أهلا وسهلا بالأخت نورا وليد يوسف.
سألت الأخت نورا ما يلي :
هل كنيستنا الكاثوليكية تمنع منح القربان للأشخاص من الطوائف الأخرى ؟
هل الكاثوليكي وحده يحقُ له تناول القربان في الكنيسة الكاثوليكية ؟ لمــاذا ؟
المنع من التناول !
إنَّ المنع من التناول في كنيسة مختلفة ، إيمانيًا ، ليس ميزة كنيسة معَّينة. بل هو نتيجة حتمية للأيمان الذي تحمله كلُ كنيسة عن المسيح وللتعليم الذي تؤمنُ به. المسيحية ليست فقط “< الأيمان بالمسيح >”، بل يجب أن تتعَّداه الى تطبيق كلام المسيح. وقد يفهمُ المسيحَ وتعليمَه كلُ فريقٍ بشكل مختلف. ولكن شركةَ الأيمان تبدو عند الخضوع للرئيس الأعلى للكنيسة ، الذي وعده المسيح بالعصمة عن الخطأ. أعلن يسوع لبطرس، ولخلفائِه من بعدِه ، أن ما يربطه أو يحُّله على الأرض يكون مربوطا أو محلولا في السماء (متى16: 19). و لما وقع خلافٌ بين الرسل حول ختانة الوثنيين المهتدين الى المسيحية، بطرس هو الذي حلَّ الخلاف مذكرًا إياهم بتعليم الرب ” تعرفون أن الله اختارني من بينكم منذ الأيام الأُوَل ليسمع الوثنيون من فمي كلام البشارة ويؤمنوا “(أع15: 7).
والسبب الرئيسي لانقسام الكنيسة عدم السماع لتعليم بطرس وخلفائِه. مع أنَّ كلامَ المسيح صريحٌ و واضحٌ :” من سمع منكم سمع مني. ومن أعرضَ عنكم أعرَضَ عني”(لو10: 16 ). وهكذا كل مجموعة خرجت عن طاعة رئيس الكنيسة أُعتبرت خاطئة لا تشترك بالأيمان الواحد. وفي هذه الحالة لا يمكن المشاركة معا في الأسرار التي حافظ عليها المنشَّقون عن الكنيسة. وإذا لم تتم المشاركة معا في إقامة الأسرارـ بين الكنيسة الكاثوليكية وطائفة أخرى غير كاثوليكية ـ كيف يمكن التناول في كنيسة أنا لا أقبلها ولا أومن أنها تخضع للمسيح؟. من هذا المنطلق لا يتناول المؤمن عادة خارجَ كنيسته الخاصة. وليس المؤمنون يقررون ما هو الصحيح وما هو الخطأ. الرئاسة الكنسية هي التي تقرر وتعلن ذلك بآسم المسيح. لأن المسيح لم يخَّول كلَّ مؤمن إعلان الحقيقة وتصحيح الخطأ. بل خصَّ ذلك بطرس رئيس الكنيسة وحده ، قائلا له أمام بقية الرسل:” إرعَ خرافي…إرع نعاجي.. أرع حملاني” (يو 21: 15-18). وسبقَ أن كلَّفه بتثبيت إخوتِه الشاكين فيه (لو22: 32).
لمن يحق التناول في الكنيسة الكاثوليكية ؟
الكنيسة الكاثوليكية تدعو كل الكنائس/الطوائف الى الالتفاف حول رئيس الكنيسة. وإلى أن تكتمل الوحدة لا تشَّجعُ الكنيسة الكاثوليكية أن يتصَّرفَ المؤمنون كل واحد على هواه. بل تدعوهم الى التقَّيد كل واحد بنظام كنيسته. و لا تشجَّعُ مؤمنيها الكاثوليك على التناول في الكنائس غير الكاثوليكية إلا عند عدم وجود كنيسة كاثوليكية، من أى طقس كانت ، في المنطقة. كما لا تمنعُ المؤمنين غير الكاثوليك ، من أية طائفةٍ كانوا، أن يتناولوا في كنيستنا الكاثوليكية إذا حضروا فيها القداس. لكنها لا تريد أن تتحَّدى الكنائس غير الكاثوليكية و توظف أعضاءَ منها في مسؤوليات كاثوليكية. لا تريد أن تسمح للفوضى فتضربَ أطنابَها بين المؤمنين. تطلبُ من الجميع أن يتحَّلى بالأيمان والمحبة ، أن يصلي من كل قلبه لأجل وحدة الكنيسة وألا يتعاملَ مع الآخرين إلا بالاحترام والمودة والصبر.