أهلا وسهلا بالأخ فراس فرنســاوي.
تضايقَ فراس ، وبحَّـق ، عن المخالفات وعدم الشعور بالكرامة ، بل قُل الاستهتار ، الذي يُبديه البعضُ أثناء القداس فكتب :” الى متى يكون عدم احترام القداس ، وعدم سماع القداس ، والحديث العابر ، والمجاملات طوال القداس : ثم في النهاية الكل يتناول ؟. ما هـي نظـرة الكنيسة من هـذا .
إدانـة وشــجب !
إنَّ الكنيسة لا فقط لا تؤّيد هذا الشيء ، إنما ترفُضُه ، بل قُلْ تـدينُه وتشـجُبه بشّـدة. إنها ظاهرةٌ إنْ دَّلت على شيء فهي تدُّلُ على عدم نضوج إنساني لمن يتصَّرفون هكذا. فالكلامُ و المجاملاتُ واللعبُ بآي باد ، وإرسال الرسائل الإلكترونية واستعمالُ الهاتف الموبيل أثناء الصلاة والمزحُ وانتقادات خدام المـذبح ، ومراقبة الأزياء والزينة… وغيرها ، وما أكثرها ، لا فقط لا تليقُ ببيوتِ الله التي هي موقع عبادة ، بل تنُّـمُ عن جهل بالأيمان وعن عدم التمييز بين الكنيسة وصالة سينما ، وبين الصلاة والترفيه ، وبين القداس ومسرحية.
وأما إلى متى تـدوم الحالة هـذه ؟. إنها لابد وستدوم إلى أن يتعَّلمَ الوالدان تربية أولادِهم بشكل صحيح ، وأن يزرعوا الأيمان الحَّق في أذهانهم وقلوبهم منذ نعومةِ أظفارِهم. أو أن يفتحَ الشابُ والبالغون عيون ذهنهم ليُعطوا كلَّ شيءٍ حَّقهُ : فيُصَّلوا في الكنيسة ويتثقفـوا في المدرسة ويترفهوا في السوق. وقد أصبحَ البعضُ يرفضُ توجيهات الكنيسة ونصائحَ الكهنة ولا يعترفُ بتنبيهاتِ المشرفين على النظام. بل يمتعضون عند تنبيههم ويحتجون بحقوقهم و حُّريتهم ، إذا لم يتهموا من يُذكرهم بالنظام والآداب السليمة بالإهانة أو حتى بالتخَّـلف !. لقد فلت بعضُ شعوبنا من عقاله وكبته وذله فيريدُ أن يُعَّوضَ عنها بالفوضى التي يُكَّنها ” بالحرية ” ، وبالهرج الذي يدعوه رفض القيود ويقول لك ” إني أعيشُ حياتي وأعَّوضُ عمـا فاتها من التمتع بالخصوصية الشخصية “! لقد أصبحوا ” نوازيك ” أكثر من زجاج المصابيح! ، بحيث لا تكادُ تلمسهم حتى يذوبون !!.
تحـذيــرٌ وتنـويــر !
نبَّـهَ اللهُ قائين عن شَّر ما قد نواه والسوء الذي يتربَّصُ به. لم يسمع و واصل تنفيذ خُطَّـتِه. و حَّـذرَ يسوعُ يهوذا من مغَّبةِ جريمتِه ، لكنه لم يَرعوِ. ولما تركه يسوعُ وشأنه أكله النـدم ومَّزقَه اليأس. ونال كلاهما جزاءَهما : كلُ واحد حفرَ بنفسِه الحفرة التي وقع فيها !. قد يكونُ نافعا أن يُنَّبهَ أمثالَ هؤلاء من يجلسون بقربهم. ولا أتصَّورُ أنه يليقُ بالكاهن أن يوقفَ الصلاة وينزل الى صحن الكنيسة ليُشرفَ على النظام. ولا حتى ليُعطيَ توبيخا ما فيحدثَ بلبلةً. كان بعيرٌ قد طلع على تل يأبى أن ينزل من فوقِه. قيلَ لصاحبهِ ” الى متى يبقى البعيرُ على التَّلِ ؟ أجاب : الى أن يزولَ التلُ !. وما دامَ تلُ الشر موجودٌ ، كان في داخل الإنسان أو خارجا عنه ، يبقى الإنسان مُعَّرضا دوما لأن يُخالفَ ويشُّذ عن الآداب العامة. إنَّ نعمةُ الرب وحدها قادرة على أن تُغَّيرَ داخل الأنس. أما الكنيسة فترفضُ سلوكا مماثلا ، وتُوعي أبناءَها بما هو حَّق ومقبول. ولكنها لا تستعملُ السيف لفرض الحق.