الأحد الأول لأيليا

هذا الأحد يسبقُ حتمًا عيد الصليب  ويُصَّلى دومًا قبله ( ملاحظة الأحد الماضي)

تتلى علينا اليوم القراءات :  اش31: 1-9 ؛ تث6: 20 – 7: 6 2تس1: 1-7  ؛ لو19: 1-10

القـراءة : اشعيا 31 : 1 – 9 :– يتظاهرُ اليهود بالحكمةِ في طلب النجدة من مصر وهذه تشَجِّعُهم. لكن اللهَ يُكَّذبُ الطرفين، ويدعو الى إِتّباع الحَّق.

القراءة البديلة : تثنية 6 : 20 – 7 : 6 :– تُذَّكرُ بخروج بني إسرائيل بمعجزة من مصر وكيف قادَ اللهُ مسيرَتهم في البرّية. إِنَّهم شعبُه الخاص، مُقَدَّسٌ إختارَه ليعكسَ صورةَ أعمالِه ويكونَ آيةً تُنيرُ الأُمم.

الرسالة : 2 تسالونيكي : 1 – 7 :– يمدح بولس إيمان التسالونيكيين ويُشَجِّعُهم على الثباتِ فيه. ويُؤَّكدُ أنَّ ضيقَهم الحالي سيؤولُ إلى راحةٍ وهناء.

الأنجيل : لوقا 19 : 1 – 10 :– يذكرُ لوقا مواقفَ يسوع الأنسانية النابعة من الحكمة والرحمة، منها دخولَهُ بيت زَكَّا العَّشار رغمَ آنتقادِ الشعب له.

 لِنَقْرَأْ كلامَ الله بشوقٍ وآهتمام

الصلاة الطقسية

عاش إيليا النبي شاهدًا للحَّق ومُحاربًا عنه. دعتْه قلتا :” مُحِّبًا صادقًا لسبيل الحَّق، قَبِلَ أُجرة محَّبة سَيِّدِه حياةً لا تبلى”. مدحت صومَه ودعت الى الأقتداءِ به. والحَّقُ سينجلي في يسوع وسيشهدُ إيليا ويخضعُ له مع موسى (متى17: 3). هذا الحَّق عرفته الكنيسة و ورثته لتشهدَ له وتُبَّلغه كلَّ الأجيال (أع1: 8؛ متى28: 19). و وضعت الكنيسة الكلدانية عبادتها ، هذه الفترة، وشهادتها تحت شُهرة إيليا وشفاعته. وعدو إيليا الذي حاول إعاقته عن جهاده للحق، وحارب الحَقَّ نفسَه مباشرة، لا يزالُ يُحاربُ جنودَ الحَّق وأعوانه. فرَكَّزت الصلاةُ على حربه الضروس ضدَّ أبناء الكنيسة، وعَلَّمت أبناء الحَّق كيف يُحاربونه. قال مار بطرس:” تيَّقظوا وآسهروا لأنَّ عدوكم ابليس يجولُ كالأسدِ الزائِر باحثًا عن فريسةٍ له”. إنما لا يقفُ في وجه المسيح. لذا أضاف بطرس:” اُثبتوا في إيمانكم وقاوموهُ” (1بط :  8).

قالت ترنيمة المجلس :” لأني أسجد لك وأعترفُ أنَّك ربّي وإلهي يحاربني العَدُّوُ وأتضايقُ بحروبِه. فبينما أطرده بقوَّة الصليب، يُهَّيجُ عليَّ افكاري وبها يُزعجني. وإذا آستمال فكري وجَرَّه من عندك نصبَ شِباكًا وصادني بها وربطني. وما أن أُسرعْتُ من جديد لآلتجيءَ إليك أسرعَ هو وأعاقني في الطريق المعاكس وأقلقني بحِيَلِه. ولهذا لا يُمكنُ بدونك أن يغلبَ التُرابيُّ الروحَ. يا رب ألتجيءُ إليك لكي بكَ أغلبَ أنا وينهزمَ هو. لا أحدٌ دعاكَ وحُرمَ من عون نعمتك، يا سَيِّدَ الكل : المجد لك “. وقال قانونا :” يا رب أسقطِ الشيطان بيمينك لأنَّه يُسكرُ بدون خمر ويُدَّنسُ بدون طين “. تُنَّبه الصلاة على صعوبة نيل طبيعة الأنسان الكمال لأنَّ ” الجسد والدم لا يقدران أن يرثا الحياة المزمعة ” (1كور17: 50)و لأنَّ” غريزةَ فكره على الشَّر من الأول. وكلَّما إشتهَتْ إرادتُه الصلاح جَرَّتهُ غريزتُه الى الشَّر”(شوباحا). لكنَّ    الصلاة حرَّضتْ المؤمنَ على عدم الأستسلام لليأس،” لا نقطع رجاءَنا في خلاص نفوسِنا”.  وأعطته مقابل الغريزة سِلاحًا أقوى و دواءًا لا داءَ بعدَه. إنَّه القربان المقدس الذي يُصَّفي كلَّ الحسابات ويضمنُ حياة المؤمن وخلاصَه، كما قالت ترنيمة التناول.         

الترانيم

1+ ترنيمة الرمش :” يتَطَّلعُ العَدُّوُ الى سوء الزمن الأخير القاسي لكي يُلقيَ شَبَكَتَه لصيدِ  

     الناس. وبالفخاخ التي زرعَها قديمًا لآدم بها أيضًا يحتالُ في الأخير ضِدَّ أولادِه. و          

     بمظهر الأمن يجلدُ العالم. وإِن إستطاعَ يُضِّلُ حتى المختارين. ولا فقط لا تَتِّمْ مشيئَتُه و          

     لكن لتبطلْ أيضًا سُلطتُه، وأمام الخلائق كلِّها ليُدَنْ بحكم رهيب، بكَ يا رب أنتَ الذي

     دُعيتَ آدمَ الثاني. فيخجلَ كلُّ الذين يتبعون إِثرَ المَكّار ويفتضحوا. هكذا تدينُ جميعَ

     الذين ينكرونَك. يا سَيِّدَ الكل، المجد لك “*.     

2+ ترنيمة السهرة :” تأملي يا نفسي وآفهمي الى كم شَّرٍ قادكِ العدُّوُ بوقاحتِه. إنَّه هو أبعدَك 

     وأخرجك من الفردوس. والآن أيضًا يُبادرُ ويُحاربُك بلا هوادة حتى يُرسِلَكِ فارغةً من

     مراحم كثيرة. ولهذا إبتعِدي من حِيَلِه الشِّريرة وآفعلي أعمالاً صالحة، وأنت تصرخين  

     الى المسيح : أنتَ أُستُرني تحت ظلِّ أكنافِ نعمتِك وآرحمني “*.

3+ ترنيمة الفجـر:” أيُّها المسيح مُجَّددَ كلِّ شيء أَنِرْ ذِهننا حتى بك نسجُدُ لكَ ولأبيكَ “*. 

4+ ترنيمة التناول :”  أيُّها الخطأَةُ إشتركوا في هذا السِّر، الذي تنالون منه حياتَكم وغفران

     خطاياكم. إنَّه لسِّرٌ عظيمٌ لأنَّ الحياةَ مطمورةٌ فيه، ويُعطي كلَّ الخيرات لمَن يطلُبُها منه.

     ِلنقترِبْ إليه بنقاوة القلب كي نتطَّهر به. وبه تتصَّفى أفكارُنا وتُشفى عيوبُنا. هللويا “*.   

التعليم   

السلاحُ الثاني الذي أعطته الصلاة هو الصلاة ليلا ونهارًا والألتجاء مباشرَةً الى السيد المسيح. علمَّته أن يطلب منه ” لا فقط ألا تتحَقَّقَ مشيئةُ ابليس (محاولاتُ تجاربه)، بل وأن يبطلَ سُلطانُه. فينال عند تجَّليك الخزيَ علنًا فيُفضَحَ ويُدَّمرَ أمام الملائكة والناس، و يخجلَ مثله من تبعَ خطواتِه”. وأضافت ترنيمة أخرى” يسوع ملكنا سَيِّدُ الكل بالصوم غلبَ الموت فحرَّر سَبْيَنا من يديه ونَصَّرَ طبيعتنا، وأعطانا سُلطانًا أن نغلبَه إِن شِئنا نحنُ أيضًا “. و رفعَتْ صلاةً تقول:”ربَّنا نجِّنا برحمتك من الشّرير وقوَّتِه، فنتقَّوى بعونك ونغلبَ الشيطان”.

في ترنيمة لمساء الأثنين قال المُصَّلي :” داود ابنُ يَسَّى دعاني بمزاميره وأيقَظني من النوم الواقع على أعضائي وقال لي : إِنهَضْ أيُّها النائم لماذا أنتَ تنام؟. إِنَّه في منتصفِ الليل تدخُلُ الرشوةُ على الحاكم. قُمْ. صَّلِ. وآطلُبْ. وتضَرَّعْ لعَّلَ ربَّكَ يقبلُ دموعَك. فهو يفتَحُ بابَه للتائبين ليلاً ونهارًا “. فالكتابُ المُقَّدس مصدرُ النور والعون. ومعرفتُه عونٌ وسِلاحٌ رهيب ضد طرق الضلال والفساد. إنَّه دروسٌ وعِبَر فلا نتجاهَلْه. فيه سجَّلَ اللهُ لنا تعليمَ الحياة. فلا يكُن بعيدًا منا ولا نكُن نحن غرباءَ عنه.

وآستعدادًا لمجيء المسيح وتأَّهُلاً للمشاركة في آستقبالِه دعت الصلاة المؤمن الى التوبة بالصلاة والدموع. الربُّ هو” طبيبُ جميع الأوجاع ومُخَّلصُ نفوسِنا ونبعُ المعونات “. وقد إقتنع المُصَّلي بالتوبة أنَّها الطريقُ الصائبة لآنتظار المسيح. فرفع صلاةً حارّة الى الرب قائلاً : ” يا رب. قبلَ أن يأتيَ السارقُ ويسرُقَ النفسَ من الجسد أَعطِني مجالاً كي أُرَّضيَكَ عن الشرور التي صنعتُها، وأجدَ الرحمةَ يومَ الدين “.