أهلا وسهلا بالأخت الشماسة برناديت هما
سمعت الأخت برناديت بأعياد وتذكارات لا تحتفل بها الكنيسة الكلدانية. ولمَّا أرادت ان تعرف سبب ذلك فكتبت تسألُ موقع ربن بيا :” .. لأجل ان نفهم أكثر، لأنَّ مناسباتٍ كثيرة
أو تذكارات تمُرُّ علينا وعلى المقيمين في أوربا تتصادم مع الوقت والزمن… مثل يوم الموتى وغيرها ” ثمَّ تساءلت :”
1@ أ لسنا نحن كلدان كاثوليك ؟
2@ هل لنا تقـويمان ؟
3@ أ لسنا تابعين لروما ؟
4@ من يُنَّظمُ التقويم “؟.
¨ما هو التذكار ؟
تذكرُ الكنيسةُ مسيحيًّا برز بين إخوته المؤمنين بسيرته ونشاطه الأيماني فأعلنته ” قدّيسًا “، ورفعَتهُ نموذَجًا ليقتدي به الآخرون، لأنَّ الله رضيَ عن حياتِه وأشركه معه في راحتِه و مجدِه الأبدي، وبيَّنَ ذلك بإجراء معجزاتٍ بشفاعته. فقد قال الوحيُ عن القدّيسين :” فتصاعَدَ من يد الملاك دُخّانُ البخور مع صلواتِ القديسين أمامَ الله ” (رؤ8: 4-5).
والتذكارهو تحديدُ يومٍ لكل قديس، يُكَّرَمُ على الأرض بعد تكريم الله له، ويُعَّرَفُ للمؤمنين ، ليستفادوا من مثال حياته ومن شفاعته لدى الرب يسوع. وبما أنَّ الكنيسة منتشرة في العالم، ولم تكن وسائلُ التواصل الأجتماعي كافية لنشر جميعَ أخبار الكنيسة وأحداثها في كل العالم إهتمَّت كلُّ كنيسة محلية، في مدينةٍ كانت أو بلد، أن تُسَجِّلَ أخبار أبنائها البارزين والقدّيسين وتُعيدَ إلى الأذهان ذكراهم العطرة بركةً لها ولأبنائها. إقتصرت مُهمَّتُها على أبنائها في تلك المنطقة إِمَّا لجهلها بتفاصيل ما جرى لغيرها من الكنائس في المناطق الأُخرى، أو لقلة النفع الروحي المرجو من التذكار في تلك المنطقة. فآليومَ مثلاً 15/ 11، تُقيم الكنيسةُ اللاتينية تذكارًا خاصًّا للقديس الكبيرألبير، ويُقرَأُ للمؤمنين أهَمُّ ما في سيرته في اليوم الثاني من شهر مريم، بينما لا تقيمُ الكنيسة الكلدانية تذكارًا له، لقلةِ إحتكاك الشعبِ به.
فاق عددُ القديسين أيام السنة لتذكرهم كلُّ التقاويم. لذا ركَزَّت كلُّ كنيسةٍ في تقويمها على الذين تربطهم مع أبناء المنطقة صلةُ الحياة المشتركة والأحداث الحَيَّة، تاركين ذكرياتٍ لا يمحوها الزمن، بينما يُكَّرَمُ غيرُهم في بقعةٍ أُخرى من العالم. فالقديسُ، من أي بلد كان أو طائفة، هو ذخيرةُ الكنيسة الجامعة، لكن من يتأثر به أكثر، وقد يَهتمُ به هو أيضًا أكثر، هم معارفُه ومواطنوهُ. ولتذكاره وقعٌ أفضل وأوفر في كنيسته المحلية، كما للقدّيس شربل مثلاً في لبنان أكثر من أيِّ بلدٍ آخر.
تقويمان في طائفة واحدة
الظروفُ السياسية العالمية وآلأحداث الرهيبة للحياةِ الإجتماعية شتَّتت الأُممَ، لاسيَّما أبناءَ الكنائس المحلية الضعيفة في عددها وإمكانياتها. ولمَّا وصلوا الى بلدانٍ أأمن وآندمجوا في حياة ذلك البلد رأوا أنفسَهم، شاؤوا أم أبوا، في موقفٍ جديدٍ يتطلبُ الإنفتاحَ على الآخرين تقافيًا وتراثيًا، والإجتهادَ في تكوين حالة مختلفة عما ألفوها، فيهتموا ويتقبلوا بما لغيرهم دون أن يتنازلوا عما لهم من إرثِهم الروحي. والأعيادُ والتذكاراتُ في الغرب ليست كما هي للكلدان، بل مثل الكلدان لهم قديسون ترعرعوا بينهم وتقاسموا مُعاناتهم وتركوا أثرًا له وقعُه الخاص على مؤمني الغرب. وآختلط الكلدان معهم وآشتركوا في مناسباتهم ، خاصّةً حيثُ لا يوجد كاهنٌ كلداني يُتابعون معه تُراثهم، فلم يجدوا غرابةً أو مانعًا في تبَّني أعيادهم وتذكاراتهم، بل والأفتخار بها لأنَّها كنزُ الكنيسة الروحي العام. فبينما يقيمُ الكلدان وأغلب الشرقيين ذكرى الأموات قبل الصوم الكبير، يحتفلُ بها الغربُ في 2/ 11 من كل سنة، مع تخصيص الشهر كلَّه للترَّحم على الأموات. وبينما تسبِقُه الكنيسة في الغرب أي في 1/ 11 بعيد جميع القديسين تحتفل الكنيسة الكلدانية بعيد جميع الشهداء، لأنَّهم أول القديسين، في الجمعة بعد عيد القيامة مباشرةً. والكلداني في الغرب يُعَّيدُ كلتا المناسبتين حيثُ له كهنته من طقسِه. ولا ضرر من ذلك، ففي الإعادةِ إفادة! لأنه يغتني بتراثِ الشرق والغرب.
الكلدان وروما
نحنُ كلدان. ونحن كاثوليك. وبصفتنا كاثوليك نتبع إيمان البابا، أُسقف روما، خليفة مار بطرس في الأيمان. وقد خضعَ لبطرس بما للأيمان حتى بقية الرسل، بولس ويعقوب و غيرُهم (أع15: 7؛ غل2: 2 و6-10). أمَّا في الشؤون الإدارية فقد تمتَّعَ كل رسول بتدبيره الخاص دون تدخل بطرس. وهكذا فعل الأساقفةُ خُلفاء بطرس وبقية الرسل. فبما يخُصُّ العقيدة الأيمانية والتعليم يخضعُ لسلطة البابا وقراره جميع الكاثوليك من أيَّةِ كانيسة كانوا. أمَّا في تدبير الأبرشيات أو البطريركيات في أمورها الداخلية من تنظيم العبادة والطقوس فلا يتدخل البابا بل يدعهم يمارسون مسؤوليتَهم على ضوء أيمانهم وظروفِ رعاياهم. وكل أسقف أبرشيةٍ أو كل بطريرك مع سينودسه يُنظم شؤون مناطقهم الأدارية. وآلإحتفالُ بذكرى القديسين جزءٌ من العبادة والطقوس. المُهم ألا تُؤدى تلك الخدمة خلافًا للأيمان، الذي هو بالمسيح وبتعليمه.
¨من ينظم التقويم ؟
الذي يُنَّظمُ طقوس العبادة هو أيضًا يُقررُ، مع معاونيه ومستشاريه، كيفَ يُنَّظم التقويم. فالتقويم ليس سوى إعلامٍ للتأكيد على ما ثَبَّته المسؤول ليَتبعَه مُنَّفذو العبادة فيُحافظَ على الأيمان والعبادة المشتركة لنفس المجموعة الطقسية، ولا تقومُ فوضىً وآرتباك بين الكهنة والشمامسة في أداء الطقوس. فالسُلطة الكنسية العُليا في البطريركية تُثَّبتُ أسماءَ القديسين والمناسبات الروحية، التي من شأنها أن تُغَّذي إيمان العباد، وتُذكر في التقويم، الذي يُمكن أن يُنَّظمه كلُّ أسقف في ابرشيته، مُضيفًا إليه مناسبات خاصّة لأبرشيته، مثلاً شيرا ربن بيا في تقويم اربيل، وشيرا ربن هرمز في تقويم القوش، وشيرا طهمزكرد في تقويم كركوك …الخ، بينما لا تقام ولا تُذكر في تقاويم الأبرشيات الأُخرى.