أهلا وسهلا بالأخ دريا ايليا
قرأ الأخ دريا وآطلع على الحركة الماسونية فكتب يقول : حركة البَنّائين الأحرار، أو المعروفين بـ” الماسّونيين”، تمنع الكنيسة الكاثوليكية أبناءَ رعيتها من الأنضمام اليها، ويُعاقَبُ المنتمي. فســألَ : @ ما هو سِـرُّ المنـع ؟
خَفــاؤُها المُحَّـير و المُخيف !
ترتقي أولى جذور الماسونية الى عهد المسيح، عندما رفض اليهود قبول يسوع أنه المسيح المنتظر فصلبوه قائلين ” دمُهُ علينا وعلى أولادِنا”. ولما رأى القادة بعد صلب المسيح أنه لا فقط لم ينتهِ بل أصبحَ تأثيره أقوى مما كانوا يتوقعون وأخطر على الأيمان اليهودي، قرروا مقاومة أتباع المسيح ومنع نشر تعليمه بأي ثمن كان. ولتحقيق ذلك تكونت فرقة من المتنفذين ، أبقوا أمرهم خفيًا عن المجتمع، تحتمي بسلطة الوحش الذي ” جدَّفَ على الله، على اسمه و مقامه وعلى الساكنين في السماء .. وذهب يقاتل أبناء الكنيسة الذين يعملون بوصايا الله و عندهم شهادة يسوع..” (رؤ13: 6؛ 12: 17).
جاء في مصادر تأريخية عن سِرية الجمعية بأنه” لن يكون عالمًا بمنشأها و وجودها و مبادئها وأعمالها إلا من كان داخلها”(عن كتاب تبديد الظلام أو أصل الماسونية). وعن قَسَم المنتمي الى الماسونية جاء:” أنا ..فلان.. أتعَهَّدُ ألا أخون أعضاء الجمعية..وأتبع مبادئها.. ؛ أتعهد بمناهضة كل من يتبع تعاليم الدجال يسوع، ومحاربة رجاله حتى الموت؛ أتعَّهد بألا أبوح بأي سر من أسرار الجمعية. وإذا خنتُ .. فبُحتُ.. يحق للجمعية أن تميتني بأى طريقة كانت “. وصدر عن المؤتمر الماسوني لسنة 1922م ما يلي:” يجب أن يشعرَ الناسُ بوجود الماسونية، ولكن من دون أن يكشفوها في أيّ مكان”.
أماعن الغاية فجاء ما يلي:” تبقى قوةُ جمعيتِنا وأعمالُها ومبادئها وغايتها خفية الى الأبد.. والآن ليستعد كل واحد للعمل. وما العمل الا قتل ناشري تعاليم يسوع وكل مبشر بها كيفما استطعنا. ذلك هو مبدأنا النبيل، وتلك غايتنا الشريفة الدينية والسياسية”. ولا شيءَ يُحَّرَمُ على عضو الجمعية للبلوغ الى الهدف المنشود:” الجمعيةُ تقَّيدُ أعضاءَها بآرتكابِ كل مُنكَرٍ وصنع كل مُحَّرَم يلزمُ الجمعية أن تصنعه لأنها تبيحُ كلَّ المحَّرمات أملا في الحصول على مأربها..”. ومثال على إباحة المحَّرَمات ما قاله فواتير عن الطلاق:” إنَّ الطلاقَ التام و الزواج قبل وفاةِ المطلقة بآمرأةٍ أخرى حَّقٌ طبيعي.. فالزنى ليس بمحظورٍ إذا تسامَحَ الرجلُ بآمرأتِه لغيرِه”!!! وقال الماسوني دورفيل:” ليس الزنا إثمًا في شريعةِ الطبيعة. ولو بقي البشرُ على سذاجة طبيعتِهم لكانت النساءُ كلهن مشتركاتٍ بينهم”{{هكذا }} !!!. إنها أعمال يُثيرها الشيطان الذي ينقاد الماسونيون الى أوامره كما كشف عنه ماسوني مشهور بول روزن في كتابه المعنون ” الشيطان وشركاؤه ، ضَمَّنه الآثار الماسونية الصحيحة وكلَّ ما تحجبُه في أسرابها عن عيان الناس”.
سنة 1865 أشرف ماسوني على الموت فدعت إبنته المؤمنة الكاهن ليُعَّرفَه ويقبل توبته. قبل أن يحُّله الكاهن سَلَّمَ المدنفُ كلَّ شعارات الماسونية، ومنها ورقة سِرِيَّة للغاية ” هي قَسَمٌ موَّقعٌ بآسمه بالدم لا بالمداد هذه صورته : أعِدُ بإصلاءِ حربٍ عوان ضدَّ الكنيسة والبابوية والملوك، و أضحّي في سبيل تلك الغاية كلَّ غالٍ ونفيس”. وفي إعتراف لماسوني آخر اسمه جاء ما يلي :” رتبة الفارس هي مسك ختام الماسونية وأقصى غاياتها. يطهر فيها روح الماسونية القُّح وينكشفُ معنى الرموز السابقة في الدرجات التي دونه، فيعلمُ الأخ الماسوني أنَّ الغاية التي ترمي اليها عشيرتنا إنما هي دمارُ البابوية بأيِّ طريقةٍ كانت”. سنة 1869 عقد الماسونيون الأيطاليون في نابولي إجتماعا لِـ 700 ماسوني أعلنوا فيه :” نحن الموَّقعين نوابُ أمم العالم نعلن حرية العقل ضد السلطة الدينية، وآستقلالَ الأنسان ضد إستبدادِ الكنيسة والحكومة، ويطلبون استقلال المدرسة الحرَّة المُجَّرَدة من تعليم ذوي الكهنوت.. يعلنون الأنسان حُرًّا ويقررون ضرورة ملاشاة كل كنيسةٍ رسمية “. وكتب غيرهم : ” الكثلكةُ و الماسون عدوّان لدودان، لا تنتهي الحربُ بينهما إلا بموتِ أحدِهما”!.
الماسونية !
كلمة مأخوذة من الفرنسية ” Macon, Maconnerie ” أى ” بَنَّاء والأنشاء”. اسم رمزيٌ يتظاهر ببناء هيكل الأنسانية بشكل جديد حيث الأنسان هو الكل بالكل، يقود الحياة الأجتماعية والأقتصادية. أما الواقع فهو تغطية لبناء عمارة الألحاد والأنفلات الخلقي. ولا مكانة لله في الوجود. هذا ما صَرَّح به مؤتمر الماسون الألمان سنة 1866 قائلين:” إنَّ التوراة هي مجموعُ خرافاتٍ وأكاذيبَ وآراءٍ فاسدة.. علينا نحن الماسون أن نرقىفوق طبقاتِ كل الأديان، بل أن نتحَرَّرَ أيضا من كل اعتقادٍ بوجود إلهٍ أيًّا كان.. إنَّ صرحَ الأستبدادِ الروحي قد سقط.. لم يبقَ الآن أحدٌ يؤمنُ بالله وبخلودِ النفس غير البُلهِ والحمقى”. لقد أعلنَ المؤتمر الماسوني سنة 1864م أنْ ” ليس في العالم سوى جوهر واحد، وذات واحدة، هي المادّة. والأله الحقيقي هو المادّة”.
جذور الماسونية وأغصانها !
ليست الماسونية الحديثة سوى الأنتقال من ” جمعيات القوة الخفية ” السابقة. تم ذلك سنة 1716 على يد جوزيف لافي، وآبنه ابراهيم مع دجون ديزاغولييه وجورج، أعضاء في جمعيات” القوة الخفية”، إجتمعوا في لندن وقرروا تبني اسم “الفراماسونية”. وقد نال رضى المجتمعين لأنَّه سبق وتبناه ايطاليون منذ القرن الـ13، ولأنه يوافق الأشارات والرموز القديمة، ولأنَّ لجماعات البنائين والمهندسين شركات وجمعيات ومحافل يعقدون إجتماعاتهم فيها. وأما عن تشَّعباتِها فجاء ما يلي : ” لقد إعتمد الماسون أخيرًا < حيلةً عظيمة > وهي أنهم يُنشئون جماعات إعتيادية لها اسمٌ غير الماسونية، أما المباديء فهي ذاتها، فيشركون فيها باديءَ ذي بدء الشعبَ الموجس من اسمها، وما القصد في كل هذا إلا صيدُ البشر، و صيدُ الدراهم، وتعزيز الماسونية قصدًا..”!. وأول محفل رسمي بهذا النوع تشكل في 24حزيران 1717م ، ودعا الجمعية بـ ” الماسونية “.
سر منع الأنتماء اليها !
وبعد هذه المقدمة الأعلامية الطويلة يمكن للسائل الكريم أن يقرأ بين السطور الأسباب التي دفعت أحبار الكنيسة الكاثوليكية ، بابوات وبطاركة وأساقفة، يدينون الماسونية ويمنعون أبناء كنائسهم الكاثوليكية من الأنتماء الى هذه الجمعية لأنها تبحثُ وتعملُ بكل قواها في محاربة حقيقة المسيح و واقع الكنيسة التي تشهد للمسيح وتنشر تعليمه وأخلاقه التي يشَّوهها الماسونيون بزرعهم الأفكار الهَّدامة المناوئة للتعليم الكاثوليكي، والمُقَّوضة لكل أسس الحق والبر والسلام.
قدمت الماسونية نفسَها كوريثة ومكملة للغنوصية. وجد منذ القرن الـ 16 جمعية سرية ذكرت سنة 1535م بمثابة بدعةٍ عُرِّفت ” بشموليتها ومقارعتها المسيحية، إنما تقَّلدُ الكنيسة والأعمال الألهية على نحو معكوس هو جوهر الأعمال المستوحاة من الشيطان”. يقول عنها الماسوني ويلمزهورست :” قديمًا كانت الغنوصية المنَّورة… ظَّلت الغنوصية على قيد الحياة سِرًّا وآنتقلت في الظل بواسطة تيّارٍ خفي متواصل. وهي عادت اليوم الى الحياة في الحركة الماسونية وتنطلقُ لفتح العالم”. وقال عنها أندرسن، محرر دساتيرالماسون، سنة 1723: ” سُمّيت الماسونية الوليدة بـ”أخوية الأحراروالمقبولين” لأبعاد الشك عن هدفها الحقيقي، وظلَّ هذا الهدف وسيظل، الدعاية لآنتصار الغنوصية الصرفة والليبرالية العقلانية في العالم أجمع .. والماسونية وحدها تمتلك الدين الحقيقي: الغنوصية”. والغنوصية بدعة حرمتها الكنيسة منذ القرون الأولى للمسيحية لأنها إدَّعت لنفسها نور المعرفة، وآستندت الى العقل البشري فقط فآدَّعت أنَّ” العالم المادي هو شّريرٌ، ثمرةُ سقطةٍ، ويجبُ من ثمَّ نبذه أو الترفع عليه. وعليه حرمت شرب الخمروالزواج.
حرومات الكنيسة !
أول حرم رسمي للكنيسة جاء سنة 1738م على يد البابا اكليمنضس الثاني عشر والأسباب الموجبة هي :” السرية التي تفرضها الماسونية على طلاب الألمام بها، وتحيط بها كل نشاطها، تخلق جوًّا من الغموض والأنزعاج والشك، جوًّا يُسَّممُ علاقاتها بالعالم الخارجي”. الحرم يطال المباديء ومن بؤمن بها ويتبَّناها لأنها مقاومة لتعليم المسيح. قال يسوع عن الفريسيين:” إستحَّبَ الناسُ الظلامَ على النور، لأنَّ أعمالهم سَّيئة. فمن يعملُ السَّيئات يُبغضُ النور، ولا يُقبلُ الى النور، لئلا تفْتَضِحَ أعمالُهم” (يو3: 19-20). بينما يسوع كانت كل أقواله وأعماله علنًا : ” كلمتْ العالم علانيةً ؛ وعلمتْ دائما في المجمع والهيكل حيثُ يجتمعُ اليهودُ كلهم ؛ ولم اقل شيئًا في الخفية..”(يو18: 20-21). وقد أغلقت دول عديدة محافلهم وصادرت أملاكهم. وفعل البابا بندكتس الـ 14 نفس الشيء سنة 1751 ولعدة أسباب : ” السرية التامة لما يجري في محافلها .. والآثام هي التي تتستر تحت حجاب السر.. الأتفاق العام على إلغاء الجمعيات السرية غير النظامية لما عرفته من دسائسها وشرورها الجمّة.. فهذه الجمعيات لا خير فيها إذ لا يدخلها أحدٌ إلا ولحقته وصمة العار والشنار.. ولاسيما لأن الماسون كذبوا فأعلنوا أنَّ حرم البابا السابق قد بطل ولم يعد يطال المنضّمين الى الجمعيات السرية “.
من شرور الماسون ما دعوا اليه:” الوطن خيالٌ باطل وكذبٌ محض. أنَّ الوطن هو كلُّ ما يغتصبُنا وما يجبُ علينا بُغضُه”. بدأ بزرع هذه الفكرة سنة 1776 وايسهوبث، قال : ” إنَّ وطن الماسون الأحرار ليس إنكلترا، فرنسا أو اسبانيا بل العالم كله. فآتركوا مدنكم وقراكم وآحرقوا بيوتكم.. سواءٌ كانت روما أو فيينا أو باريس أو لندن .. هذا هو السر العظيم الذي كنا نصونه عنك أيُّها الأخ والصديق (الماسوني)الى يوم بلوغك الى هذه الأسرار”.
سنة 1790 شجب البابا بيوس الـ 9 إعلان حقوق الأنسان في فرنسا، والتي وصفها مؤرخ فرنسي بأن:” الأفكار الديمقراطية عن الحرية والمساواة مغلوطة في مبدأها ومشؤومة في تطبيقِها، قادتنا الى سقوطِنا وخزينا وآنحطاطنا”؛ ويضيف” صحيحٌ أنَّ مفاهيم الأُخُوَّة و المساواة والتقدم والرغبة في رفع الطبقات المتواضعة هي مسيحية، لكن الثورة ألبستها ثوبًا علمانيًا مناهضا للدين وللمسيحية، وهو ثوبٌ ينزع الى إفساد طبيعة جزءٍ من النراث الأنجيلي الهادف الى تنمية الحياةِ الأنسانية في إتّجاهٍ سامٍ ونبيل”.
وإذا سئِمتهم قادة الشعوب الأوربية والكنيسة فلأنهم أساؤوا كثيرا الى أبنائها. وآعترف بذلك قادة الماسون الألمان وبلغوا بها محافلهم السرية، وقد ” وصفَوا أحوال أوربا السَّيئة وصفا تقشعر له الأبدان مقّرين بأنَّ ذلك الدمارقد صدر من قعر الماسونية ومن تضافر أصحابها في العمل. على أنهم يطلبون للشيعةِ عذرًا قائلين: هذه الأعمال المذمومة حدثت بتسَّرع أهل المحافل وتهَّورهم في الثورات فأساؤُوا فهم غاياتنا.. لقد بلغتم الى قمة البناء الذي أردتم تشييدَه. ولكن إعلموا أنَّ بتمامه الدمار والخراب.. إنَّ النور الذي لقيناه هو أرعب وأهول من الظلمة.. لقد تطرفَ رجالنا الى حدِّ أنهم قتلوا بالسيف أو أحرقوا بالنار كلَّ من رأوه مخالفًا لرأيهم في المساواةِ والإخاء “.
وأما البابا بيوس السابع فقد حرم الجمعيات الماسونية سنة 1821 بسبب مناصبتها العداء للدين ونشر لواء العصيان والفجور، وحرم المنتمين اليها وأنصارِها والقارئين لكتبها. والبابا لاون الـ12 حرَّم الماسونية ناعتا إياها بالوحوش الضارية لأنها” هي التي أوقدت نار الفتن في أوربا بل أسعرتها.. ثم لم تسمح بآستتباب السلام لأنها عادت الى دسائسها وآستأنفت حملاتها على كنيسة المسيح .. و ينتهكون كل يوم حرمة الأقداس ويدّنسون بكتاباتهم كلَّ صالح بار، ويُهَّيجون كلَّ الأهواءِ الفاسدة على السلطتين الدينية والمدنية. وليس كلامنا ظنا وهميا بلا سند. فإنَّ كتبهم التي ألفوها تشهد عليهم. فإنها لا تحترم دينًا ولا تكرم سلطانا. ينقضون أساسَ الألفة البشرية ويُعَّلمون جهارًا مذهب الماديين، وينكرون لا فقط لاهوت المسيح بل وجودَ الله عينِه”. البابوان بيوس الثامن وغريغوريوس الـ16حرما ايضا الماسون لأنهم ” كانوا يتفانون في خراب الكنيسة وتدمير الممالك ونشر الفساد.. لقد فتحوا الطريق لكل الجرائم والآثام. لقد خلعوا كلَّ عذار وآستسلموا الى كل الأهواء وآقترفوا كلَّ المآثم… إنَّ شريعتهم الكذب والرياء، وإلهَهم ابليس الرجيم، ومعبودَهم كلُّ رجسٍ فاحش يندى له الجبين خجلا “.
ويأتي البابا لاون الـ 13ليؤكد سنة 1884أنَّ سبب حرمه هو” إنَّ حقيقة هذه الشيعة وغايتَها مبنيتان على الفساد والرداءة… إنهم معسكر الشيطان الذي تحت سلطته وقدرته يرفض الطاعة للشريعة الألهية. يقصدون أن يهدموا رأسًا على عقب كلَّ النظام الديني والأجتماعي المنبثِق من المؤسسات المسيحية، وأن يستبدلوه بنظام جديد مصاغ حسب أفكارهم بحيث تكون أُسُسه الرئيسية وقوانينه مستقاةً من المذهب الطبيعي”. بينما حرمهم بطريرك أورشليم سنة 1888 قائلا:” نحَّذركم الآن من جمعيةٍ قصدَتْ، لو أمكنها، أن تمحيَ الديانة المسيحية عن وجه المسكونة”. وأما بطريرك السريان الكاثوليك فحرمها في سوريا سنة 1889 قائلا: ” ما هي إلا روابط وضوابط سرية لنقضِ كل سلطان روحي وزمني .. إنها جمعية لا ديانة لها لأنها تحتمل كلَّ الأديان لتسخر بها وتكذب وتنافق مع كل المذاهب”.وآستند البطريرك في كلامه على نشرة الماسونية عينها التي كتبت سنة 1895 :” إنَّ الماسونية تعلن جهارا أنها تعتبر كلَّ الفرائض الدينية كأعمال ضارة بالأنسان وبكمال البشرية في عقلها وآدابها. و هي تأبى الأعتقادَ بأي عقيدةٍ دينية”.
و في أفريقيا دقَّ جرس الخطر ضد الماسونية رئيس أساقفة رواندا الذي حَذَّر منها مؤمنيه قائلا :” إنَّ الشيوعية والماسونية يؤديان في أفريقيا لعبة شيطانية.. وبالنتيجة أنَّ الكنيسة هي في خطر الموت في أفريقيا “. وحرم الفاتيكان سنة 1953 قراءة كتابٍ ماسونيّ ” تحذيرًا للكاثوليك حتى لا يدعوا أنفسَهم يُخدَعون على يد من يُحاولُ إقناعَهم من أجل جذبهم الى الماسونية بحجة تغَّيُرِ موقِفِها حيال الكنيسة الكاثوليكية”. وصدر آخر تحذير للكنيسة ومنع الأنتماء الى حفلٍ ماسوني سنة 2007 للبابا بندكتس الـ 16، وذلك بغية فضح شَرِّ الماسونية وحماية أبناء الكنيسة من خبثها ومكرها.
هكذا يستمِرُّ الصراعُ بين الكنيسة وخصومها العاملين من أجل القضاءِ عليها. ومنع الأنتماء اليها والى جمعيات مماثلة ليس تقليلا من حرية المؤمن. يبقى المؤمن دوما قادرا على أن يخالفَ ارادة الكنيسة كما يخالف بآستمرار ارادة الله نفسِه. المنع تنبيهٌ وتحذير من خطر على الأيمان ليس المؤمن مُهَّيئًا من ذاته ليعيَ عليه. لأنَّ الماسونيين يسترون وجههم الحقيقي بأقنعةٍ مزَّيَفة تخفي السُّمَ وراء العسل. فقبل أن يقع في شِباكِ عملاء الشيطان تكشفُ الكنيسة حقيقتهم وترشد الى سبيل الوقاية من شَّرِهم. والوقايةُ خيرٌ من العلاج.
إنَّ خطر هذه الجمعيات السرية ليس فقط على الكنيسة بل على البشرية جمعاء. والكنيسة تعمل من أجل بناء عالم تسوده المحبة والأخاء والتعاون والتسامح والسلام. بينما تزرع الماسونية وأمثالها، بواسطة نفوذها على قادة السياسة، الحقد والعنف والأرهاب والقتل والتشريد كما نرى اليوم مآسيه في العالم لاسيما في الشرق الأوسط. فالكنيسة من واجبها أن تُظهرَ الحقَ وتكشف واقع ما يجري في العالم وتعرضَ العلاج لأمراض العصر و تُنَّبه إلى الأخطار المحدقة بالأنسان. تلك رسالتها و واجبها و” الويل لها إن لم تُبَّشر”(1كور9: 16).
*.* للمزيد من المعلومات راجع : المسيحية والفرمسونية، ليون دى بونسين، 1975، بالفرنسية ؛
: الفرمسونية حسب وثائقها السرية، ليون دى بونسين، 1972، بالفرنسية ؛
: الكنيسة الكاثوليكية والبدع، رقم 5: الماسونية، الأب جورج رحمة، 2003، بالعربية ؛