ܫܵܒܼܘ݁ܥܵܐ ܕ ܐܹܠܝܼܵܐ / ܨܠܝܼܒܼܵܐ سابوع إيليا / الصليب
تنتقلُ الدورة الطقسية، يوم الأحد، الى سابوع جديد هو : إيليا / الصليب. إنَّه يرمزُ الى قرب نهاية الحياة الزمنية: الفردية بالموت، والكونية الجماعية بمجيء المسيح الثاني في الآخرة وتجديد الكون . فتدعو الصلاة خلال هذه الفترة الى الأستعداد له بالسهر. وقد وصَّى الرَّب وقال:” إسهروا .. كونوا على أُهُّبةٍ، لأنَّ ابنَ الأنسان يأتي في ساعةٍ لا تتوَّقعونها “.
دُعيَ السابوع بآسم ” إيليا “، إشارةً الى الرسالة التي عُزيَت الى النبي إيليا في العهد القديم أنْ سيظهرُ قبل مجيءِ المسيح ليُمَّهدَ له الطريق:” ها أنا أُرسلُ إليكم إيليا النبي قبلَ أن يجيءَ يومُ الرَّبِ العظيم ” (ملاخي3: 23). وعن شخص إيليا قال :” كانت شريعةُ الحَّق في فمه و لا جورٌ في شفتيه. سار معي بالسلامِ والإستقامة وردَّ كثيرًا من الناس عن الأثم” (ملا2: 6) . لقد أدَّى يوحنا المعمدان تلك الرسالة قبل المجيء الأول (لو1: 16-17؛ متى11: 14) ، و تؤَّديها الكنيسة، برمز إيليا ومثاله، لأبنائِها وقبل مجيئه الثاني في نهاية العالم.
جاءَ المسيحُ وأعلن الحقيقة كلَّها، وأسَسَّ الكنيسة لتُبَّلغها الى كلِّ الأجيال. الكنيسة تحملُ تعاليمَه وتشهدُ لحياتِه وتُرشدُ الناس، مثل إيليا/ يوحنا، للسماع اليه. تكشفُ أعداءَه، تقاومُهم وتفضحُ تعاليمَهم المُضِّلة لئلا ينخدع بها المؤمنون به. لأنَّه سيسبق مجيءَ المسيح إنتشارُ الإلحادِ و الضلال، كما أشار اليه مار بولس :” لابُدَّ قبل ذلك (يوم الرب) أن يكون إرتدادٌ عن الدين، وأن يسود الكُفرُ ويظهرَ رجلُ المعصية، ابن الهلاك، والخصمُ الذي يُعادي كلَّ ما يحملُ اسمَ الله ” (2 تس2: 3-4).
تؤَّدي الكنيسة، في هذا السابوع دور كشف الحقيقة للناس، وترمزُ اليه بالتنبيه والتحذير، و التوجيهِ والتأكيد على أنْ لا نورَ غيرُ المسيح ولا خلاصَ بدون الصليب، ولاسيما أنَّ النصرَ الأخير والنهائي للمسيح ” المصلوب “, ولتعليمه ” النصرُ لآلهنا وللحمل!. هللويا. لآلهنا النصرُ والمجدُ و القدرةُ لأنَّ أحكامَهُ حقٌّ وعدلٌ” (رؤ7: 9؛ 19: 2). هذا النصرُ تحَقَّقَ على الصليب في قِمَّةِ الجلجلة. يستمِّرُ ويُسَجِّلُ إنتصارًا تلو الأنتصار، إلى أن ينسحقَ جميعُ الأعداءِ تحت أقدام المسيح (1كور15: 26-27)، فينتصبَ صليبُ المجد في كلِّ مكان. لهذا يتوَّسطُ عيدُ ارتفاع الصليب هذا السابوع. وعندئذٍ يتحَّول اسم السابوع من إيليا إلى ” صليوا وايليا “، وتدمجُ الصلاة بين الأنتصار والأستعداد له. لذا تستمِّرُ الصلاةُ فتدعو الى التوبة و الأستعداد مشيرةً الى الأنتصار اللاحق بأمجاد الصليب الظافر. تشَّجعُ الصلاة على الصمود وعلى التجَّرد في الفكر والروح داعيةً الى الأنصهار في المسيح المنتصر، مؤَّكدَةً أنَّ الغلبةَ على الشَّر ممكنة بقوَّة صليب المسيح الذي إنتصر وقال :” ليكن لكم فيَّ سلام. ستُعانون الشِدَّة في هذا العالم. لكن تشّجعوا ، أنا غلبتُ العالم ” (يو16: 33).
للعلم : مؤمنون كثيرون ورهبان كانوا يصومون خلال السابوع، مدة أربعين يومًا، بدءًا من الأحد الأول لأيليا والى الجمعة السابعة منه.