أهلا وسهلا بالأخ رياض رودي.
كتب الأخ رياض ما يلي :” رأيتُ الكثيرَ من أصدقائي يُشاركون صلوات وقداديس الكنائس الأنجيلية ويقرأون الأنجيل بالعربية ويتناولون. .. وسبقَ وقلتَ بأنَّ الكنائس الأنجيلية ليست رسولية… “، فطرحَ الأسئلة التالية :
1+ هل لنا المشاركة في صلوات الكنيسة الأنجيلية ، وحضور المحاضرات فيها ، و قراءة الأنجيل ؟.
2+ رفضَ كاهنٌ أرثذوكسي مناولتي عندما عرفَ أني كاثوليكـي. لمــاذا ؟.
3+ هل يحقُ لنا التناول في الكنائس الأرثذوكسية والآشـورية التي هي كنائس رسولية ؟.
في كنيسـةٍ إنجـيلية !
هناك مشاركتان : الأولى ، أن نشترك مع جماعة أو كنيسة من غير مذهبِنا في إحتفال ٍ يُقامُ بمناسبةٍ خاصة ، لا نكون فيه لا مراقبين ولا أعضاء رئيسيين. إنما فقط مشاركين كأصدقاء وإخوة في المسيح. وقد نُكَّلَفُ فيه حتى بأداءِ دورٍ، قراءةٍ مثلا أو ترتيل ٍ، فهذا أمرٌ مقبولٌ و مُشَّجعٌ لزيادة الألفة والمحبة والتعاون بيننا.
أما المشاركة الثانية ، فهي الأشتراكُ في المراسيم الدينية في تلك الكنائس كما يشتركُ فيها أعضاء تلك الكنيسة أى كأداء فريضةٍ دينية تطلبها الكنيسة من كل مؤمن عضو فيها ، بحيثُ تكون خـدمة ً بـديلة عن القداس المفروض في الكنيسة الكاثوليكية، أو حتى إضافة ً على القداس و لكن بنفس المستوى والأعتقاد. هنا الخطـأُ. وهذا لا يليق بمؤمن واع ٍ من أيةِ كنيسةٍ كانت. أى لا يليقُ الخلط ُ بين الكنائس بحجّةِ أننا لا نُمَّيز بينها{ ما نعمل تفرقة !}، أو بحجةِ أنَّ المسيحَ واحدٌ وأنَّ كل الخدمات ، في جميع الكنائس،لا تخرجُ عن نطاق الأيمان به. ونحن نؤمن بالمسيح ولا نفَّرق بين إخوتِه.
إنْ كنتُ مؤمناً حَّقًا ، إلى أية كنيسةٍ أو طائفةٍ أو مجموعةٍ إنتميتُ ، بأنَّ الحَّقَ مع كنيستي ولهذا إختلفتُ وآنفصلتُ عن غيري ، وبالتالي أنَّ كل الكنائس الأخرى المحتلفة عني هي في خطأ ، لا يُعقَلُ أن أشترك معهم بأيةٍ صلاة أو عبادة ما دمتُ أعتبرُهم على خطأ. وإلا أكون كالذي ” ينهَى عن خُلُقٍ ، ويفعلُ مثلهُ !”. وهذا عارٌ لا يقبلُ به أيُّ مؤمن. أى يكون تصَّرُفه مثل الفريسيين الذي لامهم يسوع على نفاقِهم إذ ، كما قالَ الرب ، يقولون ولا يفعلون ، أو يُحللون لأنفسهم ما يُحَّرمونه على الآخرين.
و من جهةٍ ثانية ليس معقولاً أن تكون كلُ الكنائس على حق وهي منقسمة على بعضِها ولا تخضعُ لرئاسةٍ واحدة ، أسَّسها المسيح وأرادَها.
ومن جهةٍ ثالثة هل يستطيعُ البشرأن يختاروا أو يؤسسوا لأنفسهم كنيسة على هواهم وخلافا للأنجيل ونعتبرُها ، رغمَ ذلك، كنيسة المسيح؟. وإذا لم تكن هي كنيسة المسيح فهل نترك كنيسة المسيح ونذهب فنُثَّقِفْ إيماننا عند تلك الكنيسة وهي لا تملكُ أصلاً تعليم المسيح الحَّق ؟. أ لا نقرأُ الأنجيل ونفهم كلامَ المسيح وهو يُحَّذرُنا من أنبياءَ كذابين ومسحاءَ دجَّالين (متى 24:24) يظهرون بين قطيع المسيح يريدون أن ينهشوا جسم الكنيسة مثل ذئابٍ مفترسة (متى7: 15)! ألا نسمع تحذير المسيح :” إياكم أن يضلكم أحد”(متى24: 4)؟.
بالأضافة الى هذا إنَّ الكهنوتَ في الكنائس الأنجيلية “” باطل “” أى من يعتبرونهم كهنة وأساقفة ليسوا أكثر من علمانيين مثل غيرهم. لأنَّ الذي رسمهم لم ينل الكهنوت من جهةٍ يرتقي الكهنوت فيها الى الرسل مباشرة. الكهنوت عندهم وظيفةٌ وليسَ سّرًا مُعطى من السماء. وإذا كان كهنوتُهم باطلا ، فقداديسهم أيضا تكون باطلة. وإذا كان قداسُهم باطلاً فأي شيءٍ يتناولون ؟ أكيدا ليس جسد المسيح !!!.
أخيرًا وهل نعتقد أنه صحيحٌ إذا تجَّولنا على كنائس غير كنيستنا بحجة “روح المسكونية “، أم ذلك تجزئةٌ وتقسيمٌ لكنيسة المسيح؟. إذا لم يثقْ أحدٌ بكنيستِه، وبالمقابل إقتنعَ بأنَّ كنيسة أخرى هي أصَّح فلينتقلْ إليها. ذلك أفضل من أن يتعَّرجَ بين الكنائس لا دينَ له ولا مبدأ !.
كاهن أرثذوكسي !
لماذا رفضَ كاهن أرثذوكسيٌ مناولة مؤمن كاثوليكي ؟ الجوابُ لأنه يعتقد بأنَّ تعليم الكنيسةِ الكاثوليكية خاطيءٌ فلا يحُّقُ للكاثوليكي أن يشترك معه في الأسرار الألهية إلا إذا إنتمى الى مذهبِه الذي يعتبره الأَصّح. ولو بدا للبعضِ أن هذا سلوك خاطيء إلا إنه تصَّرفٌ صحيحٌ و منطقي مع إيمانِه الأرثذوكسي. ولأنَّ المؤمنين يجهلون إيمان كنيستهم يستغربون تصرفات غيرهم أو ينبهرون بتعاليم غيرهم. طريقة تفكير.
التناول في كنائس رسولية !
أما الكنائس الرسولية، فلأنَّ الكهنوت فيها يرتقي الى الرسل ، ولهذا تدعى رسولية، فقداسهم صحيح وقربانهم مقدس. مع ذلك فلأنهم لا يخضعون لرئيس الكنيسة الأعلى، الجالس على كرسي مار بطرس، الذي منه يسمع العالمُ الحقيقة (أع15: 7)، فلا مشاركة لهم مع الكنيسة الكاثوليكية في الأسرار لاسيما القربان. فإذا وُجد مؤمن كاثوليكي في مدينة لا توجد فيها لا كنيسة كاثوليكية ولا كاهن كاثوليكي عندئذ يمكن له أن يتقرب من سر القربان في كنيسة رسوليه تتواجد هناك. أو إذا استحال عليه الوصول الى كاهن كاثوليكي حتى لو في نفس المدينة ، عندئذ يمكن له أيضا أن يتناول في كنيسة رسوليه غير كاثوليكية. ولكن إذا وجدت كنيسة كاثوليكية ويقامُ فيها القداس ويستطيع الوصول إليها حتى ولو ببعض التضحية فمن المفروض أن يلتجئ اليها للاشتراك في القداس والتناول. القضية ليست حقيقة وجود جسد المسيح ، بقدر ما هي أنَّ المسيح أسَّس كنيسة واحدة ، وليس عدة كنائس. وهو غير راضٍ على الانقسام الذي سَّببه البشر ، لقلة إيمانهم واحتضار محبتهم. ولم ينقسم المسيح ، ولا يؤيدُ كنائس البشر. فإذا كان هو غير راض عن الانقسام فكيف نؤيده نحنُ ونطيل في عمرِه ؟.
ولن تقومَ وحدةُ الكنيسة على اختلاط الزؤان بالحنطة. بل يريد المسيح تنقية بيدره والعودة الى ينابيع الحق التي لم تنضبْ حتى ولا بعد الأنقسام. لأنَّ المسيحَ ما زال حَّيا في كنيستِه ويريد منا أن نفتحَ عيوننا فنراها وأن نسرعَ فندخل تحت خيمتِها.