أهلا وسهلا بالأخ فادي عـزيز.
طلبَ الأخ فادي ما هو رأيي في التكلم بالألسنة وسأل :
1+ هل هو أدنى مواهب الروح ؟
2+ هل يفيدُ اليوم وقد إنتشرَ الأنجيلُ ، وبكل اللغات ؟
3+ هل تحتاج الى ترجمة أم إنها تفيد من يتحَّدث بألسنة ؟
ويتلقى من الروح التحدث بمختلفِ اللغات !
ما دام التكلُمُ باللغات يحدثُ بقوة الروح القدس نفسه فلا مجالَ إذن للتحدث عن موهبة أدنى أو أرفع. كل موهبة هي فعلُ تجَّلٍ للروح القدس نفسه ، ولمنفعة الخير العام (1كور12: 7). يقول مار بولس أنه يفَّضل قول خمس كلمات من عنده على عشرة آلاف كلمة بلغة (1كور 14: 19). إنما يحَّددُ عندما يكون في الكنيسة يُعَّلم ويُبَّلغ البشارة. لأنَّ التكلم بلغات لا يعلم الناس بل يستعمل للحديث الى الله. :” حَّدثوا أنفسكم وكلموا الله ” يقول بولس للمتحدثين بلغات (1كور14: 28). فلا مجال للمقارنة بين مواهب الروح ، وكم بالأحرى لا للمفاضلة بينها. لكل موهبةٍ هدفٌ ومجالُ فعلٍ في نفوس الناس. وإذا قال بولس بأنَّ ” المنبيءَ أفضلُ من المتكلم بلغات”(1كور14: 5) فلأنه يهتم بولس ببناء الكنيسة أي نموها الثقافي والروحي ، وليس هذا من مجال اللغات. يقول ” فمن يُنبيءُ يكلمُ الناس بكلام يبني ويعظ ويُعَّزي. الذي يتكلم بألسنة يبني نفسه{ لأن لا أحد يفهمه }. أما الذي ينبيءُ فيبني الكنيسة { لأنَّ الحاضرين يفهمونه} “(1كور14: 4-5). ينظر بولس الى المواهب من زاوية بناء كنيسة بشكل عام لا بشكل فردي.
مدى فائدة التكلم بلغات اليوم ؟
هذا أمرٌ ليس للكنيسة أن تقرره. ولا لأي فرد. أولا لا يهدف التكلم بلغات التبشيرَ ولا شرحَ كلام الله. بل هو أقرب الى نوع من العبادة. فبولس يتكلم بلغات أكثر من غيره لكنه لا يستعمله في البشارة أو الوعظ ، أي في الأجتماعات العامة(1كور14: 18-19). ثانيا المهم هو الروح القدس الذي يختار لمن يمنح موهبة التكلم بلغات ، ولماذا يهبها له ، ومتى وأين. نحن نكتشف الموهبة إذا أعطاها لأحد ، ويستعملها بارشاد الروح لتقوية الأيمان أو للتأثير على البعض بفتح آفاقهم الروحية للأرتفاع نحو الله. ولهذا حدثَ في العقود الأخيرة وتكلم البعض بقوة الروح بلغات لم يفهم منها الحاضرون شيئا لآنها جرت وكانه في رؤيا يتحدث الى غريب أو الى الروح نفسِه. في كل الأحوال لا علاقة للغات لا بالتبشير ولا بتفسير الكتاب. ولهذا فضل بولس أن يتكلم خمس كلمات بعلمه ومعرفته يغذي بها ايمان سامعيه من أن يلفظ عشرة آلاف كلمة بقوة الروح القدس ولكن لا يفهمها أحد فلا تنفع السامعين. هذا ما حدث في حياة يسوع مرة. عندما قال :” يا أبتِ مجِّدْ اسمَكَ” وردَّ الروح ـ الآب ـ….” ، قال الحاضرون ” هذا دوّيُ رعدٍ” (يو12: 29). لم يفهم غير يسوع. وترجمه يسوع للرسل.
ترجمة الكلام بلغات !
قد لا يفهم أحيانا من ينطق الروح فيهم. عندئذ يحتاجون الى خبرة من سبقهم في هذا المضمار ويفهم لغة الروح وإيحاءاتِه. وكم بالحري لا يفهمها من لا يتكلمها. ولهذا خيَّرَ بولس المتكلمين بلغات في آجتماع عام بين أمرين : إما يُترجمون للحاضرين ما حدث بينهم وبين الروح من حديث. وإما يسكتون ويختلون في داخلهم مع الله ، ويدمدمون بينهم وبين أنفسهم فلا يزعجون الجماعة ، ما داموا لا يقدرون أن يبنوها. التكلم بلغة يرفع بالتأكيد معنويات المؤمن الروحية. وإذا كان الروح يمنح تلك الطاقة فهي تنفع بشكل أو آخر. يبقى على الناطق بلغات أن يُدرك ما يريده الروح ويتقيد بذلك.