أهلا وسهلا بالأخ ” طالب الحَّق ” !
كتبَ أخٌ تبَّنى هذا الإسمَ المستعار يقولُ : سمعتُ بأنَّ عوائل مسيحية تتساهلُ مع “السرقة ” عندما تحدُثُ بين أفرادِها بحُجّة أن محاسبتها تخلقُ مشاكلَ وتسَّببُ نتائجَ غير مرغوبٍ فيها. هذا من جهة. ومن أُخرى بحجَّة أنَّ لا أحدًا رأى المُشْتبَهَ به رؤية العين ليُثَّبتَ عليه الشَّكَ أو التهمة. وقد يستغِلُّ ” السارقُ” هذا الشعور ليتسَّتر على فعلته الشنيعة. وهذا يعني إستمرار الشر والخطيئة. ولا أحد يعرفُ عقبى السرقة إذا آنفضحت يومًا ما. وستنفضحُ شِئنا أم أبينا . فسأل: ما هو، في المسيحية، عقابُ السرقة ؟.
لا تســرقْ ؟ خر20: 15
السرقةُ غشٌّ وظلمٌ (أح19: 11-13)، لأنَّ السارق يعيشُ على أكتاف غيره، ويُنافقُ لأنَّه يتظاهرُ بالأستقامة والكد للعيش في حين هو يكتفي بتمويل ذاته بسلب الآخرين. وقد علَّم مار بولس و وَصَّى بأنَّ” من لا يعمل لا يأكل” (تس2: 3: 10). السرقة إساءةٌ الى الآخرين وهي بذلك ضد محبة القريب (رم13: 9-10). ومن أقرب من الأهل؟!!. ولكون السرقة ضد وصيَّةِ الله، فلا تُبَّررُها أيَّةُ حجَّة كانت. وقد أكد يسوع المسيح نفسُه على قداسة وصية الله وأهمية الألتزام بها، حيثُ شَدَّد على محبة الله والقريب. ونقل الأنجيليون الأربعة كلامَه لأهميته وضرورته (متى19: 18؛ مر10: 19؛ لو18: 20) لأنها وسيلة الوحدة مع الله و الآخرين (يو15: 9-10). فمن لا يحفظ الوصايا لا يحب الله، ومن لا يحب الله لا يخلُص (يو14: 21-24).
إنطلاقا من المحبة الأخوية وتنفيذًا لوصية الرب طلب بولس من التسالونيقيين : ” أُحرصوا على العيش الكريم عيشة هادئة وآنشغلوا بما يعنيكم و” آكسبوا رزقكم ” بعرق جبينكم كما أوصيتكم ” (1تس4: 9-11).
والعقــاب ؟
لم يعط المسيحُ غقابًا مُحَدّدًا تأديبًا للسارق. إكتفى بالتنبيه والى الألتزام بالوصية. مار بولس هو الذي إتَّخذ بعض الأجراءات ضد المخالفين للوصايا. فبالنسبة الى كسلان تسالونيقي وصَّى الجماعة بأن ” يراقبوه ويتجَنَّبوه ليخجل” فيبطل الكسل (2تس3: 14). أما بخصوص زاني جماعة كورنثية فطلب منهم مار بولس ألا يخالطوه، ” ولا تجلسوا معه للطعام ” (1 كور5: 9-11). والهدف هو تطهير الجماعة المؤمنة بالمسيح من خميرالفساد، لكي لا تهلك الروح بسبب شهوة الجسد وآنحرافاته. إنمَّا ليس الموقف قصاصًا، بل هو آجراءٌ يُحَسِّسُ المذنب بخطورة حاله ويدفعه الى التوبة وإصلاح سلوكه. لذا طلب بولس من الجماعة ألا تمارسَ العُنفَ ضد المخالفين بل مع الحزم المحَّبةَ والغفرانَ لتُعيدهم الى روح المسيح.
أما العقوبات المُحَدَّدة المعروفة والمستعملة فهي من تشريع الأنظمة المدنية ، وتتراوح بين السجن و بتر اليد، إضافةً الى إعادة الأموال المسروقة.