أهلا وسهلا بآلأخ بيتر حنا
قرأ آلأخ بيتر آلكتاب آلمقدس وآستوقفتْه عبارةُ ” مدة أربعين يومًا أوسنةً ” التي تتكرر في مجالات متعددة ومختلفة في آلحياة حتى تحَيَّرَ، خاصَّةً وأنه لم يفهم سببًا لذلك، ولا فسَّر أحدٌ مرةً لماذا هذا آلرقم بآلذات وليس غيره. ذكرَ عددًا منها وآستغنى عن عشراتٍ غيرها. قال: ” 40 يوم هطول مياه آلطوفان، 40 يوم بكى ابراهيم على موت سارة ويعقوب على فقدان إبنه يوسف، موسى ترك مصر في عمر 40 سنة، وعاد اليها بعد 40 سنة لينقذ شعبه، وبعد 40 سنة لما أتَّم مهمته هو مات وشعبه دخل أرض آلميعاد. كما صام ثلاث مراتٍ 40 يومًا على جبل سيناء مرتين اثناء كتابة آلوصايا وبينهما ثالثة للتشفع عند آلله فيغفر خطيئة شعبه. إسحق تزوج بعمر 40 سنة، عالي آلكاهن حكم 40 سنة، مثله داود وسليمان، يونان يهدد بسقوط نينوى بعد 40 يومًا من إعلانه، والشريعة تمنع جلد المجرم أكثر من 40 جلدة. أما في آلعهد الجديد فيسوغ قُدِّمَ للرب في يوم 40 لمولده، وصام 40 يوما مثل موسى وإيليا وصعد الى آلسماء 40 يومًا بعد آلقيامة. وحتى أولى معجزة آلرسل كانت شفاء كسيحٍ جاوز الـ 40 من عمره. فسأل :
1ـ ما هي آلدلالة آلروحية للرقم 40 في آلكتاب آلمقدس ؟
2ـ ماذا تعني الأيَّام : الثالث ، السابع، الأربعين السنة بآلنسبة للمؤمن آلمسيحي آلمتوفي ؟
الرقم أربعين
مع كل هذا آلكم من ذكر آلـ 40 إنما لم يذكر نصٌّ منها أو يُفسّر لماذا هذا آلرقم وليس غيره. مع أنه يرتبط بتقاليد وقضايا رياضياتية وعلمية وفلكية ولاسيَّم دينية. يبدو أن أصل إستعمال الرقم 40 يعودُ إلى جذرٍ ديني يرتقي إلى الدولة وآلديانة آلسومريتين. فالرقم 40 Enki أصبح مُرادفًا لشخص آلشفيع آلألهي لمدينة أور. وهو يتكون من كلمتين : En وتعني السيد ، الرب Lord ، و Ki أي آلأرض ، وعنت مجتمعتين” سيد آلأرض”. ويُعتبر هذا آلسيد إلهَ آلقِوى آلكونية وآلماء وآلعقل وآلخلق. وآنتشرت عبادته بين آلنهرينيين وآلكنعانيين وآلحِثّيين وغيرهم من آلأُمم. أُعطِيَ آلأسمُ ” أنكى” بآلأصل إلى معبد آلإله في أريدو. وفي آلألف الثاني قبل آلميلاد أُشيرَ إلى إله آلمدينة بآلرقم 40. وآلله هو مبدئيًا “الكامل”Perfect فأصبح بآلتالي الرقم 40 نصف كامل Semiperfect ، وبآلنتيجة إرتبط بآلإلهيات.
وآلإنسان يُعتبر نصف أو شبه كامل عندما يكون ” كهلاً” أي بين الثلاثين وآلخمسين من عمره. وهكذا يحتاج آلإنسان إلى 40 سنة ليبلغ شبه كامل أو جيلاً إنسانيًا، وبآلنتيجة أصبح آلجيل آلواحد يقدر بـ 40 سنة. فموسى إكتمل في آلأربعين من عمره وأصبح يفكر في شعبه آلمظلوم وآنهزم أمام خطر موته. وبعد 40 سنة إكتمل في جيل جديد وأرسله الله ليُنقذ شعبَه من ظلمه. وفي جيل ثالث إكتملت آلمهمة وكوَّن شعبَه وهيَّأَه لأرض آلميعاد، ثم مات هو و دخل شعبه أرض آلميعاد. وكلُّ ذلك بتوجيه آلله وبآلمساعدة آلإلهية على ذلك. فحياة آلأنسان وعمله مرتبطان بآلله آلخالق. ولا يكتملُ آلإنسان إلاّ بآلله.
ويسوع آلمسيح، مُرسَل آلله مثل موسى (تث18: 15-19) يُقَدَّم للرب لكونه آلبكر فاتح
الرحم يوم 40 لولادته، ويصوم 40 يومًا و40 ليلة مثل موسى قبل بدء كرازته، ومات وعمرُه يُقاربُ آلأربعين {{ لأن ولادته آلحقيقية تسبق آلتاريخ آلميلادي آلحالي أقَّله بخمسة أو ستة سنين تُضاف إليها 33 سنة من آلتقويم آلحالي }}. لقد آكتملت مهمته فمات وقام، و بعد 40 يومًا عاد إلى آلآب آاسماوي. دارت حياتُه كلُّها وأعمالُه في حلقة آلله. كانت كاملة.
..وآلأيّام : الثالث وآلسابع و..و., !
أمَّا هذه آلأيام فهي مرتبظة بآلصلاة والعزاء على آلموتى. وتتبع عادات آلشعوب وتقاليدها أو آلمناظق آلمتجاورة. أليوم آلوحيد ـ الثالث ـ هو من آلتقليد آلمسيحي ومن تنظيم آلكنيسة. أُسوةً بألم آلمسيح وحزن أمِّه وتلاميذه عليه خلال ثلاثة أيام غير كاملة. حزنت مريم من بعد صلب آبنها يوم آلجمعة وإلى صباح آلأحد عند قيامة يسوع. مثلها آلرسل ومعها تألموا ثم تعَزَّوا بقيامته وفرحوا. عليه نظمت آلكنيسة آلعزاء خلال ثلاثة أيام فقط فيها تُقام آلصلوات ـ في آلكنيسة وفي بيت آلمُتَوَّفي ـ لراحته ولعزاء ذويه وأقربائِه.
أمَّا آليوم آلسابع فشمل بعض آلمناطق لأسباب بشرية محضة لا علاقة لها بآلأيمان. لم يُذكر ذلك في آلكتاب إلاَّ مرةًّ واحدة عندما ” أقام يوسف لأبيه مناحةً سبعةَ أيام ” (تك50: 10) ، بينما ” بكى عليه آلمصريون سبعين يومًا ” (تك50: 3).
أمَّا يوم آلأربعين قد يكون إختصارًا لأربعين يومًا إِقتضَت لتحنيط يعقوب (تك50: 3)، أو تقليدًا مارسه آلروس وآلبلغاريون وآلصربيون إِذ كانوا يعتقدون بأن أرواح آلموتى لا تنتقل حالاً للأبدية بل تحول حول قبرها مدة اربعين يومًا ثم تحضرأمام آلله. ربما كان ذلك عقيدة شعبية ورثوها عن أجدادهم آلوثنيين. فأرتأت كنائسُ تلك آلبلدان أن تُرافقها من جديد في يوم ألأربعين بآلصلاة وهي في طريقها إلى محكمة آلله. وفي فيلبين أيضًا آمن آلمسيحيون أن آلروح تبقى بعد آلموت تتجول في آلفضاء مدة أربعين يومًا ثم تدخل آلأبدية. وبرروا ذلك بحدث يسوع الذي صعد إلى آلسماء بعد أربعين يومًا من آلقيامة، كأنه كان يستعد لذلك، كما يكتمل آلأنسان في عمر آلأربعين. فيقضي جيلا في أفراح آلأرض قبل آلإنتقال إلى أفراح آلسماء. اربعون يومًا مقابل أربعين سنة قضاها على آلأرض، يوم واحد بسنة، بعكس بني اسرائيل الذين قضوا أربعين سنة في آلبرّية عقابًا على خيانة آلشعب وآلتآمر على موسى بعد تقرير آلجواسيس آلذين إكتشفوا أرض آلميعاد خلال أربعين يومًا وخذلوالشعب (عدد 14 : 30-34).
للهنود مراسيم صلاة في أربعين آلميِّت وتُدعى “جاليزا” أي “جِلّلِيّى ـ جل=40″. أمَّا آلبوذيون فعندما يجتمعون لمناقشة ” التأمُلات” كان آلمسؤول يُعِدُّ 40 مادة للتامل فيها. واليهود كانوا يشترطون على طالب دراسة ” القَّبالة ” أن يكون عمره 40 سنة.
بخصوص آلسنة، ساد في شمال أوربا وآلبلاد آلإسكندنافية خاصّةً أن أرواح آلموتى تعود كلَّ سنة في بداية تشرين آلثاني لزيارة مساكنها ومشاهدة آلأحياء، فصاروا كل سنة يحتفلون بذلك اليوم ويتركون أنوار ألبيت مضاءَةً ويضعون الفواكه وآلحلويات في آلمطبخ لتؤكل. و قد حَوَّلتها آلكنيسة آللاتينية إلى احتفال بعيد جميع آلقدّيسين في 1/ 11 ، وإلى آلصلاة من أجل جميع آلموتى في 2/ 11. وصارت بعض آلكنائس تقيم آلصلاة من أجل آلميت بمناسبة مرور سنة أو أربعين يومًا على وفاته. قد تنفعُه. لكن على آلأكثر يفتخر بها ذووه.