مسحة المـرضى !

أهلاً وسهلاً بالأخت أنسام يوسف

أرسَلت الأخت أنسام ثلاثة أسئلة أرُّدُ عليها مُجَزَّأَةً بالتسلسل. وهي :

1:– سر مسحة المرضى

2:– لماذا يوحنا الرسول محبوب أكثر من بقية التلاميذ ؟

3:– لماذا لم يكتب بقية الرسل الأنجيل ؟

سر مسحة المرضى !

كتبت أَنسام تقول :” يُمنَحُ للشخص الذي سيُغادرُ هذه الحياة!. عندما يزور الكاهن المريض لماذا يُعطيه القربان المُقَدَّس، بينما عندما يزور شخصًا مُقبِلًا على مغادرة الحياة يُعطيه مَسحَةَ المرضى؟؟. لماذا لم تُسَّمَ المَسحةُ، إذا هي للمغادرين، بِـ ” مسحة مغادرة الحياة؟. أَ لمْ يَحُن الوقتُ لتصحيح هذا المفهوم “؟.

هل : تغيير اسم السر أم تصحيح معلومةِ المؤمنين ؟

يُؤسِفُ جِدًّا بل ويُحزِن أن تستّمِّرَ معلوماتٌ مغلوطة تُعَّششُ في فكر المؤمنين رغم كلِّ المحاولات لتصحيح ” الغَلَط “. تُعَّلِمُ الكنيسة بدءًا من التعليم المسيحي وإلى المواعظ و المحاضرات والمقالات التي عالجت أو تعالجُ هذا الموضوع، أنَّ مسحةَ المرضى ليست توقيعًا للموافقة على الوفاة، و” بطاقة طيارة” للسفرالى العالم الأبدي. يا ناس إذا نسيتم ما تلقيتموه في التعليم أو المنشورات، إقرأُوا  ” لْخاطِرْ الله ” الكتابَ المُقَدَّس. أ ليس الكتاب المقدس كتاب حياة المؤمنين؟. أ ليس لكم منه نسخَةً في البيت؟. أمْ تخافون أن تقرأوه؟ أم تتعاجزون عن شرائِه وتتكاسلون فـتُكرسون جُلَّ وقتكم لأمور الدنيا، و تهملون إيمانَكم فتعيشونه على فُتاتِ ما قالته جدَّة جَدَّتي أو جَدَّة جدَّتك، وترفضُون أن تُنيروا معلوماتكم عن الأيمان وتطَّوروها، ببذل جُهدٍ ولو قليل للإطًلاع وقراءة العهد الجديد لتجعلوا إيمانَكم منارةَ علمٍ صافٍ وتُضيئوا درب أولادكم وأحفادكم؟.

أقرأُ لكم ومعكم من إنجيل مرقس:” فخرج الرسل يدعون الناس الى التوبة، وطردوا كثيرًا من الشياطين، ودهنوا بالزيت كثيرًا من المرضى فشفوهم” (مر6: 13). وفي رسالة مار يعقوب :”..هل فيكم مريض؟ فليَدْعُ كهنةَ الكنيسة ليُصَّلوا عليه ويدهنوه بالزيت بآسم الرَّب. فالصلاةُ مع الأيمان تُخَّلِصُ المريضَ، والرَّبُ يُعافيه ” (يع5: 14-15). فالمسحة للشفاء لا للموت. عندما يعجز الدواء الأنساني او يستعصي عن العلاج يُعَّوضُ عنه دواءُ الله. يسوع أتى ليشفي لا ليُرَّشِحَ للموت. وأعطى للكنيسة وسيلةً وضعَ فيها قوَّته ومشيئته لشفاء جميع المرضى، خاصَّةً ذوي الأمراض المستعصية.  

ومع المسحة يُناولُ الكاهن أيضًا المريضَ جسد المسيح إذا كان قادرًا عليه ليسند ضُعفَه.  تحدثُ حالات ويقع أحدٌ فجأة في مرض خطير يُدعى الكاهن على رأسه، لا يقدر لا أن يتناول ولا أن يعترف، عندئذٍ يمسحه الكاهن ويطلب له الشفاء. وإذا كان الأوانُ قد فات فيطلبُ له عون الرب في لحظاته الأخيرة ونزاعه ألا ييأس من رحمة الله، ويطلب غفرانَه ويستسلم لمشيئته. لهذا ينصحُ الكاهنُ ويُعلن دومًا أُن يدعُوَه أهل المريض لزيارته قبل فوات الأوان. وقبل المسحة يُفترَضُ أن يعترفَ المريض أو أقله أن يبدي التوبة ويُعطيه الكاهن الحَّلة من الخطايا.

من هذا القبيل يُناولُ الكاهن المرضى ليُقاوموا ويتغلبوا على أوجاعهم وخوفهم. إذا تمرَّدَ المرضُ على العلاج أو طال فالأفضل عندئذ أن يطلبَ المريضُ نفسُه أو أهلُه دواء الله ، مسحة المرضى. مرضى كثيرون أو أهلهم يرفضون دعوة الكاهن أو إقتراحه في المسحة خوفًا من الموت. لا يقتنعون بكلام الكاهن لأنَّ تعليم الناس قد تغَّلب على دعوة المسيح. ويا ليت من يقرأُ هذا المقال أن ينشُرَه بين المؤمنين حتى يُستَأصَلَ الكذب الذي زرعه ابليس في أذهان الناس عن المسحة فلا يخافوا منها بل يستعملوا هذا الدواء الألهي بثقةٍ وايمان وينالوا الشفاء المرغوب.

إِنَّ الصلاة التي يتلوها الكاهن قبل مسحه للمريض تقول :” نتضَرَّعُ إليك  ونسألك يا ربَّنا ومُخَّلِصَنا أن تفتقدَ بنعمةِ الروح القدس، وتُشفيَ أوجاع … (فلان) المريض وجُرحَه. وآغفِر بحنانك ذنوبَه. وأبعِدْ عنه أمراضَ النفسِ والجسد. وأعطِهِ العافيةَ والشفاء، من الداخل و الخارج، وقَوِّهِ ليقوم مُعافًى فيخدُمَك بجسدِه ونفسِه خدمةً نقيَّةً مُقَدَّسة. إنَّك أنتَ الحَّيُ والمالكُ مع الآب والأبن والروح القدس الى الأبد.

وبعد مسحِ أعضاء الحواس الخمسة بالزيت المُكَرَّس ( العيون ، الآذان، الأنف، الفم ، الأطراف < اليدين والرجلين> ..:.. البصر، السمع، الشم، التذوق، اللمس ) يُصَّلي الكاهن  قائلاً :” أيُّها الرَبُّ الإلَه، الآبُ الأزلي، القُدّوس والضابطُ الكل، يا مَن يحفظ بكثرة رحمته خليقَتَه، ويَرُّشُ ندى نِعَمِه وبركاتِه على الأجساد المرضوضة بالأوجاع والأمراض. ندعو إسمَكَ العظيم والقدوس إِستَجِبْنا برحمتِكَ وحَرِّرْ عبدكَ ( أو أمتك) من مرضه، وأَعطِه الشفاءَ، وأَقِمْهُ بيمينِكَ، وشَـدِّدْهُ بقُوَّتِك، وأَعِدْه إلى كنيستِك المُقَدَّسة معافًى وسالِمًا، بواسطة إبنِكَ الحبيب رَبِّنا يسوع المسيح. للأبد “.

{ يتبع السؤال الثاني }