عـيد مريم سُلطانة الوردية المُقَدَّسة
تتلى علينا اليوم القراءات: تث9: 13-21 ؛ اش26: 1-19 ؛ في4: 4-9 ؛ متى15: 21-28
القـراءة : تثنية 9 : 13 – 21 :– أخطأَ الشعبُ وزاغَ عن الحَّق. ونالَ عقابَه فماتَ كلُّ من عبَدَ الصنَم. إعتذرَ موسى من الله عن ذلك وكَفَّرَ عنه بالصوم.
القـراءة البديلة : إشَعيا 26 : 1 – 19 :– يدعو النبي الى الصِدْقِ والبِرّ. ينعمُ الأبرارُ بالسلم والأَوفياءُ بالراحة. أمَّا المنافقون والأشرار فيُصيبُهم الخِزيُ والعار.
الرسالة : فيلبي 4 : 4 – 9 :– يدعو الرسول الى الفرح المتواصل والسلوكِ المثالي ، ويشكرُ أهلَ فيلبي على إهتمامِهم به وتعاونِهم معه ومساعدتِهم له.
الأنجـيل : متى 15 : 21 – 28 :– يَشْفي يسوعُ إبنةَ الكنعانيةِ تلبيةً لأيمانها، رغمَ كونِها وثنيةً مُحتقَرَةً ومنبوذةً من اليهود ومُزعِجَةً للرسل.
لِنَقْرَأْ كلامَ الله بآنتباهٍ وإجلال
الصلاة الطقسية
الصليب دعوة الى التوبة وضمان للرحمة. الصليب شعاعٌ للمحبة ومجدٌ للحَّق ونداءٌ للحمد. غاب عن الساحة مدة ثلاثة قرون، عندما كان المسيحيون مضطَهَدين يُجاهدون للصمود في وجه الشر، وهم مصممون على أداء الشهادة للمسيح ومُقتنعون أنها مشيئة الله لنشر الأيمان بالمسيح ونسف أساس ضلال الوثنية. كانوا فرحين يُمَّجدون الله ويشكرونه مع ملائكة السماء على نعمته العظيمة في إنقاذ الأنسان، وحكمته بسلوك طريق البذل والفداء وقبول الذل والإهانات والعذابات القاسية لدحر قوى الشر والدجل والفساد. وشكرت الصلاةُ اللهَ خاصَّةً على رفعه الصليب من تحت أنقاض النفايات ونشر أشِعَّةِ سنائه وكشف قُدرته على إجراءِ أنواع الأشفية والمعجزات، وكأنَّ سلطة المسيح قد حَلَّت فيه. فيدعو الصليبُ من جهة الى التوبة، ويُسَّليَ من اُخرى المتألمين والمغمومين، ويُنعم على غيرهم الصبر وقوة تحَّمل الآلام من أجل أداء شهادتهم بآنتصار وفرح. إنه تمديدٌ لعمل المسيح الذي ” بصليبه قتل الخطيئة التي قتلت طبيعتنا. فتعَجَّبَت جموعُ المشاهدين لآنتصار المُعَّلقِ على الخشبة. فقد غلبَ الرجُلُ المُعَّلقُ على الصليب إثنين أَشِّداء : الشيطان والموتَ المُفسِد”.
الترانيم
1+ ترنيمة الرمش :” أيَّتُها النفسُ الشقّية، إستَمِّري، وأنت تحملين مصابيحَكِ، وآسمعي
صوتَ الختن المجيد. وآستَعِّدي مع العذارى الحكيمات وآسهري معهن. ولا تسمحي
بالنوم لعينيكِ. بل أُهتفي بتسابيح الرب، وتوَّسلي إليه وقولي: اللَّهم يا مُحّبَ البشر تحَنَّن
علَيَّ وآرحمني “*.
ܫܲܒܲܚ. للصليب:” رُفعَ الصليبُ في أورشليم، وآبتهجت الخلائقُ كلُّها. حُلَّ به الموتُ
الشره، وسلطانُ الشياطين سُلِب. بَدَّدَ اليهودَ في جهات العالم الأربع، وجَمَّع الشعوبَ و
أدخلَها الى الملكوت*الى ذلك الفردوس السماوي الذي خسره آدم عندما خالف. آدم
الثاني إنتصر في اليهودية ورجع الى بلده، الملكوت* ونال السلطان في السماء وعلى
الأرض. وها هي جموعُ الملائكةِ تسجدُ أمامه صارخين كلُّهم بصوتٍ واحد: الشكرُ
لآبن سَيِّدِ الكل “*.
2+ ترتيلة للمجلس :” الصليب الذي آمْتَّدَ سلطانُه في العلى والأسفل ومجدُه في العالم كُلِّه،
رآهُ القدّيسون فتسَّلحوا به ونزلوا للجهاد. وآستَرَّدوا النصر للكنيسة والخزيَ لأَعدائِهم.
إمتلأَ أَفواجُ اليمين فرحًا وأفواجُ الشمالِ حُزنًا. الملائكة مبتهجون. والشياطين حزانى.
أمَّا الكنيسة فتهتفُ المجدَ لمُرسِله “*.
3+ ترتيلة المدراش :” لم يكن من الناس. ولا بيد الناس. ولا خطر أبدًا ببال الناس. أنَّ هذا
(ما حدث للصليب) من الله ومن إبن الله. القوَّة هي التي رسمت فأظهرتْ للملك الصادق
ولأُمه المؤمنة وخرجت في إثر آلةِ مُحيي الكل*. ففي أورشليم اليهود، ظهر نورٌ هناك.
صليبُ مُحيي الكل، الذي تجَّلى لخلاصِنا. خشبةٌ مطمورةٌ منذ زمن في الأرض. ودعت
العدالةُ الملكَ وأمَّه المؤمنة ففتشوا عن الخشبة و وضعوها في الكنائس لتكون للشفاء”*.
4+ ترتيلة الفجر :” تبارَكَ الذي بصليبِه أضاء العالم. وزال الضلالُ من الأرض. وها هي
كلُّ الشعوب تسجد تكريمًا له وترفعُ المجدَ لسيادتك “*.
5+ ترتيلة التناول :” ذاقَ يوناثان برأس رمحه العسل وآستنارت عيونه. وها هي حلاوةُ
الصليب ، أَنيروا بها أذهانكم “*.
التعليم
إستعدادًا لمجيء المسيح الثاني ولملافاته براحةٍ وفرح تستمِرُّالصلاةُ فتُحَّذرُ” النفسَ الشقية ” من الأهمال واللامبالاة. فتدعو الى التزَّود بمصابيح سيرةِ الفضيلة وتقول إحدى الترانيم: ” لهذا إلتجِئي الى التوبة أيتها النفس وقولي : لقد أخطأتُ قدّامك يا رب فآرأَف وآرحمني”. و نبَّهتها ترنيمة أخرى :” أنت واقفة، يا نفسُ الشقية، على باب نهاية حياتِك. لكِ بعدُ مجالٌ كي تستغفري. أمَّا هناك فلا تنفعُ الدموعُ ولا تساعدُ التوبة “. وترنيمة ثالثة تُنَّددُ بالكسل وعدم المبالاة :” يا نفسي أفيقي وآلقي عنك نوم الإهمال وبزيت محبة الفقراء أعِّدي لكِ وأضيئي مصباحًا.. إستعجلي قبل أن يُغلق بابُ التوبة”. وبجانب التحذير تُحَّفزُ الصلاة الخطأة الى التوبة وتُحَبِّبُها لها. قالت ترنيمة :” دعتني العدالةُ وقالت لي: تعالَ إلَيَّ أيُّها الخاطيء، فإِنَّ ربَّكَ يفرحُ بالتائبين الذين يتخَّلصون من خطاياهم”.
ومن جهة ثانية تقدم الصلاةُ الصليبَ ملجأ ً ودواء. وأعطت لصَّ اليمين نموذجًا : هو على صليب يتعَّذب والموتُ ينتظرهُ فآنتهز وجودَ الصليبَ الثاني الحامل ليسوع وآلتجَأَ إليه. فقالت ترنيمة :” مع اللص نلجَأُ إلى الصليب و نحتمي تحت أكنافِه “. وذكرت الصلاة كيف رأى قسطنطين صليبًا بهيًّا في السماء، وكيف خرج صليب المسيح على يد القديسة هيلانة من الأرض وآرتفع مثل عطور وآنتشر صيتُه لمَّا أحيا مَيِّتًا، وأحيَا أمواتًا بالخطيئة كثيرين فتابوا لمشاهدته ولمسه. حتى قالت ردَّة المدراش: ” تبارَك الذي بصليبه صالح العُلى و الأسفل. وابهجَ بآكتشافِه الناس والملائكة “، لأنَّه كما قالت ترنيمة المجلس” تسَلَّح به
القديسون ونزلوا للجهاد وآسترَدُّوا النصرَ للكنيسة”.
نختم مع الكنيسة قائلين :” يا رب لا يتسَّلطْ الشِرّيرُ على جمع مُسَّبحيك. فقد إشتريتهم بدمكَ وخلَّصتَهم بصليبِك… و نرفعُ لكَ الشكرُ والمجد لأنَّك خلَّصتَنا بصليبكَ “.