الأحتفال بعـيد مار تومــا الرسول
تتلى علينا اليوم القراءات : اش5: 8-11 ؛ تث4: 10-24 ؛ 1كور15: 58-16: 4 لو13: 22-30
القـراءة : إشَعيا 5: 8 – 11 :– قلَّبَ الشعبُ مقاييسَ العدلِ والحَّق. يُنذرُ النبيُّ غباءَه و كبرياءَه، ويدعوه الى الإعتراف بحكمةِ الله وقُوَّتِه.
القـراءة البديلة : تثنية 4 : 10 – 24 :– لمْ يرَ أحدُ اللهَ لأنَّه روح، لا شِبهَ لهُ ولا صنم يُمَثِّلُه. يحُّقُ السجودُ لله الخالِق وحدَه ويجبُ حفظُ وصاياهُ.
الرسالة : 1 كورنثية 15 : 58 – 16 : 4 :– يُشَجِّعُ بولسُ أهل كورنثية على الثباتِ في الأيمان والخير. ويُرشِدُهم الى جمع التبَّرعات والى إحترام معاونيه.
الأنجـيل : لوقا 13 : 22 – 30 :– من يخلُص؟. ليس الخلاصُ بالإنتماءِ الى شعبٍ مُعَّين، ولا بالرغبة فقط، بل بالأعمال التي يتطَلَّبُها الأيمان وتنبعُ منه.
لِنَـقْـرَأْ كلامَ الله بتقوى وآهتمام
الصلاة الطقسية
تَحَّدثت ترتيلة الرمش عن عملية الخلاص ووَحَّدتْ عمل الله والأنسان. فيسوع إلَهٌ وإنسان. وكذا عمله إلهي وإنساني لمنفعة الإنسان بخلاصه ولمجد الله بآنتصار الأنسان على الشِّرير وعودته الى الحياة المشتركة مع الله. إنَّ فعلَ اللهِ جماعِيٌّ، فعلُ الآب والأبن والروح. بعد أن وضع الله أساس خلاص الأنسان بالم المسيح وموته الكفاري، سيقودُ الروحُ القدس العمليةَ التي سَلَّمها المسيح الى الأنسان. ابليسُ أسقط الأنسان عن مجدِه ويستمرُّ في محاولة غَشِّهِ و إغوائه وإهلاكه. أصبح الإنسان بقيادة المسيح، الذي أعاده الى مجده وقُوَّتِه، نِدَّه يُقاتلُه و يغلبه فيحتفظَ بالمجد الذي إستعادَه، وقد دَّلَه المسيح على أسلوب مُصارعتِه وزَوَّده بالروح، السلاح الألهي، وبسلاح نبذ الجسد مقابل تبَّني سلاح المحبة، وبتحَّمُلِ الألم والضيقَ وحتى الإضطهاد مقابل خيرات الزمن الزائلة. لقد دخل الرسلُ، ومعهم كلُّ المؤمنين، حلقةَ الحياة الألهية. فكما تجسَّد الله وعاش كإنسان يتَّأَله تلاميذ المسيح ويسلكون كالله في التأَّني والبذل و المحبة والغفران. لقد ” تشَّبهوا بسَيِّدِهم” كما قالت الترتيلة. شِعارُهم نشرُ الحَّق، وبناءُ إنسانٍ على صورة الله لا على صورة التراب، و سبيلُهم إستخدام سُلطةِ الله وقُـدرتَه، بنكران الذات وبإجراءِ المعجزات لتثبيت رسالتهم. فاللهُ والأنسانُ مُتحالِفان فأين يَصمُدُ الشيطان ؟؟.
الترانيم
1+ ترنيمة الرمش :” الروحُ الفارقليطُ القوَّة، المنبثق من الآب والأبن الذي سكن في الرسل
مُحِبِّي مُحْيي الكل، جعلهم ملحًا يُطَّيِبُ طعم الفاهين، وأناروا العالم بتعاليمهم وآقـتنوا
فهمًا وآمنوا فآعترفوا بالآب والإبن والروح القدس. وبينما كان الشيطانُ يصُّفُ قُوّاتِه
للقتال لم يخافوا من الشدائد ولا أيضًا إرتخَوا بالعذابات. كانوا مُخَّلَصين بألم آلإبن و
موته، ولذا أعطوا أجسادَهم لتَـقَّبُـلِ أنواع العذابات. فقد تشَّبهوا بسَيِّدِهم. إذ رأوا أنَّه أنقذَ
بألمِه كنيسته، وأحيَا بموته جميع الخلائق ليكونوا ورثة ملكوته “*.
2+ ترنيمة السهرة :” أيُّها المسيح، الذي إختار رسلَه ووَشَّحَهم قوَّة الروح ليكونوا واعظين
في المسكونة ويكشفوا مجد لاهوته في الخليقة بالمعجزات التي تجري على أيديهم،
فَرِّحْ كنائسَكَ بالأمن والإتّفاق، وآرفعْ رأسَ المُبَّشرين بآسمك والحافظين لوصاياك. يا
رب لِيُحْفَظْ بيمينك خلاصُنا وبسلامك يكونوا مُبَّشرين بآنتصارك “*.
3+ ترنيمة الفجـر : ” يا رَبَّنا بك يليقُ المجدُ لأنَّك أنتَ أنرتَ المسكونة كلَّها “*.
4+ ترنيمة القداس : ” عندما يدخلُ الكاهنُ أمام المذبح المقَدَّس، يرفعُ يديه بطهارةٍ الى
السماء. ويدعو الروح فينزلُ من العُلى ويُقَدِّسُ جسدَ المسيح ودمَه “*.
التعليم
صَلَّت ترنيمة السهرة من أجل رُسل اليوم، وكل زمان ومكان، الشاهدين لبشارة المسيح و لحياته، ونقلوا لنا عنها نسخة وصورة بتعاليمهم وسيرتهم. لذا فكنيسة المسيح هي رسولية اي تجري على تقليد الرسل. فأبناء الكنيسة الرسولية هم من سار على درب الرسل وآستمَّد منهم كهنوته وبشارته و سلوكه. وهم الذين يعملون” بأمنٍ وآتّفاق”، بلطف ومحبة وتعاون ، ويُعلنون إنتصار المسيح، في كلِّ العصور، رغم المحاربة التي يلاقونها من أعوان ابليس. فالمسيح قد غلب العالم والشيطان (يو16: 11، 33)، وتطلب منه الكنيسة أن يحميَ أبناءَها المبشرين بآسمه وبآنتصاره، وأن تضمنَ شهادتُهم إنتصارَ الحق في كلِّ عصر، وفرحُ الأبناء بأن آلامهم تؤولُ إلى إكتمال آلام المسيح في سبيل جسده (كو1: 24).
لا تنسى الكنيسة أنَّ أبناءَها بشرٌ يشاركون حياة العالم ومُعَّرضون للخطأ وآلإضطهاد وحتى لسقوط بعضِهم. فالرسل مثالُ للضعفِ والقدرة. ونعمة الخلاص لم تعصُم التلميذ عن الخطأ. تبقى الكنيسة ” مُقَدَّسة ” برأسها القدوس وبدعوتها أبناءَها وتوجيهِهِم الى القداسة. ولكن الجسد مُعَّرضٌ دوما للأمراض والأوجاع. وقد تكون بعضُها مميتة. فوضعت صلاةُ اليوم دُعاءًا على لسان إبن لها أخطأ فيقصد طريقَ التوبة ويقرعُ بابَ الرحمة الألهية، نموذجًا لِمَن أخطأَ منّا، لعدم يأسِه ولِثقته بأُبُّـوةِ الله ورحمته الواسعة. تقول ترنيمة الأنجيل :” أدعوكَ بحسرة، يا رب!. يا من تقبلُ التائبين، إِفتَحْ لي بابَ المراحم لأَدخلَ وأسجدَ وأطلبَ فأتوَّسلَ من أجل ذنوبي. يا رب لا تغلقْ الباب الواسع لحنانك، الذي منه يدخلُ الخطأة، ليتَطَّهروا من ذنوبهم ويكونوا ورثاءَ الخيرات (الأبدية). أيُّها المسيحُ الطبيبُ الشافي لكلِّ الأوجاع ساعِد ضُعفي و آرحمني “.
إذا كان باب رحمة الله وغُفرانِه مفتوحًا حتى لأعداء المسيح فكم بالأحرى يفتحُه الله لمن آمنوا به وبحبه وسقطوا عن ضُعفٍ لا عن سوء إرادة. وإذا كان الطبيبُ يُعالجُ ويداوي نفسَه وغيرَه فكم بالأحرى تعالجُ الكنيسة وتداوي أبناءَها المجروحين في معركة الخلاص كما تداوي الأسرى من أعدائها الذين دخلوا خيمتها. فقد ” أقام لنا الله على يد الروح القدس هذا الرجاء” بالخلاص. فحَرَّضَت الكنيسة على التوبة ونبَّهت عن عدم نفعها بعد الممات. قالت:” إخوتي، إِسْتَيْـقِظوا وقوموا وصَلُّوا بينما لكم الآن مجالٌ للتوبةِ ودموعٌ للتوَّسُل”.