أهلا وسهلا بنجـاد بـوداغ.
طرحَ الأخ { أو الأخت ؟} نجاد ســؤالين :
1- هل من الواجب أخـذُ القـربــان كل أحــد ؟
2- هل لعبُ المكـائن أى القمـار حلال أم حرام ؟
التنـاول كل أحـد !
لمَّا أسسَ يسوع سرَّ القربان المقَّدس قال لتلاميذه ” خذوا كلوا منه كلكم ..و.. خـذوا وآشربوا منه كلكم ..”. ثم أضافَ ” إصنعوا هذا لذكري ” (لو22: 19-20). وفي معرض كلامه عن تأسيس القربان، بماذا يُخبر، وكيفَ يجبُ أخذُه يقول ماربولس لأهل كورنثية ” متى آجتمعتم لتناول العشاء “(1كور11: 26-33)، أى عشاء الرب أو كسرالخبزكما سَّماه الرسل (أع2: 42-46؛ 20: 7) وهو سر القربان المقدس. ويتحَّدثُ عمن يأكلُ خبزَالرب ويشرب دمه ولمْ يكن أهلاً لهما، أو لا يعتبرُهما جسد الرب. كان التناول في القداس أمرًا إعتياديا. و الكنيسة أمرتْ لاحقًا بأنَّ كلَّ من لا يتناولُ، عن عدم إستعداد أو بمنع ٍ رسمي، بأنْ يُغادرَالكنيسة بعد رتبةِ الكلام. وكانت هذه التعليمات تُرَّتلُ في القداس الكلداني الى قبل عقود. بل ظلت بعضُ الرعايا تستعملُها كصلاة الى يومنا، وهي:” ܡܲܢ ܕܠܵܐ ܢܶܣܸܒܼ ܠܹܗ ܢܹܐܙܲܠ. أى : من لا يتناوله ليذهبْ “.
السببُ في ذلك هو أنَّ القداس وليمة الرب ، عشاؤُه الذي يُقَّدمُه لأتباعِهِ. فيه يتذكرون آلامَه و موته وقيامتَه. وذبيحتُه على الصليب كانت عربون حُّبِه لهم وآهتمامِه بنجاتِهم. يُقَّدمُ لهم جسدَه ليتغذوا منه ويحيوا بفكرهِ و روحِه ، في الحب والبذل والصمود. وقيامتُه كانت عربون الإنتصار وضمان الحياةِ الأبدية. وقد حَّذرَ مِن أنَّ مَن لا يتناولُ جسدَه ودمهَ لا حياةَ له :” إذا لمْ تأكلوا جسدَ آبن الإنسان وتشربوا دمَه فلن تكون فيكم الحياة “(يو6: 53). فلهذا إعتبرت الكنيسة التناولَ ، منذ البدء وبآستمرار، جزءًا أساسيا من القداس. وإذا قلنا ” جزءًا أساسيا” فهذا يعني أنَّ القداس بدون تناول ” ناقص”. ولهذا تدعو الكنيسة كل المؤمنين الحاضرين في القداس ، كان ذلك يومَ الأحد او يوما آخر، الى التناول ، فيقولُ الكاهن :” لتكتمل معَنا جميعًا نعمة ربنا يسوع المسيح برحمة “. يرُّدُ الشماس :” الى الأبد: آمين. يا إخوتي تقول الكنيسة خـذوا جسد الأبن وآشربوا دمه بإيمان في الملكوت “. وحتى تُسَّهلَ التناولَ على الحاضرين تُـسَّبقُه برتبة التوبة لتُهَّيئَهم لذلك. وهي المناداة والطلبات التي يُعلنها الشماس ويرُّدُ عليه الحضور ” يا رب إغفِـرْ خطايانا وزّلاتِنا “.
القمــار ، حلالٌ أم حــرام ؟
مكائن اللعبِ في المحلات أو المطاعِم ، هل هي تسلية ٌأم عزلُ الفرد ودغدغةُ آمالِه بالأقتناءِ السريع والسهل؟. إنها تغذية الطمعِ وإبعادُ المرء عن العمل الكريم والشريف لتوفير حاجات الحياة المنزلية اليومية. فاللعبُ محاولةُ سرقةِ الآخر أو السقوطُ في حفرةِ اللصوص الذين لا يرحمون ويحاولون سرقة حتى ملابسك الداخلية. حتى الذين تُحالفُهم مرَّةً ضربة حظ لا تُصَّدَق لا يتأخرون عن دفع ثمن أبهظ وأغلى. بالإضافةِ الى الأصابة بمرض الأدمان على اللعب والأضطرار الى إستدانةِ الأموال وأخذ قروض جديدة لدفع الديونِ ورباها!!. وعلاوة ً على فقدان السمعة في المجتمع والشعور بالنقص. وأتعسُ من ذلك هو أن البعضَ لم يتراجع حتى أمام السرقة لحفظ ماءِ وجهِه ، ناسيا أنه يُسخمن بذلك وجهه بشكل أتعس!.
مَن يتَّصرفُ هكذا ، كيفَ ومِن أين يجدُ المالَ ليصرفَه على عائلتِه وأولادِه؟. وماذا يفعلُ عندما لا يجدُ رأسَ الشهر ما يدفع به إيجارَ الشّقة وبقية الديون وتأتي الشرطة لتفصِله عن عائلتِه وتُحَّرمَ عليه رؤية أولادِه ؟. هل هذا أمرٌ يقبلُه الله وأيُّ إنسان صاحب ضمير؟. هل يحّلُ للمرءِ أن يعبُدَ شهوتَه في اللعبِ ويتابعَ نزوتَه ويخسَر أموالَه ، وأن يتضَّورَ جوعًا الذين كان يجبُ عليه أن يوَّفرَ لهم الطعام والملبس ؟. هل يوجدُ دينٌ يُحَّللُ هذا ؟. هل توجَدُ شريعةٌ لا تُحَّرمُهُ ؟. إنَّ المؤمنَ مقتنعٌ بأنه بعرَقِ جبينِه يأكلُ خبزَه (تك3: 19).
لهذا قال مار بولس :” إذا كان أحدٌ لا يريدُ أن يعملَ فليس له أن يأكلَ ” (2تس3: 10). لأنَّ لاعبي القمار ينتهي بهم المطاف الى الكسل والبطالة ثمَّ الى طلب المعونات ليعيشوا على حساب الآخرين.
وإذا كانَ لاعبُ القمار صاحبَ ملايين فهل يحُّقُ له أن يُبَّذرَها ويهدُرَها وهناك ملايين الناس يتضَّوَرون جوعًا؟. وهناك آلافُ المشاريع الخيرية والنفعية متوقفة ولا تتحَّققُ بسبب نقص رؤوس الأموال، ومكائنُ اللعب تُضيفُ، يوما بعد آخر، ملايين جديدة لمن هو أصلاً متخومٌ بالمليارات ، ومتقاعسٌ عن أي عمل يبني الأنسانية؟. هل سمعتم يومًا أن مكينة للعبِ أفلست فخسرتْ؟. هل سمعتم عمرَكم أن لاعبي القمار إشتهروا بعمل صالح؟. والرسول يقول بأنَّ الله قد “خلقنا في المسيح يسوع للأعمال الصالحة ..” (أف2: 10)، لأنها تؤولُ الى مجـدِه والى إفحام جهالةِ الأغبياء (1بط2: 12-15).
لعبُ المكائن إذن قمـارٌ. والقمـارُ حـرامٌ × حرام × حرام !!!