أهلا وسهلا بالأخت ريــتا الباشي.
كتبت ريتا تتمنى توضيحًا حول حقيقة وجود المطهر لأنَّ الآراءَ حولها كثيرة و متضاربة.
المطهر : السجن و النـار !
جاءَ في الأنجيل :” بادِرْ الى إرضاءِ خصمِكَ ما دمتَ معه في الطريق. لئلا يُسَّلمَكَ الخصمُ الى القاضي، والقاضي يُسَّلمُكَ الى الشرطي، فتُلقى في السجن. الحَّقَ أقولُ لك لن تخرُجَ منه حتى تؤَّديَ آخرَ فلس ” (متى 5: 25-26).
لا خصم للأنسان سوى الله (أي9: 15؛ 10: 2؛ 13: 19) الذي منَّ عليه بالحياة ويُحاسبُه عليها (أي11: 6) ومنعه من أنْ يتلاعبَ بها أو يسيءَ إليها (تك4: 7؛ خر20: 13)، وهو رقيبٌ عليها (أي7: 20). الطريق هو مسيرة الحياة على الأرض. القاضي هو المسيح (يو5: 22-26). السجن هو المطهر حيث يدفع التائب ديون خطاياه التي لم يوفِها على الأرض. وهي حالة وقتية تنتهي ” بالخروج ” منها وليست مثل الشقاء او الهناء اللذين لا ينتهيان.
قال مار بولس :” في ذلك اليوم تكشفُ النارُ وتمتحنُ قيمة عمل كل واحد. فمن بقيَ عمله الذي بناه نال أجرَه. ومن إحترقَ عمله خسرَ أجرَه. أما هو فيخلُصُ ولكن كمن ينجو من خلال النار” (1كور3: 14-15).
من لم يعمل ويبنِ على أساس المسيح لكن نيته كانت مستقيمة وقلبه صافيا هذا يخلصُ ولكن بعد إيفاء الديون، أى يتعَّذب فترة فيحترف في نار الندم ، ليتطهَّرَ فيكون جديرا بقداسةِ الله.
ما يقـوله الناس !
كان هذا كلام الكتابُ المقدس. وليس كلُّ واحد مُؤَّهلاً لتفسيره كما يحلو له(2بط1: 20-21). الكنيسة ورئيسها خليفة مار بطرس وحده يقدر على ذلك لأنَّ المسيحَ وعدَه بالعصمةِ عن الخطأ في الأيمان لأن ابواب الجحيم لن تقوَ عليه (متى16: 18-20)، وعدم زعزعة ايمانه حتى يُثَّـبتَ ايمان إخوته المؤمنين بالمسيح (لو22: 32). وقد مارسَ بطرسُ هذا السلطان و حَّلَ الخلاف الذي وقع بين الرسل (أع15: 7). فلا يتعلقُ الأمرُ إذًا بآراء الناس المتضاربة. بل يتعلقُ بتعليم الرب حسب الأنجيل وكما تفسره الكنيسة المُخَّـولة بذلك.
الكنيسة والمطهــر !
وأما الكنيسة فتقول :” الذين يموتون في نعمةِ الله وصداقتِه ، ولم يتطهروا بعد تطهيرا كاملا ، وإن كانوا على ثقةٍ من خلاصِهم الأبدي، يخضعون من بعد موتِهم لتطهير، يحصلون به على القداسة الضرورية لدخول فرح السماء ” (التعليم المسيحي للكنيسة الكاثوليكية، رقم 1030).
” تدعو الكنيسة مطهرًا هذا التطهير النهائي للمختارين، المتَّميز كليا عن قصاص الهالكين. لقد صاغت الكنيسة عقيدة الأيمان المتعلقة بالمطهر بنوع خاص في مجمع فلورنسا والمجمع التريدنتيني. ويتكلم تقليد الكنيسة عن نار مُطَّهرة مستندا الى بعض نصوص الكتاب المقدس” { 1كور3: 15؛ 1بط1: 7} (ت.م.ك.ك ، رقم 1031).
” يرتكزُ هذا التعليم ايضا على ممارسة الصلاة لأجل الراقدين التي يتكلم عليها الكتابُ المقدس:” ولهذا قدم { يهوذا المكابي} ذبيحة التكفير عن الأموات، ليُحَّلوا من الخطيئة ” (2مك12: 46).وقد كرَّمت الكنيسة منذ القرون الأولى ذكرى الأموات وقدَّمت لأجلهم صلوات ، وبنوع خاص الذبيحة الأفخارستيا، حتى يتطهروا فيبلغوا الرؤية السعيدة. و توصي الكنيسة ايضا بالصدقات والغفرانات وأعمال التوبة لأجل الراقدين ” (ت.م.ك.ك.، رقم 1032).