أهلا وسهلا بالأخ كروان عبدا.
جرى للأخ كروان نقاشٌ مع كاهن من الكنيسة الشرقية الآشورية حول منع المرأة صعود المذبح أو السماح لها. علم كروان أن تلك الكنيسة ترفض صعودها بسبب دورتها الشهرية التي تعتبرها نجسة. أما هو كروان فيصُّر على عدم السماح لها بالتعليم لأنها هي الأولى من دخلت الخطيئة بينما آدم لم يخطأ. فتسـاءَل :
# ما رأيك في الأمرين ؟
## ومن أين يستقي الشرقيون تعليمهم ؟
ونظر الله الى كل ما صنعه ، فرأى أنه حسنٌ جّدًا ! تك1: 31
إن آرتقاء المذبح وعدم إرتقائه هو من تنظيم البشر. أما خلق المرأة فهو من الله. وإذا كان للمرأة ” دورة شهرية ” فذلك يدخل ضمن خطة الله لتمديد الحياة. والله هو أيضا من كلَّفَ الأنسان بتمديد الحياة البشرية وإنجاب أناس جدد وكُثر:” وباركهم الله وقال لهم أُنموا وآكثروا وآملأوا الأرضَ” (تك1: 28). وتسليم عملية الأنجاب (الخلق) الى الأنسان كانت ” بركة ” من الله. فالله خالق الطبيعة البشرية ومنظمها وضع معمل جسم الحياة في جسم المرأة. وهذا المعمل يعمل خارج سيطرة الأنسان ، ويعمل بآستمرار إلى أن يتوقف طبيعيا عندما يبلغ جسم المرأة حدَّه في آستقبال الحياة وإنمائها، ولا يقوى على التكيف للولادة. عندئذ تتوقف الدورة الشهرية. ولا إرادة للأنثى في ذلك ، ولا إمكانية لها في تغييرها. وهذا كله من مشيئة الله وأمره. فهل يكون عمل الله ” دنسًا”؟.
فلو كان دنسا كيف حلَّ الله في جسم مريم و ولد منه مثل كل الناس؟. وهل المذبح أقدس من حشا مريم؟. إذا كان المذبح يتقدس بتكريسه وإقامة سر ذبيحة المسيح عليه أما تقَّدس جسد مريم بشكل أفضل بحلول الله فيه ومنه أخذ طبيعته البشرية؟. أما كانت لمريم أيضا دورته الشهرية؟. ومن كان واقفا على مذبح الجلجلة حيث قرَّب يسوع ذبيحته الأصلية؟. وكانت واقفة “عند صليب يسوع مريم أمه، ومريم إمرأة قليوفا، ومريم المجدلية .. والتلميذ الحبيب ..”؟ (يو19: 25). تلميذ واحد وثلاث نساء ، أصحاب الدورة الشهرية!!. فمن يحق له بالأكثر أن يقف على المذبح : النساء أم الرجال؟. إنَّ عمل الله وتنظيمه شفاف وبريءٌ وبنّاءٌ. أما النجاسة فمن فكرالأنسان النجس ومن قلبه الدنس :” ومن القلب تنبعث أفكارالسوء والقتل والزنى والفحش والسرقة و شهادة الزور والنميمة. وهذه هي الأشياء التي تنجس الأنسان” (متى15: 19) وليست الدورة الشهرية التي هي صنع الله.
مصدر تعليم ” الشرقيين” !
لقد تأثر الشرقيون كثيرا من عادات وتعاليم اليهود حسب العهد القديم. جاء في العهد القديم:” إذا حبلت امرأة فولدت ذكرا، تكون نجسة سبعة أيام كما في أيام طمثها… لا تلامس شيئا من المقدسات ولا تدخل المقدس حتى أيام طهورها”(أح12: 2-4). وكان هذا التطهير “بحسب شريعة موسى “(لو2: 22؛ يو7: 18 و23). ويضيف الكتاب : ” كانت تلك الأحكام للجسد.. فُرضت الى وقت الأصلاح”(عب9: 10)، وكانت فقط ” صورةً وظلاً للحقائق السماوية ” (عب8: 5). وقد أقام الله في المسيح “عهدا أفضل من الذي قبله” (عب7: 22)، ” عهدا جديدا لا كالعهد الذي قطعه لآبائهم..”(عب8: 8-9). ويتابع الكتاب :” وإذا كان أحد في المسيح فإنه خلق جديد. قد زال كلُ شيءٍ قديم وها هوذا كلُّ شيء جديدا”(2كور5: 17). ونحن المسيحيين ” لا نسلك سبيل الجسد بل سبيل الروح”(رم8: 4). كانت شريعة موسى تعتبر الدورة و الولادة ” نجاسة”. أما شريعة الله فقدستهما وجعلتهما سبيلا للحياة.
لا أُجيزللمرأة أن تعَّلم ! 1طيم2: 12
أولا : لم يقل بأن المسيح يأمر بذلك. بل هو بولس يمنعها عن التعليم لأسبابه الراعوية و الأدارية. ثانيا : نراه في أفسس يذكرإنتباه برسقلا الى أن أبُّلوس لا يعرفُ جيدا تعليم المسيح فنبهته وأتت به ، مع زوجها أكيلا، الى بيتهما وصارت توضح له مع زوجها دين الرب إيضاحا تاما (أع18: 26). وفي رسالته الى اهل روما يصفهما بمعاونيه في المسيح يسوع ، بل قد حولا دارهما الى كنيسة لتثقيف المتنصرين (رم16: 3). ويبلغ تحياته الى إناث عديدات ” أجهدن أنفسهن كثيرا في الرب” (رم16: 12). لقد كلَّف المسيح رسله ” قادة الكنيسة” بالتلمذة والتعليم (متى28: 19)، ولم يشرك المرأة في تلك القيادة. لكن الرب كلف مريم المجدلية ورفيقاتها، النساء، بأن تبشرن بقية التلاميذ بقيامته (يو20: 17؛ متى28: 10؛ مر16: 7). وكاد الرسل لايصدقوهن بسبب تنزيل قيمة المرأة العبرية (لو24: 9-11).
أن يكون بولس قد رفض لنساء كورنثية وأفسس التعليم والتسلط على الرجل فذلك لا يعني أنه تعليم إلهي، بل هو تدبير إداري ، وإن كان بولس برره ظاهريا بفكرة لاهوتية هي أن المرأة صارت سبب سقوط الأنسان في الخطيئة. لكنه لم ينسَ أن المرأة صارت أيضا سبب خلاص الأنسان بطاعتها وقبولها أمومتها الألهية للمخلص (رم5: 18-19).