تقديم
دارت مواضيع الآحاد للسنة الطقسية الماضية 2021-2022م حول أجزاء الصلاة الطقسية الثابتة خلال السنة. في حين دارت مواضيع السنة 20 ـ 21 حول ” الترانيم الأساسية المحورية ” لكل أحد كإِطار يجمع شمل أجزاء الصلاة للأسبوع كله. وأتتني أُمنياتٌ وطلبات لترجمة كافة النصوص ليطلع عليها القراء الكرام ولاسيَّما لكي يفهموا ما يتلونه أو يرتّلونه. أحاول هذه السنة أن أُلَبِّيَ رغبَتَهم وأُتابعَ فأُكَّملَ ترجمة النصوص الباقية المطلوبة، بدءًا أوَّلاً بالآحاد. أرجو أن يُوَّفقني الله بصلوات القُرَّاءِ الكرام.
راودتني هذه الفكرة من عقود، لا بهدف تلاوة الصلاة بالعربية، بل فقط لآشراك المؤمنين الكرام بالغنى الروحي الذي يغيبُ عنهم والذي تحويه تلك الصلوات والتأملات. أتذكَّر وأنا في الموصل، قبل أربعين سنة، بحثتُ الموضوع مع شماسٍ قدير هو المرحوم الشماس اسماعيل من كرمليس، وكان قد بدأ يُترجم بعض الترانيم الى العربية أو السورث يُرَتِّلُها الشمامسة والجوقة في القداس. كان قديرًا باللغتين الكلدانية والعربية، يُنَّظم الترجمة على اللحن الموسيقي الأصلي. رَحَّبَ بالفكرة، لكن الظروف لم تُساعد لآحقاق المرغوب، رغم حسن النيَّة.
أمَّا عن الترجمة الى لغةٍ محكية أو سائدة فأتتني وأنا بعدي طالبُ في المعهد ومسؤولٌ عن الطقسيات فأحسستُ بهذه الحاجة، خاصّةً وقد تابعتُ مقررات المجمع الفاتيكاني الثاني (1962-1965) وطلبه أداء الرتب الطقسية بلغةٍ يفهمها المؤمنون تسهيلاً للمشاركة فيها ، وبغيةَ قطف ثمارها الروحية. وكنت أيضًا أُلاحظُ أداءًا ناقصًا نوعًا ما بسبب جهل معاني ما يُصَّلىَ. فترجمت” ماران إيشوع وحيِّل ماران” كمحاولة أولى ولكن لم يتم إستعمالها بسبب إنتهاء خدمتي برسامتي الكهنوتية 1966. كُدتُ أهملُ الفكرة لولا أنّي لقيتُ تشجيعًا من أُسقفي المطران المرحوم رافائيل ربان إذ سبق فترجم ترتيلة ” نقوم شبير” لجمعة الآلام ، ورتلناها فعلا في كركوك سنة 1967 بالعربية وبلحنها الأصيل. كان المرحوم عُضوًا في إحدى لجان المجمع المسكوني الأساسية ومُتَشَّبعًا من روحية المجمع وقراراته. كان يرغبُ في مساعدة المؤمنين لفهم النصوص والمشاركة فيها عن طريق اللغة المستعملة في البيت، فلا تكون غريبةً عنه. لكنَّ الموت عاجله أثناء إنعقاد السينودس الكلداني لسنة 1967 الذي إِتَّخذ قرارات، بتحضير منه، بتنظيم الطقوس بشكل جديد ليتماشى مع حاجة العصر. لكنَّ ما نُفِذَّ من تلك القرارات ظلَّ جُزئّيًا، وفي بعض الرعايا دون ان يشمل الكل.
ليست الصلاةُ تعويذًا نؤَّديها بشكل وسواسي أو روتيني ولا هي فقط رفعُ طلبات نفعية عند الحاجة فقط ، بل هي لقاءٌ، بالفكر والروح، مع الله خالقنا ودَيّاننا. لقاءُ روحنا مع الله الروح لتمجيده وحمده وآستغفاره وطلب عونه لنعيش في الحَّق والبر، ونكون أهلا للحياة معه أبديًا. لذا يلزم أن نعي صلاتَنا ونعرف كيف وبماذا نتحدَّثُ إلى أبينا السماوي.
صَلِّ. 3
الأحـد الأول للبشارة
1. الرمش
ترنيمة ” دْواساليقى ” {1}
-: يا راعيَ إسرائيلَ أَصغ:- الله ُ الكلمة الذي من آلآب، لم يأخُذ شِبهَ المخلوق من الملائكة
، بل من زرعِ إبراهيم. وظهرَ بنعمتِه في ناسوتِنا ليُخَلِّصَ جِنسَنا من الضلال “.
-: المجدُ للآبِ وآلأبن والروح القُدُس :- يا مريمَ البتول القديسة أمَّ يسوع مُخَلِّصِنا تضّرَّعي
وآطلبي الرحمةَ من آلأبنِ الذي ظهرَ من حضنِكِ، أنْ يُبعِدَ عنا بنعمتِه الأزمنة المملوءة
بالشدائد، ويمنَحَنا أَمنًا وسلامًا، وأنْ تُحفَظَ بصلاتِكِ الكنيسةُ وأولادُها من الشِرّير. وفي
اليوم المجيد لمَّا تتجَّلى عظمتُه نستحِّقُ أن نتـنَعَّمَ معكِ في خدرِ النور* {2}
2. صلاة الليل ( هولالا 5، مزامير 37ـ 40 + في ختامها : مز 81)
-: قلتـا :- قال زكريا، جوابًا للملاك، كيفَ يُمكنُ للعاقر أن تلدَ : وأنا شيخٌ وزوجتي عاقر؟. كيفَ يتحَقَّقُ الأمر؟* أمَّا العاقر فآرتاحت أمام حَبل أمِّ النور: وردَّت فقالت” إبنُكِ أمجدُ من كلِّ مولود * ( المزمور: 40: 1-11+120/121: 1-8+ 88: 10-11+ 137: 7-8).
-: المجلس :- + الترانيم
1- سَبِّحوا الرَبَّ تسبيحًا جديدًا :- البتولُ والدةُ الله، المسكنُ المجيد للروحِ القدس، التي بها رضيَ ربُّ الكل أن يُجَّدِدَ صورتنا التي فسُدَتْ، إليها بعثَ من العُلى رسالةً ختمها بوجوده منذ الأزل، رسم فيها سلامًا وأَمنًا لبني البشر آلأرضيين بتحَرُّرهم من الضلال. أنا هو جبرائيلُ الواقفُ أمام تلك العظمة المهيبة لخدمتها، أرسلني آلآب لأبَّشِرَكِ بشارةً تُفَّرحُ العالمَ كلَّه. ستحبلين حَبَلاً مُعجِزًا، إِذ تجبلُ قوَّةُ العلي في أحشائِك فتلدين إِبنَه عمانوئيل، به يتصالحُ العُلويّون مع الأرضيين فيحمدونه قائلين : مجدًا لك يا مُخَّلِصَ الكل*.
2ـ أرسلَ اللهُ نعمتَه وحَقَّهُ :- رئيسُ قوَّات الملائكة جبرائيلُ أُرسِلَ الى المباركةِ بين النساء البتول القديسة، وبينما هو في رهبةٍ لا تهدأُ كان يُبَّشرُها قائلاً *: تحِيَّةً لكِ أيَّتُها المرَأةً الممتلئةُ نعمةً. تحيَّةً يا أُمَّ مخَّلِصِ الخلائق. تحيَّةً لمولودِكِ الذي يُبَّجلُهُ الكاروبيم والسرافيم. تحِيَّةً لآبنِكِ الذي يسجدُ له الرُعاةُ والمجوس*: تحِيَّةً لكِ لأنَّكِ نلتِ شرفَ أن تحملي إِبنَ اللهِ الكلمة. تحيَّةً لك صِرتِ مرسًى لجميع النبوءات. تحيَّةً لكِ ولدتِ بدون زواج، كما قال إشعيا : تحيَّةً للنجم الذي فاقَ مجدًا أكثر من الشمس. تحيَّةً لكِ يا نبعًا قبِل الندى من العُلى. تحِيَّةً للحياة التي جرت لحَوّاء. تحيَّةً لكِ إِذ منكِ يولدُ الملكُ المسيح. هللويا *
3ـ مِن أمام الرَبّ سيِّدِ الأرض :- بينما كان جبرائيلُ رئيس الملائكة يُبَّشرُ البتول، بخوفٍ عظيم ورعدة، بالميلاد المجيد لآبنها يسوع مُخَّلِّصِنا، تحَدَّثَ إليها وقال لها * سلامًا لكِ أيَّتُها الممتلئة عجبًا. سلامًا لك تلدين الجَبّارَ والمُخَلِّصَ. سلامًا لكِ إذ يُشرقُ منكِ مُحَّررُ الكل. سلامًا لكِ إذ منك يولدُ الرجاءُ والحياة * سلامًا لكِ كنتِ أهلاً لسُكنى إبن الله الكلمة. سلامًا
ــــــــــــــــــــــــــ
1} ترانيم دْ ” قذام وَدْ واثر” ، أطلبها، مع بقية الأجزاء الثابتة، في “صَلِّ مع الكنيسة ” ، الجزء 1
2} تُرَنَّم هنا هذه الصلاة مساءَ كلِّ سبت طوال السنة حسبب قرار السينودس البطريركي لسنة 1967م بخصوص مزامير صلاة الليل والفجر أُسَجِّلُ فقط أرقامها ، نموذجًا في الآحدين الأولين فقط.
صَلِّ 4
لكِ أصبحتِ خادمةَ لعهدين. سلامًا لكِ يا من أنجبتِ وأنتِ بتول، كما تنَبَّأَ إِشَعيا * سلامًا للنور الأبهى جِدًّا من كل الأنوار. سلامًا لكِ يا حِصنًا شاءَ الملكُ أن يحُّلَ فيه. سلامًا للخيرات التي تُعطى لنا من حضنِكِ. سلامًا لكِ لأنَّ منكِ يُشرقُ مُفَّرحُ الخلائق. هللويا*
4- إنحنى السماءُ ونزل :- نزلَ رئيسُ الملائكة وبشَّرَ البتول إبنةَ المائتين بشارةً أبهجت العالم كلَّه. وبالتحِيَّةِ التي حيَّاها بها أزال عنها كلَّ خوف* وأعطى لها رسالة من الآب
ممتلئةً سلامًا وأمنًا للأرضيين الذين من أجلهم أُرسِلَ من العُلَى. ليكون مُوفَدًا ورسولاً للخيرات السماوية. ليُعلن بالحَبَل بذاكَ الذي هو الرئيسُ ومُخَّلِصُ الدُهور، والذي يُولدُ بقُوَّةِ الروح من بتولٍ بدون زواج. وبغرابةِ مولده يُعلنُ لنا عالمًا جديدًا * يملكُ فيه الإِتّفاقُ وحُبٌّ كامل. ويَنحَلُّ الضيقُ والموتُ والفساد. ويكون اللهُ مع خلائِقه كُلَّا في الكل. فنُصعدُ له التسبيحَ قائلين : هللويا *
5ـ وطارَ على أجنحةِ الريح :- طار فنزلَ رجلُ النار من بين زمرةِ اللهيب وهو متوَشِّحٌ سخونةَ النار المُتَّقِدَة. شقَّ العُلى ونزل الى الأسفل حاملاً في سلامه رسالةً * نزل السفير من بين صفوف اللهبة، جاءَ و وقفَ بين الآب والخليقة. رأى البتول أنَّها بهيّةٌ ومزيونة بالعفاف ، فألقى أختامًا ثلاثة على باب هيكلها * وبالسلام الذي أعطاه لها حلَّ الروحُ القدس في هيكلها، وهي قصرٌ مختومٌ ومطبوعٌ، وفي داخلها حلَّ إبن الملك. وخَتْمُ بتوليتها يشهد أنَّ حَبَلها وإيلادَها يُدهشُ الكل * فقد جبله اللهُ جابلُ كلِّ الأجِّنةِ، المُسَلَّطُ على خلقِ كلِّ شيء من لا شيء * طوباكِ يا مريم لأنَّه أشرقَتْ منكِ شمسٌ جديدةٌ ، شِدَّةُ ضيائِها تُظلمُ الشمسَ في الفضاء. هللويا *
ܫܲܒܲܚ ݂ المجدُ للآبِ وآلإبنِ والروح القدس :- أَيُّ عقلٍ وكلمةٍ وسمع يستوعبُ بحرَ مراحمكَ الذي لا يُحَّدُ يا رب أنت الذي موجودٌ أزليًا، و وُلدَ قبل الدهور إِلَهيًا خارج الزمن، كلمةً من الآب، تجَسَّدَ في نهايةِ الأزمنةِ كاملاً في جسدٍ ونفسٍ، من أُمٍّ ولدتْه، وأختامُ بتوليتها لم تتلف. ولذا دُعِيَتْ والدةَ الله. ولأنَّه لم يتغَيَّر هو أيضًا عندما شاءَ وتجَّلى في ناسوتِنا. يا لعمقِ غنى الله وحكمتِهِ. بينما خابَ حضنُ حواء باللعنة لتلد البنين بالأوجاع، صارتْ هي نبعًا يُعطي الحياة إِذ حبلت بعمانوئيل بدون زرع و ولدتْه، وحَلَّ جنسنا المائت وحرَّرَه من الفساد. فله نُمَجِّد كلُّنا قائلين : مجدًا لك يا سَيِّدَ الكل غيرَ المُدرَك *
ܥܵܠܲܡ ݂ من الأزل وإِلى الأبد آمين وآمين :- السَيِّدُ رَبُّنا خفيٌّ بوجوده مع أبيه. يَقِظٌ ، رئيسُ الملائكة، جلى خفاءَه في البتول. ملاك النار لابسًا النار حملَ رسالةً ممتلئةً حياةً ورجاءًا صالحًا للمائتين. رأت مريمُ الملاكَ اللابسَ لهيبًا وقلقت منه وتحَدَّثت إليه وقالت له : أنا لم أعرفْ رجلاً أبدًا، فكيف يتحَقَّقُ هذا معي؟. أجابَ السفيرُ بنتَ المائتين : إليك يأتي سيِّدُ الكل، ويحُّلُ فيك ذاتيًا، ويُصبحُ منك إبنًا للأنسان. الذي هو ضياءُ الآب وصورةُ وجودِه. و مع كلمة الروحاني حلَّ الروحُ القدس في هيكل المباركة. قصرُ الأنسان حَلَّ فيه الملك. رأى السفيرُ الروحاني وآنذهلَ وسكت. وبدأ ينشرُ أجنحة الروح ليطير الى بلده من حيثُ أرسله الخفي. حَلَّقَ الروحاني وطارَ النوراني وكشفَ للملائكة أنَّ كلمةَ الآب حَلَّ في البتول* مجدًا للمسيح الذي خَلَّصَ الجنسَ البشري من إستعباد الشيطان *
-: قانـونا :- الردَّات ( مز131: 1-18) من زمانٍ طويل، قبل دهور، وعدَ الرَبُّ لآبراهيم ولداود، على ميلاد المسيح الذي كان
صَلِّ 5
مُزمعًا أن يُشرقَ من مريم * يرفعُ السماوّيون والأرضيون المجدَ للخالق، الذي برحمتِه إنقادَ نحو جنسنا وآتَّخذَ طبيعَتنا * الرسالة التي أدَّاها الملاك من الرب للبتول، أعَدَّت كلَّ الخيرات لطبيعتنا، والضيقَ للشيطان *
-: التسبحة :- و -: الطلبة :- { 3}