في يوم صومكم تجدون ملذاتكم..للمشاجرة والخصومة تصومون ،وللضربِ بقبضةِ الشّرِ… الصومُ الذي أريدُه أن تحُّلَ قيودَ الظلم .. وأن تفرش للجائع خبزَكَ، وتُدخلَ المسكينَ الطريدَ بينَك، وأن تكسوَ العريان ولا تتهَّربَ من مساعدةِ قريبِك… وتسيرَ في طريق الأستقامة” (اش58: 3-8). فالإبتعاد إذن عن الشر أساسُ كل صوم. أما عدم الأكل فهو لكسر قوة الشهوة فينا وتسهيل الأنتصار على الشر وعلى قِواه.
ثبَّتَ اشعيا أسس الصوم وحدَّدَها ” بالتواضع والتوبة “رامزًا اليها في” إحناء الرأس كالعشبةِ وآفتراش المسوح والرماد”(اش58: 5). وهل تتعارضُ الأستقامة وأعمال المحبة والتواضع والتوبة مع أفراح الأحد أو العيد ؟.
صلاحية الكنيسة !
تحديدُ الصوم والبتُّ فيه من صلاحية الكنيسة. أكثر من أربعمائة سنة صام المسيحيون في الآحاد كما في بقية الأيام دون وازع ولا توبيخ ضمير وبعلم الكنيسة وبركتها. إذن لم يكن الصيام في الآحاد ممنوعا. ثم إنتشرت بدعة تُقَّبحُ يوم الأحد وتدعي أنه من أنجس أيام الأسبوع وفيه تتم نهاية العالم. وتحقيرا للأحد أمروا أتباعهم بالصيام يوم الأحد وإكثارِعلائِم الألم فيه والضيق. فردَّت الكنيسة عليهم وقررت أن تقاومها فتمنعَ المؤمنين الصيام يوم الأحد لحفظهم من شر تلك البدعة. كان ذلك في أوائل القرن الخامس الميلادي. وبعد فترة إنتهت البدعة وآختفت من الوجود. فعادت الكنيسة وسمحت لأبنائها من جديد أن يصوموا أيام الآحاد، إذا شاؤوا، شريطة أن يكون ذلك بروح العبادة والسمو في محبة الله وأعمال الفضيلة. لأنَّ ” الخيرَ يحُّلُ فعله كلَّ أيام الأسبوع ” (متى12:12).