أهلا وسهلا بالأخ سرمد هـدود.
لاحظ الأخ سرمد أنَّ بعضَ المؤمنين يخطأون بالكذبِ أو الشتم ثم يدخلون الكنيسة ويتناولون في القداس. كما لاحظ أن بعضَ الكهنة يختصرُ القداس أحيانا ، أو يُلحنُ هو أو الشماس لحنا غريبا في القداس ، فسأل ما يلي :
من يحُّقُ له أن يأخذ القربان المقَّدَس ؟
هل من الضروريٌ تلاوة فعل الندامة أو أفعال قبل التناول وبعدَه ؟
هل مسموح للقس أن يختصرَ القداس في الأيام الأعتيادية ، أو حتى في الآحاد ؟
لحنُ القداس : هل يمكن استعمال أي مقام في القداس ؟
من يحُّقُ له التناول ؟
كلُ مؤمن بالمسيح ومُعَّـمَد بآسم الثالوث الأقدس يحقُ له أن يتناول. إنما هذا الحَّقُ الأيماني يتزامنُ معه حَّقٌ أخـلاقي أيضا. لأنَّ الأيمان بالمسيح يتطلبُ حياة من نمطٍ خاص. يجبُ أن يظهرُ الأيمان بالأفعال. وكل إيمان بدون أفعال يُعتبرُ ” مَّـيتًا “(يع2: 17 و 26). والأفعالُ هي سلوكُ الأنسان. فإذا تطابقَ سلوكه مع متطلبات الأيمان يحُّقُ له أن يتناولَ القربان. أما إذا خالفَت تصَّرفاتُه منطوقَ الأيمان فيُعتبَرُ ذلك المؤمن خاطئًا. والخاطيءُ يُحَّذرُهُ الرسول من التناول. لأن الخاطيء يُعتبَرُ مفصولا عن الله ، وبالتالي” مَّـيِتًا”، لأنَّ” بعضًا من الخطايا يؤّدي الى الموت “(1يو5: 16-17). ويقول مار بولس :” من أكلَ خبزَ الرب وشربَ كأسَه ، ولم يكن أهلاً لهما، فقد جنى على جسد الرب ودمه. فليُحاسبِ الأنسانُ نفسَه قبل أن يأكلَ.. ويشرب..”(1كور11: 27-28). فإذا آحتقرَ مؤمنٌ تعليم الرب وآعتبرَ التناول شيئًا عاديًا يكون قد أخطأ. وخطيئته تكون ثقيلة لأنه لم يعتبر قدسية سر القربان المقدس بل تعاملَ معه بنـية غير سليمة. ومن يُحَّولُ القدسيات الى مظاهر أو منافع زمنية يكون يخطأُ ويسلكُ دربَ الهلاك.
تلاوة فعل الندامة أو غـيرَه !
في كلِ قداس توجدُ رتبة ” التوبة والغفران ” التي تُهَّييءُ المؤمن الى التناول. يتلو الشماس صلاة :” لنقترب كلنا بتقوى و وقار الى سر جسد المسيح ودمه…” ويُنهيها بطلباتٍ يرُّدُ عليها الشعبُ بـ ” يا رب، إغـفِرْ خطايانا وزّلاتِنا “. إنها رتبةٌ تُساعِدُ المؤمن ليتوبَ عن خطاياه ويتصالحَ مع الله قبل أن يتناول. وقد سبق و تصالحَ مع الحاضرين في الكنيسة عندما تبادل السلام معهم. إذن تدعونا الكنيسة وتساعدنا على ” محاسبة أنفسِنا ” وفحص ضمائِرنا حتى نتناولَ بنية صافية ونفس نقية. وفعلُ الندامة الفردي أو بقية الأفعال التي تعلمناها في تناولنا الأول تساعدنا لنكون أقرب ما ممكن من يسوع ، عند تناولنا، بأفكارنا ومشاعرنا و أمنياتنا. طبعا ما تعلمناه ونحن صغارلأننا لم نكن نعي الأمور ولا نقدر أن نعَّبر عن رغباتنا وأحاسيسنا وإيماننا فعلمونا تلك الأفعال. ولكن ونحن الآن ناضجون عقليا وإيمانيا فمن المفروض أن نرفع الى المسيح أفكارنا وقلوبنا وحاجاتنا الخاصة. يلزمنا أن نعرفَ أنَّ تناولنا يتطلبُ منا إستعدادًا جيدا حتى نرضيَ الرب ونقطفَ من ذبيحتِهِ ثمارًا كثيرة ونافعة.
إختصارُ القداس !
القداس فعلُ تعلُّم ٍ وعبادةٍ جماعي تُـقّرُه الكنيسة، يُنَّظِـمُهُ البطريرك والأساقفة، وليس لغيرهم ، عدا السلطة العليا أى شخص البابا، أن يُغَّيرَ فيه. إنما توجَدُ صِيَغٌ متعددة للقداس. توجدُ مثلا في طقسنا الكلداني صيغٍ مختلفة ، وكذا في باقي الطقوس، ويقدرُ الكاهن أن يختارَ واحدة منها حسب الزمن الليترجي. وتوجدُ صلوات يمكن للكاهن أن يُغير فيها و يتلو أخرى بديلة لها. وكذلك يمكن بمعرفة وموافقة الرؤساء ترك بعض الأجزاء لأسباب خاصة وقاهرة. أما أن يتصرف الكاهن من عنده بدون موافقة رئيسه الكنسي فيُعتبرُ ذلك تحَّديا وتقصيرا بحق الصلاة والتقيد بتعليمات الكنيسة.
لحـنٌ غـريب !
إنَّ الطقوس الشرقية تمتاز بنوع خاص في إستعمال ” اللحن ” لاسيما القداس. للقداس لحنٌ ثابتٌ يُستعملُ في القداديس الأحتفالية. أما قداديس الأيام البسيطة فلا تحديد للحن. وبالنسبة الى الآحاد تطورت الأمورُ بسبب عدم لإقامة قداديس إحتفالية. عُوضَ عنها بالقداس ” الرازي ” أي يُستعملُ اللحن الثابت المعروف الى الأنجيل. وبعده شماسٌ واحد يخدم ويختارُ لحنا على مزاجِه أوحسب قابليته أحد الألحان : راست ، سيكا ، نهاوند ، بيات ، عريبوني ، حجازي، صبا … الخ من المقامات المعروفة. عادة كانوا يستعملون لحنا يتماشى مع المناسبة ، فرح أو حزن ، يبدأ به الشماس ويتبعه الكاهن. وحسب اللحن يختار ترانيم لا تشذ عن اللحن إلا إذا قرر تبديل اللحن بغيره. المقامُ لحنٌ موسيقي يمكن أن يُستعمل في الموسيقى الدينية للترانيم أو المدنية للأعاني أو الأوبرات أو أى لون من الموسيقى. أما حاليا فمع التطور الليترجي وظهور الجوقات على الساحة إختلفت الأمور وقلَّ دورُ الشماس لتحل محله الجماعة الحاضرة.