الأحــد الثاني للبشـارة !

عيد البشارة ، و، عيد المحبول بها بلا دنس

تتلى علينا اليوم القراءات : عدد22: 20-35 ؛ كو4: 2-6 ؛ لو1: 26-37

القـراءة : عدد 22 : 20-35

يُعادي بالاقُ شعبَ الله ، يريدُ محاربَته ليُبيدَه، فيطلبُ من بلعام أن يلعَنه ليَضمن إنتصارَه عليه. بينما يوحي اللهُ إليه أن يُبارِكَه. يعدُ بلعام الله بذلك ولكن تبدو نيَّتُه غير مستقيمة. يعترضُ الله طريقَه، ويُعطي الأَتانَ أن تنطقَ وتلوم بلعام. ويفتحُ الله بصرَه على حضور الملاك الذي فضح نيَّته السَيِّئة. يتندمُ بلعام ويهابُ تهديد الملاك فيعِدُ ألا ينطقَ إلا بما يُوحيه الله على لسانِه. القـراءة البديلة : إشعيا 43 : 14 -44 : 5 :– أَظهرَ اللهُ آياتٍ عظيمةً ، وسيصنعُ معجزاتٍ أعظم لشعبِه، لأنَّه يُحِّبُهُ. أمَّا الشعبُ فبالمقابل أغضبَ اللهَ بخطاياهُ فأَهانه. إِلّا إنَّ اللهَ سيغفرُ له ذنوبَه ويُباركُه من جديد.

الرسالة : كولسي 4 : 2-6

بولس سجينٌ في روما يُرافقُه بعضُ معاونيه، وبعضُهم حتى في السجن، وبعضُهم من مدينة كولسي نفسِها. يتعَّقبُ أخبار الكنائس التي أسَّسَها. يستقبلُ الموفَدين إليه ويُوفدُ بعضًا من معاونيه ليُطَمْئِنوا الإخوة ويُتابعوا خدمتَهم الروحية. يحُّثُ أهل كولسي على الصلاة وعلى حمدِ الله على أفضالِه، ولاسيما على معاملة الغرباء بلطفٍ. ويُطلقُ على جماعة المؤمنين بالمسيح اسم ” الكنيسة “.

الأنجيل : لوقا 1 : 26-37

ينقُلُ خبرَ بشارة الملاك لمريم التي تُفاجَأُ بالرؤيا فتضطربُ أولا ، ثمَّ تحتارُ من عرض الملاك لها كيفَ سيتّم وهي قد نذرت بتوليتها لله. وأخيرًا تؤمن بحكمة الله وقدرته وأمانته فتعلن خضوعَها لمشيئة الله، مُقِّرَةً بأنها خادمة لله لا مشيئةَ لها ولا مشروعًا في الحياة غيرَ ما يشاؤُه الله ويُكَّلفُها به.

إلى عذراء .. مخطوبة لرجل .. من بيت داود .. !

كلماتٌ ثلاث :” عذراء ، مخطوبة ، داود “. قلَّما نُعيرُها إهتمامًا كما ينبغي، وكما يبدو أنَّ لوقا يريدُ إعطاءَه إِيَّاها، فيُشَّدِدُ عليها. ذكرَ أنَّ مريم، أمَّ يسوع، ” عذراءٌ”، وهي في نفسِ الوقت زوجةٌ ليوسف. ويوسفُ من نسل داود الملك. إنها تفاصيلُ قد لا تُعنينا كثيرًا اليوم، نحن معاصري الأنترنت والصحافة ، بقدر ما كان يُهِّمُنا، وكنا سنفرح ، لو ذكر لوقا لنا تفاصيل : مثلًا في أيِّ يوم مُحَّدَدٍ ، مِن أيِّ شهرٍ مُعَّيَن، ومن أيّةِ سنةٍ ثابتة وُلِدَ يسوع!. أو في أيِّ تأريخ :- يوم، شهر، سنة -: ماتَ. لقد أعطى لوقا للمفردات المذكورة أهميَّةً تبدو أعظم من تلك التي كنا نحن نتمَنَّى أن يُخبرَنا بها. إنه يُعلمنا بها ليُغَّذيَ إيماننا لا معرفتَنا، ويُشِّعَ لنا الحقائق الألهية لا المطاليبِ البشرية.

1. مخطوبة !

تعني الخطوبة، في مصطلحاتِ عصرنا، إتّفاقَ شابٍّ وشابة يشعران بحُّبٍ متبادَل بينهما ، ينويان الزواج ببعضهما فيعقدان بينهما عهدًا علنًا ، هدفُه إعطاء الفرصة لهما للتعارفَ على بعضهما بعمق ولنُمُّو الأُلفة بينهما بشكل أقوى، حتى إذا تمَّ ذلك وآستمَّرا في رغبتهما في الزواج يعقدانه عن درايةٍ وآستعداد لِضمان نجاحِه. وإذا لم تتحَقَّق الأُلفة ولم تستمر االرغبة يفسخانه من دون أن يكونا قد إرتبطا بآلتزامات بينهما. وإذا تمَّت الأُلفة وآستمَّرت الرغبة يُصبحُ ذلك أساسًا متينًا لبناءِ شِركةٍ راسخة وثابتة تدوم للأبد. وقد نصحت الكنيسة الكلدانية به وسَنَّتْه رسميًا سنة 1853م في مجمع ربن هرمز. فليس المخطوبون إذًا ” متزَّوجين “، ولا يحُّقُ أن يتّمَ بينهما ما يحُّقُ للمتزوجين، لا من شركة الحياة ولا من عناية ولا توارث. وتظلُّ المخطوبة في البيت الوالدي إلى أن يتزوَّجَها خطّيبُها رسميًا فتُزَّفُ له بصلاة وآحتفال. هذا في المسيحية.

أما في اليهودية فكانت الخطوبة في شريعة موسى، تبَعًا لشريعة حمورابي، هي الزواجُ بعينِه. أي لا يتمُ الزواجُ على مرحلتين كما في أيّامنا، ولا يعرفُ فترتين متكاملتين : الخطوبة ثم الزواج. بل الخطبة تعني الزواج. يتم عادة بالأتفاق والتعريس حالاً. وإذا لم يكن البيتُ الزوجي جاهزًا لآستقبال العروس تبقى مع والديها إلى أن يُجَّهزَ الزوجُ البيت فتنتقلُ إليه. لم يكن للفتاة الحَّقُ والحرّية في الأختيار، ولا في القبول أو الرفض، بل تخضعُ لمشيئةِ والدِها الذي يُزوَّجها من يشاء. الوالدُ مسؤولٌ عن ضمان مستقبل إبنتِه كما يحَّقُ له هو التعويضُ عن خسارته بزوال خدمةِ ابنته في البيت. وكلمة ” الخُطبة ” تعني في أصلها الآرامي ” الشراء”. فـ ” ܡܟܼܲܪ مْخَرْ ” تعني ” إشترى ، خطبَ امرأة “. وحتى إذا مكثت فترة مع والديها إلا إنها زوجة شرعية وتحّقُ لها العلاقة الزوجية والأنجاب، بل وحتى أن ِ يعيش الزوجُ أيضًا عند حميه، مثل موسى (خر2: 21).

كانت مريم إذًا زوجةً شرعية ليوسف، إنمَّا لم يكن قد عرَّسَ لها ولم تنتقل الى بيته. كان من الصعب أن تبقى مريم بدون زواج. لم تعرف اليهودية ولا قبلت بنظام التبَّتُل. لو بقيت مريم عزباء تعيشُ لوحدها بعد أن بشِّرها الملاك فحبلت بيسوع لكان سببًا ليتَّهمَها المجتمع بفساد الأخلاق، فتُرجَم. هذا من جهة. ومن أخرى كانت الفتاة اليهودية تطلبُ الزواجَ بأُمنية أن تحظى بولادة المسيح المخَّلص الموعود من نسلها. فآعتُبِرت العزوبية للفتاة وعدم الأنجاب عارًا. هكذا بكت إبنة يفتاح بتوليتها شهرين لأنها حرمت من هذا الرجاء. وتذهبُ بنات إسرائيل كلَّ سنةٍ، أربعة أيام، لينُحنَ بنت يفتاح إذ ماتت ” ولم تعرف رجلاً” ( قض11: 37 -40). ولما عرفت اليصابات بإنجابها طفلاً قالت :” أزالَ الرَّبُ عنّي العارَ بين الناس” (لو 1: 25).

2. عــذراء !

وقالت مريم ” كيف يكون ذلك وأنا لا أعرفُ رجلًا “؟. وشَدَّدَ لوقا على هذه العبارة ويعني بها أنها ” عذراء”. عذراء لا فقط بالمعنى البيولوجي أي أنها ” باكر” مادّيا، لأنها لم تُعاشر بعدُ زوجَها يوسف. بل يذهب لوقا إلى أبعد من ذلك، ويذكر لنا ما لم يكن للتأريخ ولا بوسع أيِّ مخلوقٍ أن يعرفَه لو لم يكشفه لوقا لنا، ولو لم يكن قد إستقاه بدوره من مصدره الأصيل. إنه يعني بتولية مريم رغم زواجها. أي لا فقط قبل زواجها والأنتقال الى البيت الزوجي، بل وحتى بعد التعريس والأنتقال الى بيته والعيش معه. وستبقى كذلك بعد زواجها حتى إنتقالها الى البيت السماوي. ويعني بالتولية تحديدًا لا البكارة الجسدية بقدر ما يتعدَّى هذا البعد ليُطلعنا على نقاوة فكرها وقلبها وخُلُّوِهما من كل إحساس أو فعل خاطيء من ناحيةِ الشهوة الجنسية. وهذا ما تعَّلمه الكنيسة على إثر لوقا وبعدَه أنَّ مريم هي بتول :” قبل ولادة يسوع، وفي ولادته ، وبعدَ الولادة “. إنها لم تعرفْ رجلا أبدا كما عرف آدم حَّواء (تك4: 1). أي حتى يوسف زوجَها لم ” تعرفه ” كزوجة، بل عاشت معه في علاقة أُخُّوةٍ روحية كاملة. وقد قبل يوسف بذلك تنفيذًا لمشيئة الله (متى1: 24). فلم ينجبا أولادًا لا قبل يسوع ولا بعدَه، ولا كان يسوع ثمرة علاقةٍ زوجية بينهما. هكذا إفتهمته الكنيسة منذ عهد الرسل، وهكذا عَلَّمته طوال الأجيال، وما تزال (التعليم المسيحي للكنيسة الكاثوليكية، رقم 496-501)

لا أعرف رجلاً !

لا يُفهم هذا الكلام إلا بمعنى أنَّ مريم كانت قد كرَّست بتوليتها لله. وعلم يوسف بذلك و وافق عليه. ولذا سوف يستغربُ عندما يسمع أنها حامل، ولم تخبره مريم بأمر البشارة. ولكنه ما أنْ علم حقيقة الأمر من الله نفسِه حتى أسرعَ فآتَّخذَ التدابير اللازمة ليُزيل عن مريم كلَّ هَّم أو غّم ” ففعل ما أمره به ملاك الرب وجاءَ بآمرأَتِه الى بيتِه. ولم يعْرفها.. ” (متى1: 24). جاء كلام متى تأكيدًا على ما شَدَّد عليه لوقا فأكَّدَ أنَّه لم يكن ليوسف علاقة زوجية بمريم ، بل علاقة قانونية بحتة لا غير ليكون أبًا شرعيًا للذي يولَدُ منها.

شَدَّد لوقا أيضا على أنَّ يسوع إبن مريم فقط. لذا عزا أمرَ تسمية يسوع الى مريم (آية31). خلافًا للأصول المرعية بأن الأب يُسَّمي وليدَه. وقد فعل ذلك متى لِيتماشى أكثر مع التقاليد المرعية والكتابية (متى1: 21). لكن الكتاب سجَّل خبر تسمية الأطفال من قبل أمَّهاتهم (حواء، تك4: 25؛ نساء يعقوب، تك29: 32-30: 24؛ اليصابات، لو1: 60-63).

سيذكر لوقا أن الشعب، في تلك الأيام، جهل ذلك وحسب يسوع إبنًا ليوسف (لو3: 23). وأيَّده متى ويوحنا في ذلك (متى13: 55؛ يو6: 42). كان ضروريًا ، بشريا، أن يكون ليسوع أبٌ أرضِيٌّ، وإلا رفضه المجتمع بل ولفظَه. وبما أنَّ التأريخ لم يسمع أبدًا، كما يقول مار أفرام، أنَ بتولا تلد، فكان من الصعب أن يتقبَّله اليهود. وإذا يوسف نفسُه، لمَّا عجز عن تفسير الحبل بمريم، عزم على تركها سِرًّا، فماذا كان سيصنع بها المجتمع إذا عرف أنْ لا أبَ ليسوع؟. وكانت شريعة موسى هي المتنَّفذة وتحكم على الزانية بالرجم، فتموت هي و من في بطنها. ولكن ما لم يكن ممكنًا عند الناس كان ممكنا عند الله. وما يعمله الله لا يتم حسب منطق الأنسان. وما لم يفهمه لا يوسف ولا مريم بقوَّة ذهنهما قبلاه بإلأيمان بقدرة الله، و سَلَّما أمرهما بثقة إليه تعالى مُنَّفذين مشيئته: ” أنا خادمة للرب، ليكن لي كما تقول (آية38)، و فعل يوسف ما أمره به ملاك الرب” (متى1: 24). لقد آمنا أنَّ ما سيتّمُ لن يمَّسَ بتولية مريم ولا يقلل من مفعولها، وأنَّ أُبُّوةَ يوسف الشرعية ستحميها وتحمي الطفلَ نفسَه، و أنَّ البتولية لا تعيقُ عمل الله، وأنَّ الأمومة بمشيئة الله وتخطيطه لا تزيل البتولية ولا تعارضُها. تلك البتولية إرتضى بها الله فكافأَ َمريمَ بما حرمَت نفسَها منه محَّبة به، أي الأحساس بالأمومة. وما إشتهته النساءُ اليهوديات حصلت عليه مريم بذبح إرادتها على مذبح الرب والتضحية بالمجد الدنيوي الآتي من النسل، غير باحثةٍ إلا عن مجد الله.

3. من ” بيتِ داود ” !

اسمٌ ثالثٌ ركَّز عليه لوقا في الآية 27. ثم أكَّدَ في الآية32 أنَّ يسوعَ إبنَ مريم هو من نسل داود الملك و” سيرثُ عرشَه “. لقد وعدَ اللهُ داودَ أنَّه سيبني هو له بيتًا ملوكيا يدوم للأبد. و سيقوم ملكٌ مِن نسله مَن” لا إنقضاءَ لمُلكِه “، كما قال الرب :” عرشُك يكون راسخًا للأبد” (2 صم7: 16). وبهذا يؤكدُ لوقا ملوكية يسوع الغير المنتهية تحقيقًا لما جاء في الكتاب عن المسيح المخَّلص الموعود (اش9: 6؛ دا7: 13-14)، لقد جاءَ من بعيد ليتولى المُلْكَ ويعود (لو19: 12 و27). و” إبن داود” لقبٌ من ألقاب المسيح، بل الأكثر مشهورًا لدى اليهود. و لمَّا سأل يسوع مرَّة الفريسيين ” المسيح إبنُ من هو”؟. لم يترَدَّدوا في الجواب العفوي” إبن داود” (متى22: 42). ولا يترَدَّدُ الأنجيليون إستعماله (متى9: 27؛ لو18: 38-39). إنَّه إِبنُ داود ولكن ” ربَّهُ ” أيضًا (مز109: 1؛ متى22: 43-44).

إن كان يسوعُ ملكًا وقد أكَّد متى ذلك (متى1:1 ؛ 2: 11)، بل وأقَّر بنفسِه أمام بيلاطس أنه ملك (يو18: 37؛ متى27: 11)، لكن هذا لا يُفقده صِفتَه الأهّم أنَّه ” إبن الله العلي” (أية31 و35) الذي وعدَ اللهُ به للبشر. إنَّه من نسل حوّاء(تك3: 15) ونسل إبنتها مريم:” تلدين إبنًا “. إنه يُولد من البشر، من امرأة ، لكنَّ أباه ليسَ إنسانًا بل اللهُ نفسُه ” وقد أرسَله إلينا” (غل 4:4). إنه إبن الله وروحه يحّلُ في حشا مريم ويولد منها بطبيعةٍ بشرية، كإنسان” أُمْتُحِنَ في كلِّ شيءٍ مثلنا ما عدا الخطيئة ” (عب4: 15). إنَّه ” الأله/الأنسان، القُدّوس، الملكُ الأبدي إبنُ داود، المُخَّلص الموعود” ( لو1: 69)، رئيس السلام (اش9: 1-6؛ لو1: 78-79). لقد وعد اللهُ داود أباه :” أنا أكون له أبًا، وهو يكون لي إبنًا ” (2صم7: 14).

4. أمَـةُ الرَّب !

أنهى لوقا بشارة الملاك لمريم فسجَّل جوابَها لعرض السماء بالقبول. يريدُ الله أن يُحَّققَ خلاصَ البشركما وعد، وعن طريق البشر. وهوذا يطلب من البشر أن يتعاونوا معه ويُؤَّدوا دورَهم في ذلك. يتطلب ذلك شجاعةً وتضحية. لقد فقدوا صداقة الله من أجل راحة الجسد. ولآستعادة المجد الأول يجب التضحية براحة الجسد. كيف يكون وقد تكَّبر ففقد برارتَه؟. يلُّفُ الأمرَ سِرٌّ مهيب. كيف يمكن أن تظلّلَ قدرةُ الله الأنسانَ لتُحَّققَ به ما تشاء؟. سُمُّوٌ لا يسهلُ إدراكُه. كيفَ ينال الأنسان حظوةً لدى الله وقد نكرَحُبَّه ولم يتواضع أمامه فيُنَّفِذَ أمرَه؟ . يمكن ذلك إذا تواضع الأنسان أمام عظمةِ الله وآمتثلَ أمرَه.” نظر الى تواضع أمته..فصنع بها عظائم” (لو1: 48-49).

لا يريدُ الله للأنسان سوى الخير، وكلَّ الخير. يطلب منه فقط أن يثقَ به ويحفظ كلامه. لأنَّ الله يعرفُ ويقوى على ما لا يعرفه الأنسان ولا يقوى عليه. وكانت مريمُ النموذجَ الأمثل لهذا الأنسان “المتواضع .. خادم الرب”، والعائش في وحدة روحية عميقة مع الله.” وكانت مريم تحفظ جميع هذه الأمور( الألهية) وتتأملُ بها في قلبها ” (لو2: 19 و51). ويُكَّملُ يوسف الصورة مثلها فيخضع لمشيئة الله دون تردد او إعتراض حتى وبدون إستفسار (متى 1: 24؛ لو2: 4).

هذا ما يُحِّبُه الله في الأنسان قلبًا بسيطًا مؤمنًا وفكرًا نَيِّرًا يُمَّيز كلامَ الله ويُصَّدِقُه ليشترك في عملية الخلاص التي إفتتحَها يسوع إبنُ مريم والمحسوب إبنًا ليوسف، لكنه في الواقع هو إبنُ الله. ومثلَ مريم يُكَّلفُ الله كلَّ إنسانٍ بمهّمة خاصَّة يخدمُ فيها الأنسانية ويتمَّجدُ بها و يطلبُ منه أن يتفاعلَ معها بإيمان وثقة ، بتواضعٍ ومحَّبة.