أهلا وسهلا بالأخ سامر سامي فرنسو.
لاحظ الأخ سامر إجراءاتٍ و تقاليدَ مختلفة بين الكنائس المسيحية بخصوص تناول الأطفال. وأيضا بخصوص صوم التناول ، فســألَ :
1- الكنيسة الأرثذوكسية تُناولُ الأطفال عند المعمودية القربان المقدس. هل هذا يجوز ؟
2- لا يُناولُ القس الكاثوليكي إلا الذين تناولوا أولَ مرَّةٍ بعد دورةٍ تحضيرية. لمــاذا ؟
3- هل يجبُ الصومُ قبل التناول كما هو معمولٌ به عـند الأرثـذوكس ؟
تناول الطفل يوم المعمودية !
ما دام الطفلُ أصبحَ مسيحيا ، أى مؤمنًا بالمسيح، يحُّقُ له أن يقتبل بقية الأسرار التي تساعدُه ليحيا حياة مسيحية مثالية. والمسيحُ لم يُحَّددْ في أيِّ عمر يتم ذلك. إنما هو الروحُ القدس الذي أرشدَ إدارة الكنيسة في تحديد ذلك ، حسب نوع السر وحسب آستعدادِ أوكفاءةِ المؤمن. وليس خافيا أنَّ للعهد القديم تأثيرًا واضحا في ذلك من خلال الممارسات الطقسية لدى اليهود. فالمعمودية مثلا حَّلت محل الختانة. ولذا كان التقليد السائد في الكنيسة الى عقود حديثة أن يُعَّمَدَ الطفلُ خلال أسبوع، ولا أكثر من أسبوعين. والكهنوت كان يُعطى في عمرِ ثلاثين سنة. وفي المسيحية بدأ هكذا ثم تحدد في عمر 24 سنة.
أما التناول فكان يُعطى عادة عند ” سّن التمييز”، بحدود عمر سبع سنوات. لكن كلَّ هذه التحديدات تعودُ الى قرار الكنيسة وتخضعُ لتغييرات دورية يُسَّببُها ظرفُ الزمان أو المكان. ولا أعلم متى يعتمد الطفل في الكنيسة الأرثذوكسية. إنما أتساءَلُ : هل يستطيعُ طفل بعمر أيام أن يتناول القربانة ؟. وماذا يفهمُ الطفلُ من ذلك؟. كان الوثنيون الذين يهتدون الى المسيحية وهم بالغون يشتركون حالا في ذبيحة القداس ويتناولون القربان. فهل تكون تلك العادة أصبحت تقليدًا لدى بعض الكنائس ؟.
التناول بعد دورةٍ تحضيرية !
بدأ موضوع التناول لأول مرة بشكل إحتفالي في الكنيسة الكاثوليكية عندما إرتأى الرؤساء بأن التناول يحتاجُ إلى إستعدادٍ فكري وروحي لاسيما بعدما جرى بعد الحركة البروتستانتية بإنكارها تحول الخبز والخمر الى جسد ودم يسوع. ولأجراء هذا التحضير كان ينبغي أن يكون الطفلُ قادرًا على التمييز بين الخير والشر، بين الخبز العادي والقربان جسد المسيح. وبعض الأطفال في بعض البلدان قادرون عليه في عمر مبكر بحدود السنة السابعة من العمر. وفي بعضها الآخر يتأخر هذا النضوج الى سّن ٍ أعلى. وفي بداية القرن العشرين، و على عهد البابا بيوس العاشر(1903-1914) قررت السلطة الكنسية أن سّنَ التمييز يدور حول السنة العاشرة من عمر الأنسان. ولهذا تحدَّدَ عمر التناول بعشر سنوات. فلا يُعطى القربانُ المقدس عادة للأطفال أصغر من هذا العمر إلا في حالاتٍ شاذة أو خاصة. وحتى يُدركَ الصبيُّ خطورة الخطيئة وقوة مناعة سر القربان ويعيش قيم الحياة الأجتماعية بـدأوا بتهيئة الأطفال جماعيا للتناول لأول مرة بشكل إحتفالي ليكون لذلك تأثير على حياتِه.
صــوم التنـاول !
الصوم قبل التناول يرتقي الى عهودٍ قديمة في الزمن. وهي عادة موجودة في الكنيسة الجامعة. لا أدري كيف يجري الصوم في الكنيسة الأرثذوكسية. أما في الكنيسة الكاثوليكية ، والى قبل عقود ، كان الصوم قبل التناول يبدأ بعد وجبة العشاء ، التي يليها النوم ثم القداس صباحًا. فكان المؤمنون يتناولون الفطور بعد التناول في القداس. ولما بدأت عادة إقامة القداس مساءًا في خمسينات القرن الماضي ، وسنة 1957م بالتحديد في الشرق ، تحدَّدت فترة الصيام قبل التناول بثلاث ساعات. ثم تقلَّصت في الستينات الى ساعة واحدة قبل التناول. ليس الطعامُ مانعًا لتناول القربان المقدس. نعلمُ أنَّ يسوع المسيح أسَّسَ سّرَ القربان أثناءَ تناوله عشاء الفصح ، وناولَ تلاميذه ولم تكد تسقط اللقمة من أفواههم. لذا فالهدف من صوم التناول هو إحترام القربان والتفكير بذلك قبل الذهاب الى الكنيسة ، والأستعداد البعيد للمشاركة في القداس.