للعلم : في بعض السنين يُدمج هذا الأحد بسابقه وتتلى صلاته عوض الأحد السادس ، بآعتباره الأحد الأخير من السابوع ويجب أن يكون ” حْرايى “. يحدثُ ذلك عندما يقع عيد القيامة بعد 20 / 4 نيسان، وفي تلك السنة يتأَّخرُ بدء سابوع إيليا الى بعد 14/ 9 أيلول. بينما يجب أن يبدأ سابوع إيليا قبل عيد الصليب 14/ 9. العيدُ جزءٌ من السابوع. و حفاظًا على النظام ولتقديم بدء سابوع إيليا على عيد الصليب يُدمجُ الأحدان الأخيران من سابوع الصيف.
تتلى علينا اليوم القراءات : اش30: 1-7 ؛ أح19: 15-19+20: 9-14 1تس2: 14-20 ؛ لو18: 9-14
القـراءة : إِشَعْيا 30 : 1 – 7 :– إستهان اليهودُ بالله وطلبوا نجدة مصر ضدَّ آثور. مصرُ تخذلهم. تنقِذُهم وحدَها العودةُ الى الله بتوبةٍ صادقة.
القـراءة البديلة : أحبار19 : 15 – 19 + 20 : 9 – 14 :– تُقَدِّمُ القراءةُ أحكامًا خلقية ، منها عدمُ الأنتقام، لاسيما محَّبةُ القريب، وتدينُ بعضَ الشرور.
الرسالة : 1 تسالونيكي 2 : 14 – 20 :– يمدح بولس ايمان أهل تسالونيكي الذي بلغ قامة بقية الكنائس، يلوم إضطهاد اليهود لهم، ويبدي رغبته باللقاء بهم مجَّدَدًا.
الأنجـيل : لوقا 18 : 9 – 14 :– يروي الأنجيل مثلَ الفرّيسي المُنافق والمتكَّبر الذي ذَمَّه الرب، والعشّارِ الخاطيءِ التائب الذي مدحَ الرَّبُ صلاتَه وتوبتَه.
لِنَقْرَأْ كلامَ الله بخشوعٍ وتقوى
الصلاة الطقسية
التوبةُ إِن لم تقُم بهدف تحسين الحال وضمان المستقبل الأبدي، إلاّ إِنها مفروضة إجتماعيًا وضرويةٌ لآكتمال الخير العام. يقولُ المثل:” إِن لم تكُن وردةً فلا تكن أيضًا شوكًا “. وإن لم تبنِ فلا تهدمْ أيضًا. فدعَتْ ترنيمة الرمش النفسَ الخاطئة إلى الكَّفِ عن الشَّر كي لا تكون فخًّا يوقعُ الآخرين في الشَّر. نتائجُ تشويه الحق وجَّر الآخرين الى الهلاك وخيمة ومأساوية. فقد قال الرب:” الويلُ لمن يُسَّببُ وقوعَ الناسَ في الخطيئة ” (متى18: 7). إن لم يستأصل الخاطيءُ الزؤان من حقله فأَقَّلَه لا يُحرقُ حنطة غيرِه. للمؤمن واجبُ مراعاة خير الآخرين فلا يؤذيهم. وان يكون نورًا في العالم يُضيءُ للحَّق ومِلحًا ينشُرُ طعمَ البر(متى5: 13-14). تلك هي ثمارُ شجرة الأيمان. والشجرة التي لا تثمر” تُقطع وتُرمى في النار” (متى7: 19)، كي لا تُعَّطل بناء البر والخير للبشرية. قال الرب في مثل التينة العقيمة :” إِقطعها، لماذا تترُكها تُعَّطلُ الأرض”؟ (لو13: 7). والتوبةُ هي فلحُ أرضِنا وتسميدُها لتُثمر.
دنَّست خطيئةُ قايين أرضَ الأنسانية بالدم البريء المسفوك (تك4: 10). طَهَّرَها المسيح بسفك دمه البريْ على الجلجلة. والمياه التي نجَّسَها الطوفانُ عاد المسيح فقدَّسها بعماده فيها .والآن يريدُ المسيح من تلميذه المؤمن به أن يُتابعَ عملية التطهير والتقديس، حتى لو إقتضى أن يتأَلَّمَ ليكون رسولاً له و:” يُكَّملَ بفرح ما نقصَ من آلام المسيح في سبيل جسده الكنيسة.. و يجعلَ كلَّ إنسان كاملاً في المسيح” (كو1: 24- 28). يُنَّبهُ المسيح جماعته الى ذلك، بل و يسمحُ أن نمُرَّ بظروفٍ قاسية ومؤلمة من صراعات وحروب وأوبئة وآضطهادٍ ليُحَّسِسَنا بواجب مراعاة خلاص الناس، ولأجلهم نتوبَ ونتقَدَّس، لتتقدَّس بمثالنا ولا تتدنَّس.
الترانيم
1+ ترنيمة الرمش :” أيَّتُها النفسُ المكروهة بسيرتها كُفّي من الآن ولا تكوني فخًّا للآخرين
.تذَّكري أنَّه سيُدانُ المنافقون والذين فسقوا وأثموا. يا من دَنَّست ذاتها بالشرور إفتكري
بذاك عالم العذاب الذي لا يزول حيث دعوتِ نفسَكِ مع جسدِك وحيث تذهبين وترثين
الظلام الذي ناره لا تنطفيء. توبي وتضَّرعي لعله يغفر برحمته حماقاتِك وتنجين من
شدة العذاب، وتوَّسلي الى الله كي يتجاوز ضعفَ أفكارك. ويرحمكِ “*.
2+ ترنيمة المجلس، ܫܲܒܲܚ.:” من لا يبكي علينا؟ هوذا يوم الدين قد وصل ولم نتُبْ. وكلَّما
نسمع عن حروبٍ وصراعات أخطأنا أكثر وأضَفْنا على سَيِّئاتِنا، وطردنا الحَّقَ من
قلبنا. فكثر الأثمُ في أيّامنا، ولا يكفي تأديبٌ واحدٌ لأصلاح شرورنا الكثيرة. تبارَكَ الذي
يطالبُ أن يُعيدَنا إليه ويريدُ في كلِّ فرصِ حياتنا أن يوقفَ بسَوْطِه شرورنا. له المجد”.
3+ ترنيمة الفجـر :” أيُّها الأبنُ الذي تنازلَ بنعمتِه وحرَّرَ جنسَنا من الضلال. أنرنا كلَّنا
بمعرفتك، وآغفِرْ بحنانك ذنوبنا وخطايانا لأنَّ نفوسَنا تتطَلَّعُ إليك “*.
4+ ترنيمة الأنجيل :” يارب أدعو الى عوني المراحمَ الفائضةَ لنعمتك. وأتوَّسلُ بك مثل
الأرملة بالقاضي. وأصرخُ وآستغيثُ من آلآلام، وأولولُ من إغراءات الشهوات التي
تحاربني كلَّ يوم فأَتَعَذَّب. لكن أنت يا مُحِّبَ الناس مليءٌ عونًا أرسل لي العافية “*.
5+ ترنيمة الأثنين :” نصبَ لي الشّرِيرُ فخاخًا فصادني. وأنا أثمتُ برخاوتي و وقعتُ في
شَبَكتِه. وإِذ أملكُ بعدُ قوَّةً في أعضائي أرسِل يا رب وقَطِّع شِراكَه. كي أقومَ و أشكرَ
نعمتَكَ. وبألحان توبةِ النفس أصرُخُ وأقول : يا سَيِّدَ الكل ، المجدُ لك “*.
التعليم
تقومُ توبتنا على أساس معرفة المسيح ومحَبَّته، فنحيا مثل المسيح، بل ندَعُه يحيا فينا ونشُّعَ صورته الى الخارج بسيرتنا. المسيح يُؤَّدبنا ويضع أمامنا فُرَصًا للتوبة. فلا نقلق. يريدُنا أن نعود اليه. والتأديب يتم كما نوَّهتْ إحدى الترانيم، بأنواع مختلفة:” بالإضطرابات، والجوع، والأوبئة. تثور الأرضُ على ساكنيها. الشعوب تهَّددُ بعضَها. القادة يتصارعون. الحَّقُ يخمدُ وقد ينطفيء”. وهذه العملية تتطلبُ منا إيمانًا وجهادا للثبات في الحَّق والبر. فلا نيأس ، مثْلَ الأرملة، كما قالت ترنيمةُ الأنجيل، بل نواصلُ الجهاد. الشّريرُ لا يتوَّقف عن محاربة التلميذ ، لكنَّ المُعَّلمَ أيضًا لا يتركه فريسة لآغراءاته ، فلا ييأس. بل يطلبُ المؤمن عونَ الرب بثقةٍ، وبالصمود في متابعة التوبة وتطهير حياته من زؤان الفساد. ما دُمنا في الحياة لنا مجال التسامي في قداسة الحَّق والبر. لا نُفَّوت الفرصة. لا نُحِـدْ نظرنا عن المسيح. لا نُبطل طلبَ عونِه. لأنَّ جهادَنا هو جهادُه، ونصرَه إنتصارُنا. نختُم مع الكنيسة مُصَّلين :” يا رب يا من هو أمجدُ الكل وأعظمُ الكل وأسمى الكل، إحفظْ بحنانك كنيستَك، وخَلِّصْ بصليبك أبناءَها ” آمين.