تتلى علينا اليوم القراءات : خر40: 1-12 ؛ 1مل8: 10-29 ؛ عب8: 1-6 متى12: 1-8
القـراءة : خروج 40 : 1 – 12 :– إكتملتْ خيمةُ الأجتماع ولوازمُها ويتَلَّقى موسى تعليماتِ تكريسِها وتكريسِ الكهنة القائمين على خدمتِها.
القـراءة البديلة : 1 ملوك 8 : 10 – 29 :– أَنجزَ سُليمانُ بناءَ الهيكل فيُدّشِّنُه ويباركُ اللهَ على أنَّه إختارَ شعبًا يٌقيمُ بينهم ورئيسًا يقودَ الشعبَ بآسمِه.
الرسالة : عبرانيين 8 : 1 – 6 :– يدورُ الحديثُ عن رئيسِ الكهنة وقرابينه وهم ظِلٌّ وصورة للمسيح الذي خدمتُه أفضل لأنَّه وسيطُ عهد جديدٍ أفضل.
الأنجـيل : متى12: 1 – 8 :– يوم سبتٍ يقلعُ الرسلُ سنابلَ ويأكلون. يلومهم الفرّيسيون أمَّا يسوع فيُدافعُ عنهم. ويُعَّلمُ أنَّهم لا يُخالفون. لأنَّ السبتَ في خدمةِ الأنسان، وهو نفسُه رَبُّ السبت ويتحَّكمُ فيه.
لِنَقْرَأْ كلامَ الله بتقوى وخشوع
الصلاة الطقسية
جاء يسوع نورًا يكشفُ للعالم حقيقة الأنسان. فكشفَ أولاً حقيقة جوهر الله الذي هو واحد، لكنه ليس مثل إنسان واحد فرد، بل مثل الناسوت. فالناسوت الواحد يكتمل لا في آدم وحده بل عندما تُولد منه المرأة حوّاء، وعندما يُنجبان ثالثًا طفلاً صورة منهما. فالأنسانُ المخلوقُ على صورة الله هو الذكر والأنثى والأبن الثمر. وهذه الصورة ترجع لتعكسَ علينا جوهر اللاهوت الذي هو : القدرة والمعرفة والمحبة، فهو : آبٌ وآبنٌ وروح. ليست ثلاثةُ كيانات. بل كيانٌ واحد : اللاهوت. وصورته الأنسان : الأب والأم والأبن ليسوا ثلاثة كيانات بل كيانٌ واحد: الناسوت. إنكشفت ذاتُ الله على يد يسوع في معموديته، فعرفه الرسل/الكنيسة. والكنيسة أشعَّت نور الحق هذا في الكون. وبكشف ذات الله كشفت الكنيسة أيضًا الأنسان في ذاته : من هو؟ وكيف هو؟: يقدر، يعرف ويُحّب. هذه هي الحياة، الوجود. الأنسانُ يأخذُ من أصله الله ويخضع له والله ينيرُ صورَته الأنسان ويعملُ بواسطته. فرسالةُ الكنيسة أن تُعلن هذا الحق وتنشرَه ليحيا الأنسانُ ويعمل وينعمَ بالسلام برعايةِ الله. هكذا تمجَّدت الكنيسة كما قالت صلاة قلتا :”إبنةُ الظلام خطبَـتْـها شمسُ البر : ونضَحَتْ في وجهها بهاءَها العظيم فلبست النور”. فالمؤمنون مع المسيح، الكنيسة، نور العالم.
الترانيم
1+ ترنيمة الرمش :” يا مُخَّلصَنا أعلنتَ أوَّلاً لكنيستك التي تبعتك بالكمال، بحُّبٍ وثقِةٍ منذ
المعمودية، عن أقانيم اللاهوت المُمَّجد. وبواسطتها إنكشفت لجموع الروحانيين المعرفة
الكاملة لسِّر الثالوث. يا رب لِتُحفَظْ بنعمتك بلا عيب العقيدةُ التي إئتَمَنْتَها عليها في
إنجيلِك “*.
2+ ترنيمة السهرة :” يا رب بنيتَ كنيستك على أساس إيمان شمعون الصفا. وبسبب وعدِكَ
لها لم تُزَعْزِعْها أمواجُ الوثنيةِ وهيجانُها. ولمَّا رأى الشيطان أنَّه لا يقدر بملائكته أن
يغلبَ الكاثوليكية أثارَ بني تعليمها في كلِّ الجهات أن يُفنوا بعضَهم بسهام الحسد. فأبطِلْ
منها الخالين من المجد الذين يحسدون ويُحَرِّضون الواحد على الآخر. وليملك الأمنُ
بين أولادها “*.
3+ ترنيمة للمجلس :” طوباكِ يا كنيسةً أمينة، كنَّةَ الآب ملِكِ الملوك. إِكتملَ جمالُكِ بالذهب
حسبَ إعلان كلمات الأنبياء، على أنظار العُلويين والسُفليين. بهِيَّةٌ الزينةُ التي زَيَّنَكِ بها
الآب. بهيَّةٌ أنواعُ الأرجوان التي نسَجَها لكِ إبنُ الملك. بهيٌّ الخدرُ الذي عقدَه لك الروحُ
القُدس. بهيٌّ النعيمُ المُعَّدُ فيكِ لبنيكِ. بهيَّةٌ أبوابُك، عاليةٌ مغاليقُكِ، مُزَيَّنةٌ أُسُسُكِ بالدرر.
بهيَّةٌ أسوارُك التي هندسَ الرسلُ بناءَها. مجيدٌ الهيكل. مجيدٌ بيتُ المَقْدِس، فيه يُزَّيَحُ
المذبحُ. مجيدةٌ أجواقُ الكهنة وصفوفُ اللاويين. مجيدٌ الوقتُ الذي فيه يدعو الكاهنُ
الروح. مجيدةٌ الأسرارُ التي تُوَّزعُ فيكِ لبنيكِ. وتُنشِدُ الملائكةُ والناس في تقديسِكِ مجدًا
. هللـويا “*.
4+ ترنيمة القداس :” أيُّها الملكُ المسيح أنتَ الذي أنقذتَ بدمك الثمين الكنيسةَ المُقَدِسة من
الضلال، أَعطِنا بحنانِكَ أن نستحّقَ كلَّ حين أن نعمل مشيئتَكَ وأن نقَّربَ للاهوتِكَ بقلبٍ
طاهرٍ ونقِيٍّ. ومع جموع الملائكة نرفعُ لك المجد بتقوًى قائلين : قدّوسٌ قدّوسٌ قدّوسٌ
الرَبُّ آلإِلَهُ مخَّلِصُنا “*.
التعليم
قالت صلاة الأحد الماضي بأنَّ الكنيسة قامَتْ وتَثْـبُـتُ على الأيمان. وصلاةُ اليوم تُحّدِّدُ على أيٍّ إيمان؟ وتقول إيمان ” شمعون الصفا “. بطرس الذي هو أول من آمن بالوحي الذي تلَّقاه من الآب وقبله وأعلنه :” أنت هو المسيح إبنُ الله الحَّي” (متى16: 16). وبنى المسيحُ كنيستَه على صخرة إيمانِه. ومن أجل ألا يُغربلَه ابليس، فيسقطَ إيمانُه، صلَّى يسوع بنوع خاص، وبهدف أنْ” يُثَّبتَ إخوتَه ” الرسلَ في محنة الصلب (لو22: 31-32) ، ويُثَّبتَ العالم في الأيمان المستقيم. هذا دورُه في حياته، وبعد مماته في خلفائِه، ليبقَ نورُالحَّق يُضيءُ كلَّ الأجيال، ويَحُّلَ كلَّ خلافٍ على ضوء هذا النور. هكذا أعلن في أول خلافٍ ذَرَّ قرنَه بين الرسل في الأختيار بين الختانة والمعمودية، فحَّله ولم يخرجْ أحدٌ عن قراره (أع15: 6-11 ). ولمَّا ضعفَ الأيمان وفقد إشعاعَه تحَّكمَ” الحسدُ “، ولم يعد البعضُ يعترفُ بإيمان بطرس ولا بسلطانه فآنشَّقَ ثوبُ الكنيسة الخارجي وتشَّوهَ وجهُها آلبشري.
لكنَّ الكنيسة تبقى مقَدَّسةً وحاملةً نورَالحق بالمسيح رأسِها، وبمن يدعوهُم” بُطرُسًا ” لمتابعة أداءِ رسالتِها. قالت إحدى الترانيم :” تأتينا الشرورُ بسببِ كثرة ذنوبنا وخطايانا. وبسببها أيضًا قامَ علينا بغضب أعداءُ الحَّق. لذلك نتوسلُ ألا تُسَّلِمَنا، في غضبك ، الى أيدي الناس البرابرة، فلا يُقالُ علينا أين الرَبُّ إلَهُهم الذي دُعيَ إسمُه عليهم؟. فبصلاة كنيستك المباركة تَرَّحم على شعبِكَ ..”. صلاة الكنيسة هي صلاة المسيح لتحفظَ رعيَّتَه. فأعداءُ الأيمان وأبناءُ الكنيسة لا يقوون على الكنيسة لأنَّها جسدُ المسيح السِّري. قد ينخدعُ بعضُ المؤمنين أو يموتوا بالصراع مع الشّرير. أمَّا الكنيسة، فقالت عنها ترنيمة شوباحا :” الذي يُحاربُكِ أنتِ الكنيسة ينجرح بسلاحه، والسهمَ الذي يرميه عليك يُصيبُ قلبَه هو* لقد وُضع بناؤُكِ على أساس الأيمان، ولن يُزَعْزِعَكِ لا سَبْيٌ ولا حَرْقُ جميع مبغضيكِ”. ولهذا قالت الصلاةٌ : ” يا رَّب ، إلى ملجَأِ كنيستِك يُسرعُ كلُّ الساجدين لك “.
