الشارات وآلملابس آلكهنوتية

أهلا وسهلا بآلأخ سعد توما

كتب آلأخ سعد يقول :” سؤالي يدور في ذهن أكثر آلناس :-

1-      لماذا يلبس آلبطريرك وآلأسقف التاجَ وآلملابسَ آلمُطَرَّزة وآلصليب وآلصولجان ؟

2-      ولماذا تُترَك أو تُهملُ تقريبًا في آلقداديس إلاّ آلقليل ؟

3-      من أين جاءَت كلمةُ ” سَيِّدْنا ” ؟ وهل توجدُ كلمةٌ بديلةٌ أكثر تعبيرًا ؟

الكهنوت وآلخدمة آلألهية !

يجعلُ آلكهنوتُ صاحبَهُ مُكَرَّسًا لله، شخصًا وخدمةً. الله هو آلسيِّدُ آلرب آلقدير وآلقدوس. و يطلبُ آلله من خُدّامه ألقداسةَ وآلبرَّ ويُبرزُ خدمتَه بمظهر يليقُ بمقامه. وآلمسيحيةُ تبَّنت من آلكتاب آلمقدس ما فعله آليهود. فنقرأُ في آلكتاب عن تقديس أو تكريس رجل آلله آلمتوَّشح بآلكهنوت ، وعن ما يستعمله من آلثياب أو آلشارات آلخاصّة،” للكرامةِ وآلجلال”، وتحديدًا عند أداء آلخدمة، مصنوعة من مواد ثمينة ومطرَّزة تبرزُ مجدَ خالقها، وهي : آلصدرة و آلأُفود وآلجبة وآلقميص وآلحزام وآلعمامة وآلتاج (خر28: 1-43 ؛ 29: 1-9 ).

التاج للرئاسة كما يستعمله آلملوك. آلملابس آلخاصّة لكرامة آلخدمة. آلصولجان هو” عصا آلرعاية وآلسيادة “. سلَّمه آلله بيد موسى ليُحَرِّرَ آلشعبَ من عبوديته ومعاناته بما يجريه به من معجزات، علامةَ عمل آلله من خلال آلكهنوت وآلسلطة آلمدنية (خر4: 1-9 و17-20 و 29-31). وأيضًا للتأديب لأنَّ ” من يُحبه آلله يُؤَّدبُه … بعصا من حديد”(رؤ3: 19؛ 12: 5 ؛19: 2؛ عب12: 6). فآلقائد يفحصُ آلأكباد وآلقلوب.. ويدعو إلى آلتوبة.. ويعاقب آلمتمَرِّد

(رؤ2: 20-23). ومَيَّزَ آلمسيحُ آلرسلَ آلأساقفة بآلسلطة وآلرئاسة آلأيمانية، وعلامنها آلتاج وآلصولجان.  

حمل آلصليب !

أمَّا آلصليب فهو آلة آلخلاص به نوسم وننال كل بركة سماوية. قال عنه مار بولس:” صُلِبَ إنسانُنا آلعتيق مع آلمسيح ليزول سلطان آلخطيئة في جسدنا “(رم6: 6 ؛غل2: 20)، و” أنا لا أفتخرُ إلآّ بصليب ربِّنا يسوع آلمسيح..”(غل6: 14). فأصبحَ آلصليبُ علامة آلأتنماء إلى آلمسيح. إستعمله آلمسيحيون آلمُضطَهَدون للتَّعرُف بينهم دون أن يكتشفَهم أعداؤُهم. فكانوا يرسمون على آلتراب إشارة آلصليب للتعريف بهويتهم. وبعدما توَّقُف آلإضطهاد بدأوا يعَّلقونه على صدرهم بركةً وحمايةً من آلسوء وتذكيرًا بمبادِئهم آلمنافية لبعض أخلاق آلعالم فيتجنبونها، لأنَّهم كما قال بولس، ” مصلوبون بآلنسبة إلى آلعالم، وآلعالم مصلوبٌ بآلنسبة إليهم “، فيحذرون آلعودة إلى ما قبل آلصليب.

تحوَّل الصليب، عند لبسه آلعلني بعد ذلك، وصار إشارةً إلى درجةٍ إكليريكيةٍ مُحَدَّدة في آلكنيسة، إلى آلأسقفية. أول ذكر لأسقف حمل آلصليب على صدره هو للبابا هيلاريوس سنة 461م. وسنة 811م أرسلَ آلأمبراطور آلبيزنطي نيقافوروس صليبًا من ذهب للبابا ليون آلثالث. وأصبح حمل آلصليب، في آلكنيسة آلكاثوليكية في نهاية آلقرون آلوسطى.، من إختصاص آلأساقفة : البابا و آلكرادلة وآلبطاركة وآلأساقفة وأيضًا الرؤساءُ آلعّامون للرهبنات حتى آلنسائية. فآلبابا بيوس آلخامس(1566-1572م) فرض على آلفئات آلمذكورة حمل آلصليب آلعلني على آلصدر في آلطقسي آللا تيني للغرب، كان مع آلزيِّ آلكهنوتي آلمدني أو أثناء آحتفالاتٍ دينية طقسية. ثم شملَ أمثالهم آلكاثوليك في آلشرق. في حين شمل حمل آلصليب آلكهنة أيضًا في آلكنائس آلبيزنطية للكاثوليك و آلأرثذوكس. أما آلأرثذوكس غير آلبيزنطيين فحملوا مدالية آلمسيح أو آلعذراء عوض آلصليب. بآلنسبة إلى آلأنجليكان فأول أسقف بدأ يحمل آلصليب هو أدور كينج (1885-1910م).

قلة إستعمال آلشارات !    

لاحظ آلسائلُ آلكريم فرقًا في آلأزياء وآلشارات آلكهنوتية بين آلأعياد وآلأيّام آلإعتيادية. يعود ذلك إلى إظهار إعطاء أهمية خاصّة للأعياد أو لمناسبات مُعَّينة أكثر حتى من آلآحاد، وذلك حسب متطلبات آلطقس أو رغبةً من آلراعي لجلب إنتباه آلمؤمن ولإنعاش آلتعليم الخاص بها في نفسه. فإقامةُ آلقداس إلزاميٌّ كل أحد وعيد وتذكار. ومبدئيًا يُحتفل به بأزياء خاصة مع آلتاج وآلصولجان لتبرز خصوصية آلعيد وأهميَّتَه. أما آلأيام آلعادية فليس لا آلراعي ولآ آلمؤمن مُلزَمًا بآلقداس. ما يجري هو عبادة مقدسة وصلاةٌ متواصلة كما قال آلرب. ومن جهةٍ أخرى لا يسمح آلظرفُ آلحالي للحياة آلإجتماعية بإقامة إحتفالات يومية مُسهبة ومُتمَّيزة. أمَّا بآلنسبة للآحاد فيعود آلأمرُ إلى سينودس أساقفة كل كنيسة أن ينظمَ شؤونها آلخاصَّة ويُوَّجهَ آلخدمة بآلشكل : آلمُرضي لمجد آلله ، وآلبنّاء لحياة آلأيمان.

لقب ” سَيِّـدْنا  !

أصلُ آلعبارة كلمةٌ كلدانية هي” ܡܵܪܝ مار= سَيِّدي، يقولها آلمؤمن آلفرد للأسقف، وܡܵܪܲܢ مارَنْ = سَيِّدُنا ، ( بالجمع) تُطلقها آلرعية على رئيسها. ولا يزالُ آلأكليروس يُخاطب آلأساقفة بكلمة ” مار”. إنَّه آللقب ” آلإداري”. أمَّا آللقب آلإيماني فكانوا يستعملون كلمة  ” ܐܲܒܼܘܼܢ = أَبـانا ” ويُضيفون إليها ” مار” فتُصبح ” ܐܒܘܢ ܡܪܝ = آوون مار” أي ” أبانا سيدي”، كما لا زلنا نرتلها في عيد آلسعانين :” ܐܲܒܼܘܼܢ ܙܲܗܝܵܐ ܘܩܲܕܝܼܼܫܵܐ : ܡܵܪܝ … ܡܫܲܒܚܵܐ . أبانا آلطاهر وآلقدّيس: سيدي … ألجليل”. فكلمة مار في آلمخاطبة أصبحت عامة وروتينية . أمَّا في آلمخاطبات آلرسمية فيكتبون :” مارَن مْعليا .. ܡܵܪܲܢ ܡܥܲܠܝܵܐ … سيِّدَنا السامي الوقار “.  

وتُعرَفُ جماعةٌ (او عشيرة ) كلدانية بلقب ” أبونا ” ، لأنَّ بطاركة عديدين إنتموا إلى نفس آلعائلة ونالوا سُدَّةَ آلبطريركية وراثيًا ، فهم “عائلة آلبطاركة ܒܹܝܬܼ ܐܲܒܼܘܼܢ البيت آلأبوي”.

وكلمة ” ابونا ” التي نطلقها آليوم على آلكهنة فقط هي بآلتأكيد أكثر تعبيرًا من غيرها لأنَّها أقربُ إلى مكانة الراعي وعمله ، الذي تبَّناه الرب يسوع ” أنا الراعي آلصالح” والذي يليق بآلله الذي دعاه وندعوه” أبانا الذي في السماوات … وراعيًا خرج في طلبنا “. وقد كرَّم آلله آلأبوين” أكرم أباك وأمك”، وشبَّه عمل آلكاهن بعمل آلله في فعل آلخير وآلإهتمام بآلرعية (متى7: 9-12). وقد دعا البابا آلقديس يوحنا بولس آلثاني آلأسقف بِـ” الأب وآلراعي”.