تذكار البطريرك شمعون بر صباعي

تذكار الجاثاليق البطريرك مار شمعون بَرْ صَبّاعِى

تتلى علينا اليوم القراءات : أف4: 1–16 ؛ يو5 : 1-10

الرسالة : افسس 4 : 1 – 16 :– يدعو بولس الأفُسسيين الى نبذ الخلافات والعيش كما يليق بالدعوة المسيحية في التواضع واللطف والمحبة، لاسيما في وحدة الروح برباط السلام لأجل بناء جسد المسيح، الكنيسة، في الحَّق وبالمحبة.

الأنجـيل : يوحنا 15 : 1 – 10 :– الله يفلحُ الكرم، ويسوع الكرمة والمؤمن الغصن. الثمرُ في المسيح، وبدونه لا يوجد ثمر. المؤمن يُثمرُ بقدر ما يثبت في المحبة ويسمع كلام المسيح. و إن لم يثمر ينبذه المسيح.

لِنقْرَأْ كلامَ الله برغبةٍ وتقوًى    

الصلاة الطقسية

كان شمعون، قبل أن يُصبحَ جاثاليقًا، أركدياقونًا لسلفِه الجاثاليق فافا يُدَّبرُ كهنة الأبرشية و يُنَّظمُ الخدمة الطقسية أثناء العبادة. وإليه يعودُ تقسيم جوق خُدَّام المذبح الى فريقين” قَذمايى وَ حْرايى”، الأولون والآخِرون الذين يرُّدون عليهم. كما أضاف في بدءِ كلِّ مزمور ردَّةً تُرَّتل كلُّ واحدة منها بلحنٍ مختلف. لقبُه ” بَر صَبّاعِى” ، إبن الصباغين ، لأنَّ أهله كانوا يصبغون الحرير للملوك، وهو صبغَ جسدَه بدمه لأجل الملك المسيح. ولنا من تأليفه ثلاث ترانيم سنذكرها لاحقًا. إشتهر بحسن تدبيره وبقداسة سيرته وبحِسِّه الراعوي الأسمى بحيث مات دفاعًا عن رعِيَّتِه وإيمانه، وثبتت رعِيَّتُه مثله في الجهاد. وحوارُه في ردِّه على الملك و نصحِه لرفاقه الموقوفين معه، خمسة أساقفة و97 كاهنًا وشماسًا صورةٌ حَيَّة لأيمانه ومحَّبته للمسيح. أُوقِفَ يومَ خميس الفصح. وبعد مقابلة الملك قدَّسَ مع رفاقِه السُجناء قداسَ الفصح، وآستشهد جميعُهم في اليوم التالي وهو جمعة الآلام، وكان هو آخرَهم، وكان ذلك في 17/ 4/ 341م.

الترانيم

1+ ترنيمة المزمور السابق :” من يقدر، أبانا الأمين والحكيم الذي فرزه ربُّه ليُعلن قوَّته

     بين الأمم، أن يصفَ أعمالَ سيرتِك الشَّاقة. كنتَ تُعلن إنجيلَه في قيودٍ وآلام. وكنتَ كلَّ

     يوم تتألَّم من أجله بين الشعب والأمم. وسفكتَ دمَ رقبتك كضحيَّةٍ وكنتَ رسولَ رئيس

     الأحبار. تبارَكَ سّيِّدُكَ الذي ملأَكَ من روحه وجعَلَك مُبَّشرَ إنجيلِه في الجهات الأربع”.

2+ ترنيمة المزمور اللاحق :” يا أبانا القدّيس الذي دعاه سَيِّدُه لرسالة بشارتِه، ودعاه إناءًا

     مختارًا وخبيرًا لمشيئةِ حُبِّهِ، وسَلَّحَه بالروح وصنع على يده عجائب كثيرة. على يده

     أعادَ شعوبًا للسجودِ له ونظَّفهم من ضلال الوثنية. فـيا كِنّارةً روحية ويا بوقَ النعمة

     توَّسَلْ من أجلنا لننجوَ من الدينونة “*.

3+ ترنيمة الرمش :” أيُّها العارفٌ بأفكار كلِّ الناس، والفاحصُ لخفايا القلوب. أنتَ تعرفُ

     ضُعفَنا فآرحمنـا “*. (من تأليف بر صَبّاعى : ܝܵܕܼܲܥ ܚܘܼܫܵܒܼܹ̈ܐ ܕ ܟܼܠܗܘ݁ܢ ܒܢܲܝ̈ܢܵܫܵܐ )

4+ ترنيمة السهرة :” يا رب جميعُ عبادِكَ مُهتَّمون ومُتيَّقِظون وينتظرون مجيئَك يا دَيّانَ

     الكل. أنا وحدي أُخالفُ، وأيّامُ حياتي كحِلْم لأني لمْ أرفع في الليالي يدَيَّ نحوَكَ. لأنّي

     راقِدٌ في خطاياي أَيْقِظْ نفسي الغارقة حتى أدخلَ معك خدرَ النور. وأهَّلني بمراحم

     نعمتِك مع أولئك العذارى الحكيمات لذلك الضياء الحَّق الذي أضأنَ به مصابيحهنَّ”*.

5+ ترنيمة الفجـر :” الشهداءُ مدعوون الى ملكوت العُلى والى الحياة الأبدية لِما لم تسمَعْهُ

     أُذنٌ، ولا رأتْهُ عينٌ كما هو مكتوب. ولا خطرَ على بال البشر النعيمُ الذي يسكنُ فيه

     الفاضلون الذين أحَبُّوا المسيح “*.

6+ ترنيمة القداس :” حتى لو نزعتم ملابسكم الخارجية، إلاّ إنَّكم لا تنزعون بدلتكم الباطنية

     أَيُّها المُعَمَّدون. فإن كنتم قد لبستُم هذا السلاحَ الخفي لا تغلبُكم أمواجُ تجارب كثيرة.

     فأنتم تعلمون أيَّ كلماتٍ قد سمعتم. تعلمون أنَّكم أكلتم من الذبيحة الحَّية. فآحترسوا من

     الشّرير لئَّلا يُؤْثِمَكم كما فعل بآدم فيُغَّربَكم عن ذلك الملكوت المجيد. فقد غَرَّبَ ذاكَ عن

     الفردوس ويريدُ أن يُغَّرِبَنا نحن أيضًا. فلذلك أُصرُخوا معنا الى المسيح ليُثَّبِتَ بروحه

     القدوس نفوسَ جميعِنا “*. ( قالها بر صَبّاعِى في السجن قُبيلَ إستشهادِه مُشَّجعًا بها رفاقَه، وقبل أن

       يسمع بخبر عودة كوشتازاد الجاحد الى الأيمان وآستشهاده :  ܐܲܦܸܢ ܫܵܠܚܝܼܬܘ݁ܢ ܢܲܚܬܲܝ̈ܟܘ݁ܢ …)

التعليم

تُعزى الى بر صباعى ترتيلة ثالثة عن الأوخارستيا ذكرها قداسُ خميس الفصح في ترنيمة القداس، هي” ܒܥܲܝܢܵܐ ܕܬܼܲܪܥܝܼܬܼܵܐ ܘܲܕܼܚܘܼܒܵܐ ” تقول :” بعين الفكر والحب نرى كلُّنا المسيح في الأسرار وفي الرموز التي سَلَّمها إلينا، وهو يُقادُ الى آلام الصليب. فعلى المذبح المقدَّس يُوضَعُ ذبيحةً حيَّة. والكهنةُ يحتفلون، كأَنَّهم ملائكة، بذكرى موته، بألحان الشكر ويقولون : المجدُ له على موهبته التي لا توصَف “*.

أطنبت بقية أجزاء الصلاة في إبراز مناقب القدّيس: علمِه، تواضُعِه، غيرتِه، جهادِه، أمانتِه، صمودِه، صلاتِه ولاسيما قيادتِه قطيع المسيح للثبات في الأيمان. وفي مقدمة مئات الأُلوف رعى فريق رعاة الشعب أنفسهم، فكان الراعي الأمثل لحماية رعيته من التخاذل والهلاك. نقلت صلاةٌ كلامَه :” أُنظروا يا إخوتي. دوسوا على شوكة الموت الظالم وقد أبطله ربُّنا و حَلَّه عنّا فقام وأقامنا. أَهبُ دمي وأُحني رأسي للسيف المخيف، ولا أُسَّلِمُ رعِيَّةَ المسيح بيد الشّرير”. وقالت عنه أُخرى ” أصبحَتْ رفاتُه نبعًا يُجري أنواع الإعانات”. حتى شَبَّهته ثالثة  بالذي قال عنه المزمور”هو مثل شجرةٍ منصوبةٍ على جدول مياه، تُعطي ثمارَها في أوانها وأوراقُها لا تسقط “. فهو كما قال النبي” شجرٌ لا يذبلُ ورقُه ولا ينقطع ثمرُه… يكون ثمره للطعام و ورقُه للشفاء” (حز47: 12). وختمت الصلاة بتمجيد الرب في شهدائه قائلةً :” تباركَ السَيِّدُ الذي نزل مع عبيده للجهاد وآنتصروا بقوته على كلِّ عذابات المُطَهِدين و مُضايقاتِهم. وضُفِرَ إكليلُهم في العُلى. فأَيُّها الشُهداءُ يا من أحنيتُم رقابَكم أمام السيوفِ من أجلِ سَيِّدِهم، وقدَّموا للأمشاطِ أجسادَهم ، أَعينونا بصلواتِكم”.