سألت مشاركة كريمة :
# هل يمكن لكاثوليكي أن يتردد على الكنائس الأنجيلية أو البروتستانتية ؟
## هل له أن يشارك في القداس أو الصلاة ، بحجة قرب الكنيسة أو كلها متساوية ؟
الأسود = الأبيض !
تطرَّقتُ تحت هذا العنوان في 2015.10.06 الى الموضوع المطروح وبيَّنتُ ، إستنادًا الى الكتاب المقدس مصدر إيماننا، أننا لا نقدَرْ أن نوَّفقَ بين متناقضين. والكنائس غير الكاثوليكية لاسيما الناتجة عن حركة لوثرلا تتفق ، حاليا، مع الكاثوليكية لا في العقيدة ولا في الأخلاق. بل هي في موقف متناقض معها. وهل يمكن الأنتماءُ في آنٍ واحدٍ الى متناقضين؟. عليه لا يمكن الإنتماء الى كنستين متناقضتين بأية حجةٍ ولا لأي سبب كان. وإن إدعى أحد أن ذلك ممكن فذلك دليل أنه غير طبيعي وأنه لا يؤمن بالمسيح. وللمزيد من التفاصيل أحيل السائل والقراء الى الملف المذكور.
يأكلُ معَّلمُكم مع العشّارين والخطأَة !
هكذا إنتقد اليهودُ يسوع لأنه يخالط المعتبرين ” خطأة نجسين “(متى9: 10-13)، ردَّ عليهم بأن المرضى يحتاجون الى طبيب لا الأصحاء ، وأنه جاءَ ليدعو الخاطئين لا الصالحين. فالتردد على الكنائس الأنجيلية للمشاركة في نشاط مسكوني أو إجتماعي ليس أمرًا خاطئا بذاتِه. وحتى حضور محاضرات وندوات في المقرات الأنجيلية ليس ممنوعا إذا كان الهدف الأطلاع والتثقيف الذاتي. قد يحاول الأنجيلي أن يكسب أو يقوم بإعلامٍ لينال السمعة الجيدة. هذا أمر يعود اليه. والله بكل شيءٍ عليم. لكن على الكاثوليكي الذي يحضر في كذا مواقف أن يكون حذرا وشجاعا ألا يفقد إيمانه وينجرف وراء الخطأ ، بل أن يشهد للحق الذي يتمَّثلُ في كنيستهِ. وحتى يضمن ذلك عليه أن يثَّقف نفسه في كنيسته ومن عقيدته بشكل جيد وكافٍ ليذود عن نفسه خطر الأنزلاق.
تشجّع الكنيسة الكاثوليكية، من باب الحركة المسكونية أى التقارب مع الأخوة غير الكاثوليك، التعارف والتعاون بين أفراد كل الكنائس من باب المحبة والأخاء. يقول المجمع الفاتيكاني الثاني :” نظرا لأنَّ جهودًا عديدة تُبذل… للوصول الى الوحدة الكاملة التي يريدها المسيح، و هذا عن طريق الصلاة والكلمة والعمل ، فهذا المجمع يهيبُ بجميع المؤمنين الكاثوليك للأشتراك في هذا الجهد المسكوني بطريقةٍ إيجابية ، واضعين علامات الأزمنة نصب أعينهم ” (مرسوم الحركة المسكونية رقم 4). وإحدى ركائز الحركية المسكونية ألا تبحث أية جماعة في كسب أفراد الجماعات الأخرى. والركيزة الثانية أن يجري” حوارٌ بروح دينية في إجتماعات المسيحيين التابعين لكنائس أو لطوائف مختلفة ، بين خبراء مطلعين، يشرح كل واحد منهم، بنوع أعمق، عقيدة جماعته، مبينا بطريقةٍ جلية ما تتميز به هذه الجماعة. وبفضل هذا الحوار يصل الجميع الى معرفة أصح. .. ويمكن المساهمة في تحقيق الصالح العام المشترك، حسب مطالب الضمير المسيحي”.
ويضيف المجمع:” إن الجماعات الكنسية المنفصلة عنا لا تحَّقق معنا كامل الوحدة النابعة من سر المعمودية .. ولا تحافظ على الجوهر الحقيقي التام لسر القربان المقدس، وذلك خاصّة بسبب فقدان سر الكهنوت فيها (رقم 22)..” ، لذا وجب على ” المؤمنين (الكاثوليك) أن يتجنبوا أيَّ تصّرفٍ طائش أو أي حماس بدون فطنة “( رقم 24).
سر القربان رمز الوحدة والمحبة !
بالأضافة الى ذلك وتطبيقا له أعطت الكنيسة الكاثوليكية تعليماتها لترشد مؤمنيها الى سواء السبيل. وتقول:” الذين يتناولون القربان يتحدون بالمسيح إتحادا أوثق. والمسيح يجعلهم متحدين بجميع المؤمنين في جسد واحد: أى الكنيسة. ..بالمعمودية دعينا الى أن نكون جسدا واحدا. وبالقربان تتحقق هذه الوحدة ” (التعليم المسيحي للكنيسة الكاثوليكية رقم 1396). وإذا لم يكن للأنجيليين قربانٌ كيف يمكن تحقيق الوحدة معهم أو الأدعاء أنه لا فرق بيننا وبينهم؟. لذا قال تعليم الكنيسة :” إنَّ الجماعات الكنسية المنبثقة من حركة الأصلاح (مع لوثر) والمنفصلة عن الكنيسة الكاثوليكية لم تحتفظ بجوهر السر الأفخارستي كاملاً ،خصوصا بسبب فقدان سر الكهنوت عندها، ومن ثمة لا يجوز، في نظر الكنيسة الكاثوليكية، إقامة الشركة الأفخارستيا مع هذه الجماعات..” (ت.م.ك.ك ، رقم 1400).
أعود وأكرر أن هذا الموقف إيمانيٌ. وهذا الأيمان نفسه ، رغم الفرق والتناقض الموجود، لا يسمح للكاثوليكي أن يُعادي غيره من أية جماعةٍ كان أو ملةٍ أو مذهب أو دين. بل تدعو الكنيسة الكاثوليكية أبناءَها الى محبة الجميع والتعاون معهم لما فيه خدمة المجتمع وتقدمه، و بالأخص ما يُعَّجل وحدة المسيحيين في كنيسة المسيح الواحدة.