أهلا وسهلا بالأخ منــار البـنــاء
كتب الأخ منار فأخبر أنه يوجد في المكسيك، في مدينة سان خوسى دي كْراسيي، تمثالٌ للمسيح ، مكسورةٌ نصفُ أطرافِه ( ذراعه ورجله اليمنيان ) مع وجهٍ شوَّهته الدماء، تُذَّكِرُ بآلام المسيح، ولوحةٌ على قاعدة التمثال مكتوبٌ فيها : ” أُترُكني مكسورًا. أُريدُك، عندما تنظرُ إِلَيَّ ـ مكسورا هكذا ! ـ أن تتذَّكرَ إخوتَكَ وأَخواتِكَ المكسورين ، الفقراء ، المحتاجين ، المُعَّوَقين ، المعَّذَبين والمتروكين وحيدين .. بدون الأيادي للعمل .. بدون الأرجلِ للسير في سبيلِهم .. بدون وجـهٍ لأَّنهم إِنسَلبوا شرَفَهم وكرامتَهم. أُولئك المُشَّوَهين ، المنبوذين الذين لا يلتفتُ إِليهم أحدٌ .. أُترُكْني هكذا ..لأني مثلهم. // المسيحُ المكسور” !. وســأَلَ : هل يُعتَبَرُ هذا تمثيلاً أي تحويرًا للحقائق عن شخص السيد المسيح ؟ و هل هذا يجوز أو لا ؟
الله يحكم على خواطر القلب وأفكاره ! عب4: 12
أنْ يُعتَبَرَ هذا العمل الفَّني ” تمثيلاً بالمسيح وتحويرًا لحقيقة المسيح ” يحتاج الى معرفة ماذا كانت نيَّة الفنَّان وماذا أراد أنْ يُعَّبرَ به عن المسيح. لأنَّ أعمال الأنسان تُقاسُ بما يدفع إليها. قد يخطأُ إنسانٌ خطأً كبيرا دون أن يكون أَثيمًا. لأنه لم يقصد ولا خطط ولا نوى أن يخطأ. حدث ذلك خارجًا عن إرادته. مثلاً صَيَّادان خرجا لصيد الخنازير. وآتخذ كل واحد موقعًا مختلفًا وخفيًّا لينالا من الحيوان. وبعد فترة غَيَّر أحدهما موقعه دون أن يعرف به صديقه. ثم بعده تحرَّك بين الأحراش ليُعَّدل وضعه. رأى صديقه حركة الأحراش وظَّن أنه الخنزير بدأ يتحرك فصَوَّبه حالا. ولما ذهب ليتأكد من الغنيمة فوجيء بصدمة أنَّه قتل رفيقه. وقبل أن يفارق صديقه الحياة أقَّر بذنبِه إِذ بدَّل مكانه ولم يُشعر رفيقه بذلك. أقَّرت المحكمة ببراءَةِ القاتل. بينما تشاجر إثنان وهدَّدَ أَحدهما الآخر بالقتل. وبعدَ أيامٍ إلتقيا كلُ واحد مع رفيقٍ له على طريق عام خارج المدينة. قاطعَ فريقٌ الطريق على الآخر. أمَّا هذا الثاني فأراد تجنُّبَ الخصام وعرضَه على المتحَّدين عليه. ولم يكن يحمل معه سلاحًا. لكنَّ رفيقَه شجعه على المنازلة فآستفَّز المهاجمين. فتشابك الفريقان. والذي شَجَّع على المنازلة قتل أحد المهاجمين. وصلَ مارَّةٌ و توقفَ القتال وتدخلت الشرطة فأوقفت القاتلَ ورفيقَه الذي رفضَ العراك. وحكمت عليهما المحكمة : على القاتل الفعلي بمدة أقل بكثير من صديقه الذي لم يقتل ولكنه كان سبق وهدَّد بالقتل رغم أنه لم يقتل. ذلك لأنه بسببه قام العراك دفاعًا عنه وتم سقوط ضحية. حكم عليه كقاتل، وعلى القاتل كمدافع عن نفسِه.
أنْ يُعتَبَرَ هذا العمل الفَّني ” تمثيلاً بالمسيح وتحويرًا لحقيقة المسيح ” يحتاج الى معرفة ماذا كانت نيَّة الفنَّان وماذا أراد أنْ يُعَّبرَ به عن المسيح. لأنَّ أعمال الأنسان تُقاسُ بما يدفع إليها. قد يخطأُ إنسانٌ خطأً كبيرا دون أن يكون أَثيمًا. لأنه لم يقصد ولا خطط ولا نوى أن يخطأ. حدث ذلك خارجًا عن إرادته. مثلاً صَيَّادان خرجا لصيد الخنازير. وآتخذ كل واحد موقعًا مختلفًا وخفيًّا لينالا من الحيوان. وبعد فترة غَيَّر أحدهما موقعه دون أن يعرف به صديقه. ثم بعده تحرَّك بين الأحراش ليُعَّدل وضعه. رأى صديقه حركة الأحراش وظَّن أنه الخنزير بدأ يتحرك فصَوَّبه حالا. ولما ذهب ليتأكد من الغنيمة فوجيء بصدمة أنَّه قتل رفيقه. وقبل أن يفارق صديقه الحياة أقَّر بذنبِه إِذ بدَّل مكانه ولم يُشعر رفيقه بذلك. أقَّرت المحكمة ببراءَةِ القاتل. بينما تشاجر إثنان وهدَّدَ أَحدهما الآخر بالقتل. وبعدَ أيامٍ إلتقيا كلُ واحد مع رفيقٍ له على طريق عام خارج المدينة. قاطعَ فريقٌ الطريق على الآخر. أمَّا هذا الثاني فأراد تجنُّبَ الخصام وعرضَه على المتحَّدين عليه. ولم يكن يحمل معه سلاحًا. لكنَّ رفيقَه شجعه على المنازلة فآستفَّز المهاجمين. فتشابك الفريقان. والذي شَجَّع على المنازلة قتل أحد المهاجمين. وصلَ مارَّةٌ و توقفَ القتال وتدخلت الشرطة فأوقفت القاتلَ ورفيقَه الذي رفضَ العراك. وحكمت عليهما المحكمة : على القاتل الفعلي بمدة أقل بكثير من صديقه الذي لم يقتل ولكنه كان سبق وهدَّد بالقتل رغم أنه لم يقتل. ذلك لأنه بسببه قام العراك دفاعًا عنه وتم سقوط ضحية. حكم عليه كقاتل، وعلى القاتل كمدافع عن نفسِه.
هل يصُّحُ تمثالٌ للمسيح بهذا الشكل ؟
ليس منظر هذا التمثال أقبحَ وأحقر وأكثر إهانةً من تعرية المسيح وتعليقه على الصليب كمجرم خطير والأستهزاء به. كان الصليب إهانة مقصودة وتحطيمًا للحق والبر. أما هنا فهو دعوة إلى عيش المباديء التي من أجلها صُلبَ المسيح. كما إفتخر بولس بالمسيح مصلوبًا (1كور2: 2) نفتخرُ بتمثاله المكسور الذي يُذَّكر الناس بمحبة الله العظيمة وقدرته الفائقة بعلاج أمراض البشرية بالرحمة والتضحية. وقد كثر في المجتمع الأنساني ” العُرجُ والعُميُ والمجدوعون والبرص والفقراءُ والأمواتُ بالخطيئة “. وبالمقابل أخذ التوَّحُشُّ والأنانية والعنفُ واللامبالاة تتضاعفُ. إِنَّ حُبَّ المال والجاه والسلطة يتفاقمُ فيُضيفُ إلى النكبات الطبيعية والأمراض ويلاتِ الحروب والعداء والتشريد. للناس أيادٍ وأرجل لكنهم فقدوا حريّاتهم ويخسرون مواهبهم وييأسون من عدم قدرتهم على تحقيق طموحاتهم، بل من عدم التمتُّع حتى بحقوقهم. فتمثال” المسيح المكسور” يُذَّكرُ المسيحيين بآلتزامات إيمانهم وبما يُحَّققُ الأمنَ والسلام والوئام بين البشر. الشعارات وحدَها لا تنفع ولا تكفي. الحاجة تدعو الى أفعالٍ تُعالج الواقع الأجتماعي. و المسيح يريدُ من المسيحيين شهادة صادقة عنه في العالم بتجسيد القِيم الأنجيلية ليؤمن الناس بالمسيح ويتبَّنوا مبادئه للتغَّلُبِ على الشَّر. المسيح لا يريدُ التسَّتر على الشر بل مقاومته. ولا يرضى بالتظَّلمِ فقط أو بالوعود ، بل ينتظرُ الأهتمام الجِدّي بآحترام كرامةِ كلِّ إنسان ، و التوَّقف عن الظلم، و إغاثةِ كل محتاج من أي شكل كانت حاجته. الشِّريرُ يدفع الناس إلى الأستغلال واللامبالاة، إلى العنصرية والتفرقة، إلى إقصاء الضعفاء والمعَّوَقين والمُشَّوَهين ، وإلى نبذِهم. أمَّا المسيح فيدعو الى عضدِهم والتعويض عن مأآسيهم ، وإعطائهم فرصة التمتع بالحياة والشعور بمحبة الآخرين وإخائِهم. نعم ليس الحَّلُ في جبر كسور التمثال و تجميل وجهه. بل بجبر خواطر الناس المكسورة ورفع التشويه عن وجوههم وإعادة الكرامة إلى كل منبوذ أو مُعَّوق.