أهلا بالأخ سميح لولي
سأل الأخ سميح : إذا مات طفلٌ وعمره شهر ولم يُعَّمَد أين يذهب ؟. هل العماد يُخَّلِصُه من الخطيئة الأصلية “. لماذا صلبَ المسيح؟ لنكتفِ بالعماد فنخلص، لأن الكتاب قال:” من آمن أو لم يؤمن وآعتمد خلص”.
طفلٌ مات بلا عماد !
يقول الكتاب بأنَّ كل إنسان يولدُ يرث الطبيعة البشرية الساقطة بسبب خطيئة أصل الأنسان (رم5: 18). ويسوع تاب عنها بآسم الأنسانية في نهر الأردن، وغفرها بآسم اللاهوت على الصليب (لو23: 34 ). وغفر الخطايا الفردية الخاصّة { غير الأصلية} للمجدلية والزانية وغيرهم، وزوَّدَ الكنيسة إعلان الغفران عن الخطيئة الأصلية بالمعمودية (مر16: 16)، وعن الخطايا الفردية بالتوبة (يو20: 23). في كلتا الحالتين الغفران يأتي من الله والكنيسة هي وسيلة تأكيده للناس. والطفل المتوفي بدون عماد لم يقترف خطايا خاصّة فلا يحتاج الى غفران خاص. والمسيح دفع ثمن الخطيئة الأصلية. فليس عدلا أن يهلك الطفل. لماذا إذن مات المسيح عنه على الصليب؟. وما نفع الغفران من فوق الصليب إذا هلك من لم يعتمد؟. والكتاب يقول بأنه لن يهلك بل يشترك بثمار الفداء بدم المسيح (رم5: 18).
الصلب يُخَّلص أم العمـاد ؟
لا يُخَّلِصُ لا صليبُ الخشب ولا مياه المعمودية. الذي يُخَّلص هو الله. على الصليب/ الوسيلة الله كَفَّرَ بآلامِه وصموده في الشهادة للحق عن سقطة الأنسان في الضعف والشهوة. بصلبه صَلَبَ المسيح الخطيئة على الخشبة ورفع الأنسان الساقط. وأول خاطيء إستفاد من هذا الفداء كان لص اليمين وقد خلص بدون أن يعتمد. دفع ثمن خطاياه، وآشترك بمكاسب الصليب فغفرت خطيئته الأصلية كما يشترك فيها كلُّ إنسان إعتمد أو لم يعتمد وتغفر له خطيئته الأصلية. يكفي لهذا الأشتراك الأنتماء الى المسيح بشكل من الأشكال. والعماد ليس سوى هذا الأنتماء. فبالعماد، أحد الأشكال، ينتمي الطفل الى المسيح إذ يؤمن به عن طريق إيمان والديه اللذين يُقدمانه الى العماد ضامنين إيمانه وتربيته المسيحية الى أن يبلغ. وعندئذ يقرر بحريته أن يتبع المسيح أم يتخَّلى عنه. فالصليب آلة صلب الخطيئة والعماد سبيل الأنتماء الى المسيح ونيل ثمار صلبِه ، والله هو الذي كَفَّر وغفر ويقبل الأنتماء اليه كما قبله من لص اليمين، ثم من الذين أعلنوا إيمانهم على أيدي الرسل أو بواسطة الوالدين.
لنكْتفِ بالعماد .. مثل الخصّي الحبشي !
ربما جاء طرح السؤال ضعيفًا. لكنه يعني، كما هو، أنَّ الخصّي الحبشي طلب العماد دون أن يعلن إيمانه بالمسيح(أع8: 20-40). لم يذكر النصُّ “حرفيًا ” أنَّ الخصي آمن بلاهوت المسيح وفدائِه. لكنه كتب بصحيح العبارة أنَّ فيلبس بَشَّره بيسوع. أي حدَّثه عن شخص يسوع وأعماله وتعليمه ومطاليبه أو شريعته. ولا بد ودار الحديث عن كيفية الأنتماء اليه وإعلان الأيمان به لنيل إمتيازاته. ولم يأتِ ذكر الأيمان أيضا ولا في أولى خطبة بطرس عندما طلب منه سامعوه، بعد الحديث الطويل عن يسوع، ماذا يجب علينا ان نفعل؟. ورَّدَ بطرس توبوا وآعتمدوا (أع2: 37-41). في كلتا الحالتين الأيمان بالمسيح مُقَّدَرٌ، وطلبُ ” ماذا علينا أن نفعل” هو بذاته إعلان الأيمان. والأيمان بالمسيح : العبد المتألم، الذي صلبه شعبه، وتشهد له الكنيسة، والذي ” ما من إسم آخر تحت السماء أُعطيَ للناس به نستطيعُ أن نُدركَ الخلاص”(أع4: 12). فلا نخلص لا بالصليب ولا بالماء اللذين ليسا سوى رموز أو سبل تقود الى المسيح ورباط يَشُّدنا اليه، لأنها علامة الأيمان والمحبة. يلزم الأيمان بيسوع.