تـذكار مار أَدَّي رسول كنيسة المشرق
تتلى علينا اليوم القراءات : أع9: 1-18؛ اش49: 7-13؛ عب10: 19-36 يو21: 1-14
القـراءة : أعمال 9 : 1 – 18 :– مار بولس يضطهِدُ في البدء المسيحيين، ثم يهتدي ويعتمدُ ويُبَّشِرُ حالاً بآسم يسوع.
القـراءة البديلة : إشَعيا 49 : 7 – 13 :– يعدُ الرَبُّ أن يُسَّليَ شعبَه أثناء سَبْيِه، فيترَّحمُ عليه ويُخَّلِصُهُ فيُعيدُه إلى وطنِه.
الرسالة : عبرانيين 10 : 19 – 36 :– يسوع هو طريقنا الى قدس أقداس السماء. نخلصُ بإيمان كامل به وقلب بريء. ومن يخطَأُ ثانيةً يصعُبُ غُفرانُهُ.
الأنجـيل : يوحنا 21 : 1 – 14 :– يتراءى يسوع للرسل للمَرَّةِ الثالثة على بُحيرةِ طبرية ويُثَّبتُ بطرُسَ في مُهِمَّةِ قيادةِ الكنيسة.
لِنَقْرَاْ كلامَ الله بشَوقٍ وآحترام
الصلاة الطقسية
الطبيبُ يشفي المريض. السَّباحُ يُنقِذُ الغريق. الحاكم يَعفي المُدانَ مُؤَّبَدًا أو بالأعدام. أمَّا المَيِّتُ فمن يُعيدُه الى الحياة؟. ومَيِّتٌ مثل حالة يسوع بعد تعذيبِه وجلده وصلبِه؟. إيليا النبي أقام صبيًا ميِّتًا (1مل17: 22) وكذلك تلميذه اليشع (2مل4: 35)، إنَّما بطلبٍ الى الله. أما الرسل فلم يقدروا الى ذلك الحين أن يطردوا شيطانًا ببادرتهم (مر9: 18). أما يسوع فقد عاد الى الحياة بنفسِه !. و رأته النساءُ أولاً. فزادَ الشَّكُ الطينَ بِلَّةً! ” بعضُ النسوة من جماعتنا حَيَّرْننا..” (لو24: 22). ليس الأيمان بالقيامة سهلاً. ظلَّ توما ينكرُها رغم ظهور يسوع لبقية الرسل. وفعلا لقد خرجَ الميتُ من دائرة الحياة. لا توجد قوَّة بشرية أو دواءٌ يتغلَّبُ على الموت. لأنَّ الحياة مُلك الله. وإذا أخذها لا أحد يقدر أن يسترِدَّها. الله وحده ” المميتُ المُحيي” (تث32: 39). فالله حفظَ جسدَ يسوعَ من الفساد. واللهُ ” أقامه من بين الأموات، والرسلُ شهودٌ على ذلك” (أع3: 15؛ 4: 10؛ 5: 30-32). فآقتضى رسولٌ من السماء يُشَدِّدُ على أن يسوع ” قام خارقًا للطبيعة ” ومُتحَّديًا القوى الكونية ذلك لأنه ” الله “. وقد سبق فصَرَّحَ بذلك لكنَّ الرسلَ كانوا قد نسوا :” لي القُدرة على أن أُضَّحيَ بحياتي. ولي القدرة على أن أسترِدَّها. هذه الوصِيَّة تلَّقيتُها من أبي” (يو10: 18).
الترانيم
1+ ترنيمة الرمش :” نزلَ من السماءِ خادمٌ. وزعزعَ الأرضَ كلَّها من أُسُسِها. وصَيَّرَ
حُرّاسَكَ كالموتى. وشَدَّدَ النساءَ اللواتي أتَيْن الى القبر وقال : لماذا تبكين؟. ومن
تطلُبنَ؟. فالذي صَلبَهُ الناس وقُبِرَ كإنسان قد قامَ خارِقًا للطبيعة. تعالينَ وآنظُرْنَ المكان
الذي كان موضوعًا فيه ذاك الذي لهُ مراحمُ غزيرة “*.
2+ ترنيمة السهرة :” النساءُ اللواتي أَتَين لمشاهدة القبرإستولى عليهن عجبٌ وآنذهال لأنَّهن
رأينَ المسيح عندما وُضعَ في القبر، ورأين أيضًا الحُرّاسَ الذين كانوا يحرسون القبر.
وتَعَّزينَ لمَّا رأينَ ملاكًا نزلَ ودحرج الحجر عن القبر. وآعترى الحُرّاسَ لونٌ مُعَتّمٌ.
أمَّا هُنَّ فكُنَّ يبكين إِذ لم يَعْلمنَ ماذا حصَلَ. لقِيَهم يسوع وتخَّيَلْنَ أَنَّه البُستانِيُّ : يا سَيِّدْ.
إِن كنتَ أنت قد أَخَذْتَهُ قُل لنا أينَ هو فنذهبَ ونأخُذَه. إذًا نطلبُ منك تَعَّطفْ علينا “*.
3+ ترنيمة الفجـر :” في الفجر عندما يقومُ عرشُ الملكوت وتنجلي أمامك أعمالُ كلِّ الناس
، يا رب لا تُخاصِمْ عبيدَك، بل حُن علينا وآرحمنا “*.
4+ ترنيمة القداس :” نصنعُ ذكرى المسيح الذي تألَّمَ من أجلنا في الخبز والخمر كما هو
مكتوب. نُقَّدِسُ أجسادَنا و نُـنَّقي ضمائِرَنا من أفكار الشَّكِ والخداع فلا نُلامُ عندما يأتي
ويدينُ العالم “*.
التعليم
” لا تخاصِم عبيدَك” قالت ترنيمة الفجر. والخصومةُ ليست عداوةً. بل هي مُحاسبة على الظلم ومُطالبَةٌ بالحق. يُحاسبُ اللهُ كلَّ إنسان على الحياة التي أعطاها له: هل فَعَّلها وأَثمَرَها، أم ظلمَ الحياة إذ شوَّهَها وأَهملَ إستثمارَها؟. لقد تحَدَّث الرب على ذلك في مثل ” الوزنات” (متى25: 14-30). منح الله لكل إنسان، إضافةً للوجود، مواهب وطاقاتٍ يستثمرُها لبناء مجتمعٍ إنساني يعيشُ في تآخٍ وتعاون ويتمتع بالراحةِ والسلام والهناء. فمن كان أمينًا لنعمته ومتماشيًا مع مشيئة الذي اوجَدَه وزَوَّده بتلك الطاقات يرضى عنه الله ويشركه في راحتِه و مجدِه. أمَّا من يخون نعمة خالقِه ويعيشُ خلافًا لوصاياه فيرفُضُه، ويكون مصيره الندم و الألم. لا يقدر الأنسان لا أن يشتريَ السعادة الأبدية ولا أن يغتصِبَها. يقدر أن يضمنَها بعيش قِـيَم الحياة الأبدية من الآن. والحياة الأبدية هي معرفة الله والأيمان بالمسيح (يو17: 3)، و محَّبة لا تنتهي ولا تزول (1كور13: 8). وأكبر موهبة أو وزنة زرعها الله في قلبِ كُلِّ إنسان هي” المحبة ” التي تختصرُ” الشريعة الألهية والأنبياء ” (متى22: 40). فحيث المحبة لا خصومةٌ ولا خلاف، بل تفاهمٌ و وئام.
كون اللهِ خالِقًا ومُحسِنًا الى الأنسان على الأنسان أن يَرُّدَ لله حَّقَهُ في أن يحترمَه ويُمَّجِدَه على حُبِّهِ وسخاءِ عطاياهُ وعنايتِه الأبوية. لقد تمَّردَ الأنسان على وصايا الله. فتشَّكى منه الله على مرِّ التاريخ. لآسيما من شعبِه الذي إختاره وغمره بأفضالِه. قال إِشَعيا عن الشعب أنَّه لا يفهم (غش1: 3). وقال هوشع :” لحقَ الدمارُ بشعبي لأنَّهم لا يعرفوني..” (هو4: 6). لقد نكر جميلَ الخالق :” كلَّما دعوتُه هربَ من وجهي.. لم يعترفوا أني أنا أصلحتُ حالَهم. جذبتهم إليَّ بحبال الرحمة وروابط المحَّبة، وكنتُ لهم كأبٍ يرفعُ طفلاً على ذراعِه، ويحنو عليهم ويُطعِمُهم ” (هو11: 2-4). إنشغَلَ الأنسانُ عن الله بالإهتمام بنفسِه وبالأُمورالدنيوية. وآنخدع ببريق المال والجاه وآنغمس في المَلَّذات. ومن كان غريبًا عن الله في حياة الزمن لا يمكن ان يشاركه في حياةِ الأبد. هذه تكون مُحاسبَةُ الله ودينونتُه. أهلُ العالم عميانٌ لا يرون الحقيقة . وحتى لا يُفاجأوا جاء المسيح يُنذرُهم بأنَّه سيدينَ سلوكَهم ( يو9: 39)، وحتى لا يعترضوا عليه فقد شهدَ أمامهم للحق أنَّه المسيح الإلَه (يو8: 31-32؛ متى26: 63-64؛ يو 18 : 37).